إن تاريخ الكنيسة القبطية في دير البرشا أو ما تُعرف في بعض الوثائق بدير الأنبا بيشاي (دير أنبا بشاي) أو دير الأنبا بيشوي أو دير النخلة، ونحن لسنا بصدد الكلام عن اسم القرية ولكن هو عبارة عن سرد تاريخي لحياة هؤلاء الآباء وما توصلنا إليه من بعض المصادر الشفاهية والمكتوبة عنهم باختصار، والذين كان لهم دور بارع في الحفاظ على الأمانة المسيحية التي تسلموها وليس ذلك فحسب بل استطاع أولئك الآباء تنمية بعض الكتاتيب القبطية بالقرية وكذلك إنشاء مدرسة للأقباط وكذلك مدرسة أولية والتي حاول القمص دانيال وفقي في آخر حياته أن يُعيد افتتاح مدرسة الأقباط بدير البرشا أو "المدرسة القبطية" حسب اسمها القديم وقام ببنائها بجوار الدير بعد أن كانت داخل أسواره.
الشهيدان القمصان بيشاي وأرسانيوس
هما قمصان لدير البرشا ومنطقة الشيخ سعيد، وبسبب الدسائس، وما أُشيع عنهما بوجود كنوز الكنيسة تحت أيديهما تم الهجوم من قبل بعض العربان واللصوص والغوغائيين، وطلبوا منهما كتب الكنيسة وأوانيها ولكنهما لم يسلما ولم يفرطا في ذلك وأنها عندهما أثمن من الذهب واللآلئ، وقتلا وسفك دمهما في سنة 1880م، تقريباً وكان للقمص أرسانيوس ابن يُدعى بيشاي على اسم أخيه ويقال إنه أصيب وهو صغير في تلك الحادثة، ودفنا في الكنيسة الأثرية وقبرهما كائن بها إلى اليوم، نحت قبرهما بطريقة بدائية، وذكرت هذه الحادثة في جريدة الوطن بعددها الصادر بتاريخ 9 أبريل 1881م، جريدة وطني بعددها الصادر بتاريخ 26 سبتمبر 1993م، وذكرها أشرف البخشونجي، في كتابه كنائس ملوي الأثرية ص112، والقمص زكريا البراموسي في كتابه: الأنبا بيشوي وديره بجبل أنصنا ص156، وكذلك إسحاق الباجوشي، في كتابه المختصر في تراجم شهداء وقديسي ملوي (2012م) .
القمص بشاي القمص أرسانيوس
ولد القمص بشاي القمص أرسانيوس في قرية دير البرشا التابعة لمركز ملوي مديرية أسيوط قبل عام1850م، تقريباً ودعي اسمه بشاي على اسم عمه، وقد شاهد تلك الحادثة وسٌيم قمصاً على تلك البيعة بيد الأنبا ياكوبوس أسقف كرسي المنيا وألحق ابنه شخلول بالمدرسة الإكليريكية بالقاهرة عقب افتتاحها، وقد قام هذا الأب الجليل بتطوير الكُتاب بالقرية وإنشاء المدرسة القبطية بدير البرشا بتعضيد من جمعية التوفيق بالقاهرة، والتي سرعان ما ارتفع عدد تلاميذها حينذاك وقد أكمل بعضهم تعليمه في مدرسة الأمريكان بأسيوط.
القمص فلتاؤس القمص بشاي القمص أرسانيوس
ولد شخلول القمص بشاي القمص أرسانيوس في قرية دير البرشا التابعة لمركز ملوي مديرية أسيوط بعدعام 1870م تقريباً، والتحق بالمدرسة الإكليريكية عام 1899م، وقضى بها أربع سنوات ورقمه (37) في قائمة الخريجين وسٌيم على دير الأنبا بشاي (ورد ص 267 من كتاب المدرسة الإكليريكية).
القمص سمعان القمص فلتاؤس
ولد القمص سمعان القمص فلتاؤس القمص بشاي القمص أرسانيوس في قرية دير البرشا التابعة لمركز ملوي مديرية أسيوط بتاريخ 22 / 8 /1902، مودُعيَّ اسمه شاكر فلتاؤس ونال نعمة المعمودية المقدسة والميرون في كنيسة الأنبا بيشوي الأثرية بدير البرشا على يد القمص فلتاؤس القمص بيشاي القمص أرسانيوس، وفي ذلك البيت الكهنوتي المحب للرب يسوع، له المجد والكنيسة والفقراء والمحتاجين وعمل الرحمة، وكان أبوه قمص القرية (القمص فلتاؤس القمص بيشاي) ووالدته، ومع ندرة معلوماتنا لا نعلم من تاريخه إلا القليل إنه أخو القمص زخاري القمص فلتاؤس (كاهن كنيسة الملاك غبريال بهور) والد القمص بيشاي وعم القمص مقار زكريا القمص فلتاؤس ولكن اشتهر هذا القمص بالتقوى والورع ووالديه بارين مشهوداً لهما من الجميع ونما في النعمة والقامة وتدرج في دراسته متفوقاً، حصل على الثانوية في عام 1919م، من مدرسة(الأمريكان بأسيوط) وبعد أن أتم دراسته الثانوية بدأ يضع قدميه على أول طريق التكريس الذي أحبه منذ صباه فالتحق بالكلية الإكليريكية في سنة 1920م، وكان ينهل من العلم الديني والدراسة اللاهوتية والروحانية وتخرج في الكلية الإكليريكية في القاهرةعام 1924م، بعد أن قضى بها أربع سنوات وورد في كتاب المدرسة الإكليريكية بين الماضي والحاضر للأرشد ياكون حبيب جرجس المطبوع سنة 1938م، تحت رقم 173 وكان أثناء وبعد دراسته من المتفوقين وكان معه كل من القس منسي يوحنا والقمص أرميا إقلاديوس والقمص ميصائيل بحر والقمص زخاري فلتاؤس (أخيه) وأظهر اتضاعاً وطاعة وعبر عن ذلك بامتلاء قلبه بمحبة الله الذي أحبه وأحب الخدمة والجميع وكان مثالاً للإنسان الروحي والخادم الأرثوذكسي الذي يعبر سلوكه عن السلام والمحبة الأخوية وكرس وقته وجهده للعلم الديني والخدمة والتكريس، تزوج من السيدة (راعوث ونيس غبريال ـ من عائلة الحبايشة)
سيامته قساً :
سيم قساً على كنيسة الأنبا بيشوي الأثرية بدير البرشا باسم القس سمعان القمص فلتاؤس وفى ذلك الوقت لم يكن لأبروشية المنيا والأشمونين أسقف أو مطران بل كان يوجد وكيل للأبروشية المكونة من أربعة مراكز: المنيا، وسمالوط، أبو قرقاص، وملوي، وكان الوكيل اسمه الراهب القمص بقطر السرياني (الذى سيم فيما بعد أسقفا ثم مطرانا لأبروشية المنيا وتوابعها باسم الأنبا ساويرس).
وبالرغم من أن الشماس شاكر فلتاؤس قد تخرج في الإكليريكية عام 1924م، لكنه لم يُرسم قسا إلا عام 1928م، والذي قام بإكليل الزفاف هو المتنيح القس منسي يوحنا (كاهن كنيسة العذراء مريم بملوي)، والقس بطرس المحرقي.
ولكن الذى قام بسيامته قسا - فى ذلك الوقت الذي لم يكن لأبروشية المنيا أساقفة-الأنبا أثناسيوس مطران بنى سويف سنة 1928م، وحضر السيامة جمع كثير من الأهالي، ومن الآباء الكهنة الذين حضروا الرسامة هم:القمص سدراك بالمنيا، والقمص زخارى فلتأوس كاهن كنيسة هور، والأب الموقر القس منسي يوحنا كاهن كنيسة ملوي، والأب الموقر ميصائيل بحر بدير القديس أفايحنس.
وأتم الله على يديه: بناء كنيسة الأنبا بيشوي والأنبا شنودة القبلية بدير البرشا منذ عام 1946ـ 1948م، وتم تدشينها في 22/11/1952م، الأنبا ساويرس مطران المنيا والأشمونين ورسم القس سمعان قمصاً والشماس بولس القس سمعان قساً على الكنيسة، وتجديد المدرسة الابتدائية وإنشاء مدرسة أولية أربعة فصول برعاية السيدة آنا غالي بجمعية السيدات القبطية بالقاهرة.
نياحة زوجته:
تنيحت زوجته (راعوث ونيس غبريال ـ من الحبايشة) في عام 1956م، ويُحكى عنه أنه تقابل مع القس البروتستانتي وقال له (ما تتزوج يا سمعان ده بولس الرسول قال عن الزواج كتير هو كل اللي مراته تموت يقعد أرمل كده) فرد أبونا سمعان ربنا يعطيك مثلي، وتزوج في نفس العام الذي توفيت فيه زوجة القس البروتستانتي ومنذ تاريخ نياحة زوجة أبونا سمعان لم يزر أحدا في منزله ولكنه كان مواظبا على التسبحة والقداس حتى نياحته وابنه أبونا بيشاي كان يفتقد ويعلم.
نياحته:
وتنيح في يوم 23 / 10 /1973م، وحضر نيافة الحبر الجليل الأنباساويرس مطران المنيا والأشمونين ولفيف من الآباء الكهنة الأجلاء والخدام والإكليريكيين بالأيبارشية وصلى القداس الإلهي وبعده بدأ مراسم التجنيز بحضور الآباء الأجلاء الكهنة.
القمص بشاي القمص سمعان القمص فلتاؤس
ولد القمص بيشاي القمص سمعان القمص فلتاؤس القمص بشاي القمص أرسانيوس في قرية دير البرشا التابعة لمركز ملوي مديرية أسيوط بتاريخ 22/8/ 1924م، ودعي اسمه بولس ونال نعمة المعمودية المقدسة والميرون في كنيسة الأنبا بيشوي الأثرية بدير البرشا على يد القمص فلتاؤس القمص بيشاي القمص أرسانيوس، وفي ذلك البيت الكهنوتي المحب للرب يسوع له المجد، والكنيسة، والفقراء، والمحتاجين، وعمل الرحمة، وكان أبوه قمص القرية (القمص سمعان القمص فلتاؤس القمص بيشاي) ووالدته ( راعوث ونيس غبريال ـ من الحبايشة).
اشتهر هذا القمص بالتقوى والورع ووالديه بارّين مشهود لهما من الجميع، ونما في النعمة والقامة وتدرج في دراسته متفوقاً، حصل على الثانوية في عام 1938م تقريبا، وبعد أن أتم دراسته الثانوية التحق بالكلية الإكليريكية في سنة 1938م وتخرج فى الكلية الإكليريكية في القاهرة بتاريخ1942م، بعد أن قضى بها أربع سنوات وكان أثناء وبعد دراسته من المتفوقين ودعي فيها ببولس البسيط (لبساطته وعمق إيمانه)، ثم تزوج من السيدة (زوزو القمص زخاري ابنة عمه)، وسيم قساً على كنيسة الأنبا بيشوي القبلية بدير البرشا باسم القس بيشاي القمص سمعان القمص فلتاؤسفي 23/11/1952م في احتفال بهيج بيد الأنبا ساويرس مطران المنيا والأشمونين.
وأتم الله على يديه: بناء كنيسة العذراء مريم والدة الإله بدير البرشا، ورسم بها القس إبرام نبيه قساً على الكنيسة.
نياحته:وتنيح في يوم السبت الموافق31/12/1989م، بعد أن قضى في الخدمة الكهنوتية مدة سبعة وثلاثين سنة وشهر واحد وثمانية أيام (23 /11/1952 ـ 31 /12/1989م)وحضر نيافة الحبر الجليل الأنباديمتريوس أسقف ملوي وانصنا والأشمونين ولفيف من الآباء الكهنة الأجلاء والخدام والاكليريكيين بالايبارشية وصلى القداس الإلهي وبعده بدأ مراسم التجنيز بحضور الآباء الأجلاء الكهنة.