استضاف المجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور هيثم الحاج على، القائم بتسيير أعمال المجلس مائدة مستديرة تحت عنوان "صورة المرأة فى قصص الأطفال"، نظمتها لجنة ثقافة الطفل، بإدارة مقررة اللجنة وكاتبة أدب الأطفال، فاطمة المعدول.
شارك في المائدة المستديرة بعض الأدباء المختصين فى مجال أدب الأطفال وهم: الكاتب يعقوب الشارونى، والناقد الدكتور محمد سيد عبد التواب، والكاتب محمد مستجاب.
بدأت الكاتبة فاطمة المعدول الحديث، مؤكدة أهمية طرح هذا الموضوع للمناقشة بتلك المائدة المستديرة؛ لا سيما أن العام الجارى هو عام المرأة المصرية، ثم انتقلت الكلمة للأديب يعقوب الشارونى، الذى أعد دراسة تضمنت موضوع المائدة، حملت عنوان "تطور صورة الشخصية فى أدب الأطفال المصرى والعربى"، خاصة "تطور صورة المرأة والطفل فى أدب الأطفال المصرى والعربى".
وتطرق الشارونى إلى الصورة السلبية للمرأة فى كتابات رواد أدب الأطفال العربى، وهى الصورة التى دائمًا ما تُظهر المرأة فى ثوب الخاضعة والمستسلمة، التى لا رأى لها، ويقتصر دورها على تلبية طلبات الرجل.
وتدور أحداث القصة عن طفلة ماتت أمها، فتولى والدها تربيتها، وهذا الأب اسمه "حريص"، مشيرا إلى أن اختيار اسم الأب هذا له دلالة عميقة، ثم أبدى الكاتب يعقوب الشارونى ملاحظته لتلك الجملة التى تؤكد حديثه السابق عن الصورة السلبية للمرأة، التي وردت فى أولى صفحات تلك القصة، وتتحدث عن الطفلة بطلة الرواية: "كان كل همه أن ينتزع من نفسها رذيلة الفضول التى كانت تصيب أكثر الناس، فما كانت تخرج أبدًا من حديقة المنزل المحاطة بالأسوار، ولا كانت ترى أحدًا غير والدها".
أما عما تحتويه مؤلفات أدب الأطفال حديثًا، فتناول الدكتور محمد سيد عبد التواب من خلال كتابه "صورة المرأة فى أدب الأطفال"، صورة الفتاة التى تواجه مشكلات مجتمعها، وتجد لها الحلول بنجاح
وأضاف عبد التواب تحديدًا عن دور الفتاة فى رواية "مغامرة زهرة مع الشجرة" للشارونى، قائلا "زهرة" هى تلك الفتاة التى تعد بطلة الرواية، وهى فى الثانية عشرة من عمرها، وتتصف بالشجاعة ومعرفة حقوقها، وتحمل المسؤولية، والقدرة على مواجهة الصعاب، كما أن لها دور قيادى كبير برغم صغر سنها، فتتمسك بالدفاع عن قضيتها متحدية الكبار بعالمهم، إلى أن تنتصر فى النهاية، وهو ما يؤكد التغير البارز للصورة السلبية للمرأة بكتابات رواد أدب الطفل الأوائل.
ويقول عبد التواب إن أعمال الشارونى تمتاز باهتمامه بالفتاة وإبراز دورها الإيجابى فى الحياة، كما أنه يجعلها شخصية محورية فى أعماله.