لم تعد تركيا تخجل من إعلان تدخلها في مناطق الصراعات الإقليمية والدولية، لتحقيق مصالحها، كسمسار للحرب وإراقة الدماء.

وتعمد تركيا إلى تكرار الدور الذي لعبته في كل من العراق، وسوريا، وليبيا، لكن هذه المرة في أذربيجان، مستغلة الصراع التاريخي بينها وبين الأرمن، الذين تكن لهم أنقرة عداءً تاريخيا يرتبط بمذابح الإبادة التي ارتكبها أجداد أردوغان العثمانيين، ضد الشعب الأرميني.

 في الوقت الذي تبذل فيه بعض القوى الدولية جهودها لاحتواء الوضع المتفجر بين البلدين، أعلن إلهام علييف رئيس أذربيجان، أن بلاده ستستخدم مقاتلات "إف-16" التركية، ضد أرمينيا، حال وقوع عدوان على بلاده بحسب وصفه، قائلا: "إذا تم ارتكاب عدوان أجنبي ضدنا، فسوف ترون مقاتلات أف-16".

وأضاف: "يعلم الجميع أن المقاتلات على الأرض، وأنهم أتوا إلى هنا، من أجل التدريبات، ومع بداية الحرب بقوا هنا، وسنستخدمهم في حالة أي عدوان".

وأعلنت أذربيجان وأرمينيا، توصلهما إلى اتفاق حول هدنة إنسانية، في الـ18 من أكتوبر الحالي، إلا أن الطرفين تبادلا الاتهامات بخرقها.

وتجددت الاشتباكات العسكرية بين أرمينيا وأذربيجان، في 27 سبتمبر الماضي، وأقر الرئيس الأذربيجاني، بفرض حالة الحرب في عدد من مدن ومناطق الجمهورية، وحظر التجول، كما أعلن عن تعبئة جزئية للجيش. 

وسبق ذلك إعلان مجلس الوزراء الأرمني، حالة الحرب والتعبئة العامة في البلاد بسبب الأحداث في إقليم ناجورنو كاراباخ.