الخميس 16 مايو 2024

من 59 عامًا.. إحسان عبدالقدوس يخوض التمثيل!

كنوزنا24-10-2020 | 20:13

من المعروف أن السيدة فاطمة اليوسف "روز اليوسف" والدة الكاتب الروائى الكبير إحسان عبد القدوس من رواد التمثيل فى مصر، فقد كانت بطلة العديد من الروايات المسرحية، كما ساعدت رواد المسرح فى إنشاء فرقهم، ومنهم عزيز عيد ويوسف وهبى ونجيب الريحانى وغيرهم، وقد تعرفت على الفنان محمد عبدالقدوس فى غمرة العمل بالتمثيل لتقترن به وينجبا الطفل إحسان، ومحمد عبدالقدوس ممثل مسرحى وموسيقى ينتمى إلى جيل الرواد، وشارك فى السينما بالتمثيل فى 15 فيلمًا، أما والدة إحسان فقد اعتزلت التمثيل واتجهت إلى العمل بالصحافة وأنشأت مجلة روز اليوسف.

 

رغم البيئة الفنية التى ولد فيها إحسان عبدالقدوس فإنه اتجه إلى العمل الصحفى، وأصبح من كبار الكتاب وما زال اسمه خالدًا بما تركه من أعمال أدبية، منها ما تحول إلى أفلام سينمائية، ودعونا نلقى الضوء على أسرار ومغريات داعبت خيال إحسان عبدالقدوس لكى يصبح ممثلًا سينمائيًّا.

 

من خلال عدد الكواكب الصادر فى مثل هذا اليوم من 59 عامًا، فى 24 أكتوبر 1961 نشرت الكواكب تقريرًا مصورًا بعنوان "إحسان يمثل" جاء فيه أن إحسان عبدالقدوس وافق مؤخرًا على تمثيل دقيقتين يظهر فيها فى التليفزيون متحدثًا عن نفسه وأعماله، ومن الطريف أنه امتثل خمس ساعات لفريق العمل المكون من المخرج صلاح أبوسيف والمصور عبده نصر والماكيير ميشو، وكان التصوير يتم فى ستوديو نحاس.

 

بدأ إحسان عبدالقدوس مداعبًا لعبده نصر الذى يضبط الكاميرا عليه، قائلًا: تعرف لو ما جبتش ألف جواب إعجاب بعد ما الناس تشوف الفيلم، تبقى مصور فاشل، أنا دلوقتى عندى ألف بنت معجبة، لو نقص منهم واحدة تبقى قاصد تهرب منى المعجبات.. لكن عبده نصر لم يضحك مع الضاحكين وقال لإحسان: قبل ما تعمل مكياج احلق.. فيه ممثل فى الدنيا يقف قدام الكاميرا بدقنه كده؟

 

رفع إحسان يده يتحسس ذقنه وكان قد نسى أن يحلقها فتم استدعاء الحلاق إلى الأستوديو، وصرح إحسان للكواكب بأن الناس لا يصدقون أنه لا يستطيع التمثيل، يقولون أمه ممثلة وأبوه ممثل، فكيف لا يمثل هو أيضا؟ وأكد أنه منذ الصغر يقاوم الرغبة فى العمل بالفن؛ لأنه يشعر أنه لا يستطيع إجادة التمثيل، لذلك رفض كل العروض للاشتغال بالتمثيل.

 

من الأسرار التى نطرحها اليوم والتى جاءت فى التقرير أنه بالفعل تم ترشيح إحسان عبد القدوس للقيام بدور الموسيقار فتحى فى فيلم "لا تطفئ الشمس" وهى قصته، وكان من المقرر أن يقوم بدور عماد حمدى فى الفيلم، وظل إحسان فى فترة طويلة من التردد بين الموافقة على التمثيل وبين الخوف من الفشل، وأخيرًا قرر ألا يقوم بالدور، وفشلت كل جهود فاتن حمامة وصلاح أبوسيف فى إقناعه بالتمثيل لكنه تمسك بصفته ككاتب وصحفى وقرر ألا يضيف لهما صفة ممثل.

 

بعد الانتهاء من الماكياج جاء دور البروفات، وبعدها بدأ التصوير ليظهر إحسان ممثلا لم يرهب الكاميرا ولم يتردد، وبدأت جمل الحوار تخرج من فمه بسلاسة وكأنه يكتب مشهدًا فى قصة أو ينطق أحد الأبطال فى قصصه، وعبده نصر يحتضن الكاميرا بانفعال إلى أن انتهت المشاهد التى لا تزيد فى مجملها على دقيقتين، وعند انصراف إحسان هو وزوجته التى حضرت التصوير من أجل تشجيعه قال مازحًا: سمعتى فى رقبتك يا صلاح.. وإنت يا عبده.. اوعى تعملها وتهرب منى المعجبات.