الجمعة 27 سبتمبر 2024

في ذكرى رحيله.. شرفنطح مطرب هارب من أهل الفن!

كنوزنا25-10-2020 | 21:04

تحل اليوم ذكرى رحيل الفنان محمد كمال المصري، صاحب أشهر اسم في نجوم الصف الثاني في السينما والمسرح، الذي بدأ حياته العملية في ريعان الشباب بعد أن حفظ القرآن في أحد الكتاتيب بدرب سعادة في منطقة شارع محمد على، ثم التحق بمدرسة الحلمية التي أنشأ بها فرقة للتمثيل، وبرع في التمثيل المسرحي بعد أن تعدى عمره عشر سنوات.

 

وفي ريعان الشباب، قرر محمد المصري أن يمتهن الفن، وكان ذلك مستحيلا في وجود والده وهو أستاذ في الأزهر الشريف، لذلك بدأ الهروب الأول في حياته بأن ترك بيته وذهب إلى الإسكندرية بعيدا عن أسرته ومعارفه حتى يعمل بالفن هناك، ولا يعرف الكثيرون أنه بدأ حياته الفنية هاويا للغناء، وتملكت الفكرة منه فأراد أن يصبح مطربا بعد أن غنى أدوار الشيخ سلامة حجازي وعبده الحامولي، وعند فشله قرر أن يعمل منولوجست، ويبدو أنه فشل أيضًا فأصبح التمثيل هو عمله الوحيد.

 

التحق محمد المصري بإحدى الفرق المسرحية، وبعد أن أثبت براعته في التمثيل، كون فرقة خاصة به، ضم إاليها المطرب الشاب سيد درويش، الذي قبل العمل معه في الإسكندرية فقط، ورفض أن يجوب معه محافظات مصر، وبدأ المصري رحلة دامت 4 سنوات ينشر فيها الفن بين المحافظات وعاد إلى القاهرة عام 1919.

 

وجد المصري أن القاهرة أصبح فيها العديد من الفرق المسرحية، وتوسط له أحد الأصدقاء للعمل بفرقة الريحاني الذي رفض أن يعمل شرفنطح معه، وكان الريحاني يتقمص شخصية اشتهر بها سنوات طويلة وهي "كشكش بك"، ومع رفضه لشرفنطح قرر إنشاء فرقة يضارب بها فرقة الريحاني، وقرر أيضًا أن يختار اسما على وزن "كشكش بك" ليبدأ به رواياته في فرقته، فكتب مجموعة حروف متناثرة في ورقة وشطب معظمها ليتبقى منها حروف " ش ر ف ن ط ح"، فاختارها محمد كمال المصري لقبا فنيا له ولازمه طوال حياته.

 

كان الريحاني يواجه منافسا عنيدا في ذلك الوقت وهو على الكسار، لذا لم يشأ أن يواجه التحدي من عدة جوانب، وكان شرفنطح بدأ يواجه الفشل بفرقته، فأرسل الريحاني إليه ليضمه إلى فرقته، ومنها شارك شرفنطح الريحاني في العديد من الأفلام السينمائية وعمل أيضًا مع نجوم كثيرة في السينما واتسمت معظم أدواره بالمشاكسة والمكر والعناد.

 

وعلى ذكر المكر، فقد أنكر شرفنطح عنوان سكنه عن الوسط الفني كله، فلا أحد كان يعرف أين يقيم، حتى استاء الريحاني من هذا التخفي والهروب، فكلف أحد الأشخاص بمراقبة شرفنطح لمعرفة بيته، لكنه كان مراوغا ولم يعلم أحد أين يقيم طوال حياته، وعن أتفاقاته الفنية في السينما والمسرح، فقد اتخذ أحد المقاهي مقرا له يجده فيه من يبحث عنه.