الخميس 23 مايو 2024

عبد الهادي القصبي: تعاليم الرسول الكريم دواء لداء فتنة فرنسا

برلمان26-10-2020 | 16:24

وجه رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية وشيخ مشايخها الدكتور عبد الهادي القصبي، رسالة إلى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مستنكرا فيها الإصرار على نشر الرسوم الكارتونية المسيئة للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بدعوى حرية التعبير.


وأكد القصبي - في بيان اليوم الاثنين - أن التعدي على حريات الآخرين في رموزهم الدينية ليس بحرية تعبير، موضحا أن هذا التصرف سوف يشعل الفتنة وعلينا جميعا أن نتمسك بالتسامح والصفح عن الآخرين كما علمنا رسول الإنسانية ومعلم البشرية يجب ألا تدفعنا تلك التصرفات العقيمة إلى ردود أفعال لاتليق بسماحة الاسلام الذي يحترم الجميع ويحترم مقدساتهم.


وطالب القصبي بالتعلم من تعاليم الدين الإسلامي السمح وتعاليم الرسول الكريم والذي يدعو إلى التسامح والحب وينهي عن البغضاء والكراهية، مؤكدا أن الرسول الكريم دعا إلى احترام كافة الأديان، لافتا إلى ان مبادئ الإسلام في التعامل مع غير المسلمين هو التسامح، وهو أساس العلاقة في التّعامل مع غير المسلمين، انطلاقاً من قول الله -تعالى-: (لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّـهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) أي أنّ معاملتهم قائمةٌ على البِرّ، والقِسط، والحوار بالحُسنى.


وأشار إلى أن تعامُل الرسول مع غير المسلمين بعد هجرة النبيّ -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة، وما تبع ذلك من إقامة الدولة الإسلامية فيها كان المسلمون أمام حقيقة واقعة، تتمثّل بالوجود اليهودي فيها، حيث القبائل اليهودية الثلاث المشهورة: بنو قينقاع، وبنو النضير، وبنو قريظة، وقد كانوا حينها يُشكّلون قوةً اقتصادية ودينية لا يمكن إنكارها؛ فرأى النبيّ -عليه السلام- ضرورة تنظيم العلاقة مع الوجود اليهودي بما يكفلُ لهم حقوقهم، ويكشف لهم واجباتهم في دولة الإسلام الفتيّة؛ فظهرت "وثيقة المدينة" التي أبرمها النبي عليه السلام مع يهود بني عوف شاهدَ صدقٍ ودليلَ حقٍّ على سماحة الإسلام واعترافه بالآخر، بل ودعوته للتّعايش مع غير المسلمين على أسس واضحة، تحفظ حقوق الجميع مثلما تفرض عليهم واجبات، وبناءً على ذلك قامت وثيقة المدينة على أسس: حرية العقيدة في الإسلام. استقلال الذمة المالية. التعاون في حماية الوطن حالة الحرب. العدل التام. المناصحة بالخير والتّعامل بالإحسان.


وأوضح أن التعنت الفرنسي الرسمي بنشر رسوم مسيئة للنبي محمد(ص) في موقف غير مسؤول يفتقر إلى الحكمة ويغذي العنصرية وينافي كل التعاليم الدينية و يختزن العداء لكل الأديان ورموزها، موضحا أن الإساءة إلى شخصية الرسول الأعظم، عدوان مرفوض لا يقبله عقل ولا دين، فضلا عن معارضته حرية الرأي والتعبير التي تقف عند احترام حرية معتقدات الآخرين وتقديس رموزهم.


وحمّل القصبي السلطات الفرنسية تداعيات موقفها" المستفز" الذي نعتبره خطيئة ينبغي التراجع عنها لما تمثله من إساءة لكل المؤمنين من أتباع الديانات السماوية، وانتهاك لقدسية الأنبياء ولا سيما النبي محمد، مطالبا المرجعيات الإسلامية والمسيحية بالتصدي لكل عمل يسيء إلى مكانة الأنبياء وقدسيتهم”.


واختتم القصبى رسالته داعيا من يهاجمون الرسول الكريم إلى الإنصات إلى بني ذويهم من علماء ومفكرين ومستشرقين من أمثال الدكتور مايكل هارت صاحب كتاب «الخالدون مائة أعظمهم محمد "حيث يقول إن محمدا كان الرجل الوحيد في التاريخ الذي نجح بشكل أسمى وأبرز في كلا المستويين الدينى والدنيوى،إن هذا الاتحاد الفريد الذي لا نظير له للتأثير الدينى والدنيوى معا يخوله أن يعتبر أعظم شخصية أثرت في تاريخ البشرية.