رغم بدء العد التنازلي لإجراء الانتخابات الرئاسية الأمريكية، التي لم يعد متبقيا عليها سوى 9 أيام لا غير، فإن جو بايدن المنافس الديمقراطي اللدود للرئيس الحالي دونالد ترامب، مازال يتفوق عليه بفروق كبيرة في استطلاعات الرأي، حتى أن الخبراء يرون الانتخابات كانت ستصبح محسومة للديمقراطيين، لو كان ينافسون أي جمهوري آخر بخلاف ترامب.
ويرى المراقبون أن مرور ترامب بالموقف ذاته، أمام هيلاري كلينتون، قبل أربع سنوات، عندما فاز عليها، رغم اتفاق جميع الاستطلاعات على أن فرصته معدومة، يجعله قادرا على حسم الصراع هذه المرة أيضا.
ويؤكد موقع "stuff" النيوزيلندى، أن استطلاعات الرأي، ليست معصومة من الخطأ، لذا يبدو من المهم تسليط الأضواء على بعض النقاط المهمة التي تتحدد أوجه الشبه والاختلاف بين انتخابات هذا العام، وسابقتها على النحو التالي:
الهوامش
بطبيعة الحال فلن يتم تحديد الانتخابات عن طريق التصويت الشعبي الوطني، لكن بالنتائج في حفنة من الولايات المتصارعة، فإذا تمكن بايدن من التمسك بالولايات التي فازت بها هيلاري كلينتون في عام 2016، وإضافة ولايات "حزام الصدأ"، في ويسكونسن وميشيغان وبنسلفانيا، إليها فإنه سيفوز حتما برئاسة أمريكا.
وتشير الأرقام إلى أن بايدن يتقدم حاليًا على ترامب، بمتوسط 5.8 نقطة مئوية، في هذه الولايات، وفقًا لاستطلاعات الرأي، وإن كانت هيلاري كلينتون وقتها متقدمة في هذه الولايات أيضا، بمتوسط أربع نقاط.
دقة الاستطلاعات
إذا كانت استطلاعات الرأي تقلل بشكل كبير من دعم ترامب، كما فعلت في عدة ولايات رئيسة عام 2016، فإنه من الممكن أن يحقق نصرا مفاجئا آخر، لذا فلن نعرف حتى يتم فرز الأصوات، ما إذا كان ذلك قد حدث، إلا أن هناك أسباب للاعتقاد بأن استطلاعات الرأي ستكون أكثر دقة هذه المرة.
الاستقرار
شهدت الحملة الانتخابية الحالية لكلا المرشحين بعض الأحداث الضخمة، منها وفاة قاضية المحكمة العليا الشهيرة روث بادر جينسبيرج، وإصابة ترامب بفيروس كورونا المستجد، ومؤتمرات الحزب والمناقشات الرئاسية، لكن استطلاعات الرأي لم تتغير كثيرًا منذ بداية العام، حيث تقدم بايدن على ترامب بأربع نقاط مئوية على الأقل، وهو عكس ما حدث في عام 2016؛ حيث كان ترامب متقدمًا على كلينتون بفارق ضئيل في استطلاعات الرأى، كما تحطمت استطلاعات الرأي التي أجرتها كلينتون، بعد أن كشف مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي جيمس كومي، أنه يعيد فتح التحقيق في استخدامها لخادم بريد إلكتروني خاص.
الأفضلية
في انتخابات عام 2016، كان كلا المرشحين غير محبوبين على الإطلاق، فكلينتون شخصية مثيرة للجدل منذ عقود، وكان المحافظون يكرهونها. وعلى النقيض من ذلك، فإن بايدن رجل يبلغ من العمر 77 عامًا، وله سمعة طيبة كديمقراطي معتدل، مما يجعله شخصية أقل مواجهة.
غياب الأطراف الثالثة
انعكاسًا لعدم شعبية كلا المرشحين من الحزبين الرئيسيين، فكان تصويت الطرف الثالث مرتفعًا بشكل غير عادي في عام 2016، لكن هذه المرة، يقول عدد أقل بكثير من الناخبين إنهم يعتزمون التصويت لطرف ثالث.
شغل المنصب
في عام 2016، كان ترامب يرشح نفسه كغريب سياسي، حيث شن حملته على وعد بتجفيف مستنقع واشنطن، أما هذه المرة فيتنافس كرئيس حالي مع سجل للدفاع، بالإضافة لتفشي فيروس كورونا المستجد في العام الأخير من فترة رئاسته، والذى أودى بحياة أكثر من 220 ألف أمريكي. وكانت معدلات موافقته على الدوام أقل من 50 في المائة طوال فترة رئاسته، وبدلاً من الاختيار بين رؤيتين متنافستين للسياسة، حاول بايدن تحويل الانتخابات إلى استفتاء بنعم أو لا على فترة رئاسة ترامب.
الوباء
الطريقة الأكثر وضوحًا التي تختلف بها هذه الانتخابات عن عام 2016 هي الجائحة، فبالنسبة للديمقراطيين على وجه الخصوص، أعاد تشكيل طبيعة الحملات، التي تخلت إلى حد كبير عن التجمعات الشخصية الكبيرة التقليدية وجهود طرق الأبواب. ويقول العديد من الناخبين الديمقراطيين إنهم يعتزمون التصويت عبر البريد أو مبكرًا، بينما من المرجح أن يظهر الجمهوريون في يوم الانتخابات، وهذا يعقّد نماذج الإقبال التي يستخدمها القائمون على استطلاعات الرأي للتنبؤ بمن سيشارك في الانتخابات.