الأربعاء 15 مايو 2024

"اللعب مع أجهزة الدولة" من كتاب "الوثائق السرية لحكم الجماعة الفاشية"

فن27-10-2020 | 11:06

تنشر بوابة "الهلال اليوم" فصلاً جديداً من كتاب "الوثائق السرية لحكم الجماعة الفاشية" والذي جاء تحت عنوان "اللعب مع أجهزة الدولة"

 

بطولات المخابرات المصرية أجهضت السينـــــــــــــــاريوهات الخبيثـة

(الشاطر تولي ملف التعامل مع المخابرات الحربية وكل محاولاته لاخترقها فشلت.. الضباط نجحوا فى وقف عمليات تسريب وثائق الجهاز للتنظيم الدولى )

 

ليس خافيا على أحد أن جماعة الإخوان الفاشية ما إن وصلت للحكم فى السنة الكبيسة حتى سعت خلالها وبكل قوة أن تأخذ ثأرها من كل مؤسسات الدولة.. أن تأخذ ثأرها من القيادات والشخصيات التى كانت تراها مزعجة.. الجميع يعلم أن هذه الجماعة كانت تهاب المؤسسات السيادية لأنها تعرف جيداً أنها ترصد كل تحركاتها وأنشطتها وأنشطة قياداتها التى بلغت من الثراء ذروته.. تعرف أنها ترصد كل اتصالاتها الخارجية وما تتلقاه من تمويلات من دول عربية وأجنبية.. كانت الجماعة تهاب هذه المؤسسات لكنها تتعامل معها.. تعلن لها أنها مؤمنة بها وأنها جزء أساسى من أمننا القومى لكن فى باطنها - وكعادة الجماعة - تريد لها الفناء.. تحلم باختفاء «البعبع» لتستفرد بنا.. وجاءت اللحظة وتمكنت الجماعة من الحكم ومن ثم وجب التخلص من «البعبع».. وجب وضع يدها على ملفاتهم داخل هذه الأجهزة.. وجب الإطاحة بمن كان يدير ملفاتها ووضع رجالها بدلاً منهم.. وجب الاستيلاء على وثائق الدولة السرية.

لقد كانت المخابرات العامة من الأجهزة التى تضعها الجماعة أمامها.. كانت تحلم بأن تلتقى وجهاً لوجه برئيسها الوطنى عمر سليمان.. كانوا يريدون رؤيته بعيداً عن الشاشات والجرائد، وهو أمر كشف عنه الكاتب الكبير الراحل محمد حسنين هيكل.. كانوا يحلمون بـ عمر سليمان، ومع بداية 25 يناير كانت الجماعة تردد اسمه فى الميدان وتتغنى بوطنيته، وعندما عين نائباً للرئيس أقامت الأفراح فى الميدان وفى قناة الجزيرة، لكن ما إن رحل مبارك حتى بدأت فى تشويه صورة عمر سليمان.. بدأت ترميه بالخيانة والعمالة لدول أجنبية.. فعلت ذلك لتزيحه من طريقها.. تعرف أنه الوحيد وقتها الذى يهدد حلم وصولها لكرسى الرئاسة.. هى تعرف جيداً أنه يعلم كل كبيرة وصغيرة عنها.. لقد شخص عمر سليمان بنفسه علاقة هذه الجماعة بجهاز المخابرات وكيف تعامل معها.. لقد أكد أن الجهاز احتضن الجماعة للقضاء على ظاهرة الإرهاب فى التسعينات ومواجهة الجماعات الإسلامية المتطرفة.. احتضن الجماعة حتى لا تكون درعاً أو مخبأ لها أو حتى تتعاطف معه، وهو ما حدث فعلاً، فقد امتنعت الجماعة عن دعم الجماعات الإسلامية المتطرفة بالمال والسلاح والتدريب طوال فترة المواجهة.. قبلت بذلك لرغبتها فى الحفاظ على نفسها من أى مواجهة مع الدولة وربما للتخلص من فصيل يزايد عليها أيضاً برفعه لشعارات دينية.. اغتنمت الجماعة هذه الفرصة ووقفت بعيداً وهى تنتظر ثمن وقوفها على الحياد وشاركت فى الحياة السياسية بالفعل لكنها أبداً، وكما قال عمر سليمان نصاً «الإخوان لم يتخلوا أبداً فى يوم من الأيام عن فكرة القفز على السلطة، وفى كل مرة يتم القبض على بعض عناصرهم والتحقيق معهم نجد أن نيتهم فى القفز على السلطة والوصول للحكم لم تتبدل أو تتغير».

ظل جهاز المخابرات على اتصال بالجماعة لترشيد نواياهم تجاه الدولة المصرية، ونواياهم تجاه الدولة عرفناها جميعاً عندما وصلوا للحكم.. حاولوا اختصارها فى التنظيم، والنيل من مكانتها فى المنطقة لإفساح الطريق أمام دول عربية لا تذكر لتلعب نفس الدور الذى تلعبه مصر طوال تاريخها.. كانوا يريدون لدول أجنبية أن تتحكم فى قراراتنا بل وأن يحكمونا من على بعد.

لقد كان عمر سليمان دقيقاً فى تشخيصه لهذه الجماعة.. كان دقيقاً وهو يؤكد على رغبتها الدائمة فى الوصول للسلطة ولو على حساب أرواح المصريين ودك رؤوسهم.. حتى لو هددت الأمن القومى.. حكمت الجماعة وبدأت تتعامل مع أجهزة المخابرات على طريقتها الخاصة.. بدأت تفتش فى الدفاتر وتقلب السير الذاتية للضباط لتتخلص منهم.. ما إن وصلوا للحكم حتى جاءوا برئيس للجهاز أقسم ولأول مرة على المصحف، وهو قسم يليق بالتنظيمات السرية.. قسم يناسب الجماعة وأفكارها.. قسم جعل من رئيس المخابرات واحداً من أعضاء التنظيم.. لا يأخذ تعليماته إلا من رئيسه ولا يتحرك سوى بتعليماته حفاظاً على الجماعة وأعضائها.. قسم جعل الضباط المخلصين فى هذا الجهاز لا يكتبون تقاريرهم على أوراق.. كانوا يبلغون بعضهم البعض شفوياً حتى لا ترفع هذه الأوراق لـمحمد مرسى فيضعها أمام قيادات مكتب الإرشاد ومنه إلى التنظيم الدولى.. بالتزامن كانت هناك حملة منظمة لتشويه هذا الجهاز أمام الرأى العام.. حمله قادها أبوالعلا ماضى برعاية محمد مرسى.. هذا الرجل قال إن مرسى أبلغه أن هناك تنظيماً خاصاً بالمخابرات يضم 300 ألف بلطجى منهم 80 ألفاً فقط فى القاهرة.. فعل هذا بهدف تشويه سمعة الجهاز ليتمكن مرسى من وضع ما يريد فيه من رجال مكتب الإرشاد حتى لو تم ذلك بالمخالفة للقوانين.. بل كانت هناك أوامر بتشكيل جهاز مخابراتى خاص بالجماعة يشرف عليه أسعد الشيخة ابن أخت مرسى إلى جانب إشرافه على أمن الرئاسة.. تطاول أبوالعلا ماضى لم يجد رداً رسمياً عليه من قبل رئيس الجهاز الذى أقسم على المصحف، ليترك المنافقين والطبالين والزمارين يهللون لما قاله أبوالعلا ماضى.. حاول ماضى أن يبرر ما قاله فارتكب جريمة أخرى لقد برر كلامه السخيف بأنه يقصد أيام عمر سليمان فإذا به يهين كل رجال المخابرات الذين كانوا يعملون مع سليمان وأصبحوا قيادات الجهاز فيما بعد.. قبلها كان محمد البلتاجى واحداً من الذين جعلوا من الأجهزة السيادية هدفاً لهم.. هو من قال إن المخابرات هى المسئولة عن المجزرة التى وقعت فى استاد بورسعيد.. هو من قال إن المخابرات أيضاً هى من تقف وراء قتل جنودنا الـ16 برفح فى رمضان.. هو من كان اسمه يتردد دائماً فى كل ما يخص الداخلية وجهاز الأمن الوطنى، خاصة إعادة هيكلتها.. وقتها كانت جماعة الإخوان الإرهابية تنفى كل ما تقوم به سراً ويجد طريقه للنشر.. نفيها الدائم كان يعطى مصداقية لأى خبر ينشر.. فالجماعة سعت جاهدة لإعادة هيكلة الداخلية، وسعت عبر مندوبها فى الرئاسة -محمد مرسى- لجعل جهاز الأمن الوطنى تابعاً للرئاسة فيأخذ تعليماته المباشرة منه متجاوزاً بذلك الدستور وكل القوانين.. كان الهدف أن تضع الجماعة يدها على كل الملفات التى تخصها، وفشلت الجماعة فى جعل الأمن الوطنى تابعاً للرئاسة لكنها نجحت فى أن تزرع رجالها فى الجهاز فبدأوا ينقلون كل كبيرة وصغيرة لـخيرت الشاطر نائب المرشد ومحرك الجماعة، وهو ما نتج عنه قتل لضباطنا فى سيناء.. لا تنسوا هنا اغتيال الضابط محمد أبوشقرا بعد أن رصدوا تحركاته وعرفوا بموعد سفره.

لقد حاولت الجماعة الإرهابية إرباك جهاز المخابرات العامة بمشهد القسم على المصحف، وكأنها رسالة لكل الذين ينتمون للجهاز هذا هو رئيسكم يقسم على المصحف لنا وعليكم أن تدينوا لنا.. لكن هذا لم يحدث ونجح الجهاز فى أن يحافظ على أسرار الدولة العليا أمام نوايا الجماعة القاتلة تجاه الدولة.. نجح ضباطه فى متابعة ملفات الجماعة دون أن يدونوا الجديد عنها فى أوراق.

لقد حدث وقتها ما يكشف نية الجماعة وكيف كان يتعامل مرسى معها ومع الدولة المصرية.. حدث ذات يوم أن كان يتم عرض تقرير مهم جداً على مرسى وفوجئ رجال المخابرات بما يقرب من 20 شخصاً من أعضاء الجماعة فقالوا له «هناك تقليد واجب اتباعه أن يتم عرض التقرير دون حضور أحد».. فرد عليهم: «ماحدش فيهم غريب وأنا ما بخبيش عنهم حاجة».. كان مرسى واضحاً فى رده.. هو مندوب الجماعة فى الرئاسة.. لا يخفى عنهم شيئاً، ووثائق الدولة العليا وأسرارها تذهب إلى الجماعة ومن ثم للتنظيم الدولى ومنها إلى دول ترعاها وتنفق عليها وتمد يدها للتعاون معهم دون سقف أو شرط.. لقد اكتشفنا وبعد ثورة 30 يونيو أن جزءًا من هذه الوثائق جرى تسريبه لدول أجنبية وعربية.. جرى تسريبه خلال 30 يونيو وقبل أن يتم الإطاحة بـ محمد مرسى وجماعته.. رأينا بعضاً منها عبر قناة الجزيرة وهى وثائق جرى تهريبها عبر وليد شرابى.

محاولات الجماعة مع جهاز المخابرات العامة تكررت مع المخابرات الحربية، ولكنها فشلت فى أن تضع يدها على هذا الجهاز أو تربكه.. هذا الجهاز بالتحديد كان مهمة خيرت الشاطر، نائب المرشد محمد بديع تنظيماً والرجل الأول والقوى فعلياً.. حاول الشاطر كثيراً التسلل لهذا الجهاز ولبعض قياداته.. هو الجهاز الذى كأن يترأسه الرئيس عبدالفتاح السيسى قبل أن يصبح وزيراً للدفاع.. ترك الرئيس هذا الجهاز وجاء وقتها باللواء محمود حجازى رئيساً له.. وقتها قامت الجماعة بالترويج لوجود خلافات بينهما خاصة فيما يتعلق بسيناء والترويج لاجتماعات بين حجازى وشيوخ القبائل، وكلها روايات اختلقها الإخوان لتعكير صفو العلاقة.. كانت الجماعة تفعل ذلك رغم علمها بأن هذا الجهاز يستعصى على التجنيد.. كانت تروج لأكاذيب، فنائبها خيرت الشاطر فشل فى مهمته.. لقد نشرنا وقتها أن الشاطر صُدم عندما حاول التسلل لهذا الجهاز.. قلنا إنه اتصل برئيس المخابرات الحربية يطلب أن يلتقيه ولما ذهب فى الموعد المحدد له وجد أمامه الفريق عبدالفتاح السيسى وهنا أسقط فى يده عندما سأل الشاطر عن سر الزيارة فقال له: «ما فيش سر ولا حاجة كنت جاى أتعرف وأشرب شاى».. شرب الشاطر الشاى وخرج وهو يجر أذيال الخيبة فقد كانت صدمته كبيرة وتأكد له أن اللعب مع هذا الجهاز خطر كبير.

فشلت الجماعة فى محاولة تشويه هذه الأجهزة أثناء المرحلة الانتقالية، وفشلت فى أن تضع يدها كاملة عليها بعد أن وصلت للحكم.. لكنها لم تنس ثأرها، وعندما أزيحت من على الكرسى فى 30 يونيو قررت الجماعة والخارجون من رحمها تأديب المصريين على خروجهم عليها.. قاموا بتوجيه عملياتهم الإرهابية تجاهنا.. ضاعفوها ربما نخاف ونتراجع.. لم تكن الجماعة تريد أن تصدق أن ثورة 30 يونيو ثورة شعبية تجاه فاشيتها.. لم تصدق أننا لن نتراجع مهما فجروا واغتالوا وأحرقوا.. من حق أعضاء الجماعة الإرهابية ألا يصدقوا ذلك.. من حقهم أن يرفضوه وألا يسلموا عقولهم سوى لمن يدير التنظيم.. هم لن ينسوا ما قاله لهم مرشدهم المحبوس حالياً «ستظل الملايين فى الميادين ولن نعود إلا حاملين رئيسنا المنتخب فوق رؤوسنا».. لكن ليس من حق هذه الجماعة الإرهابية أن تخرب وتحرق وتدمر وتقضى على الأخضر واليابس.. ليس من حقهم أن يمارسوا الإرهاب علناً مدّعين أنهم يخرجون فى مظاهرات سلمية.. أى سلمية هذه التى تصدعوننا بها.. أى سلمية التى تخرجون فيها وتغنون «تتشل الأيادى» محرضين على ممارسة العنف ضد الجيش والشرطة، وهو ما يتم ترجمته حرفياً فى سيناء.. السلمية التى يدعيها هؤلاء الإرهابيون نتيجتها قتلى وجرحى من رجال الجيش والشرطة ومواطنون عزل.. أستهدفت الجماعة الفاشية والخارجون من رحمها مقرات هذه الأجهزة.. جرى تفجير مبنى المخابرات برفح بسيارة مفخخة يقودها انتحارى ثم إطلاق قذيفتى «آر بى جى» نتج عن ذلك استشهاد 6جنود و17 جريحاً.. فى الوقت نفسه جرى استهداف كمين وإطلاق النار عليه.. أعلنت جماعة «أنصار بيت المقدس» مسئوليتها عن العملية وقالت فى بيان لها إنها فعلت ذلك دفاعاً عن الإسلام ورداً على الحملة التى يشنها الجيش ضده، ورغم إعلان جماعة أنصار بيت المقدس مسئوليتها عن العملية إلا أنه لا ينفى علاقة الجماعة الإرهابية بها.. لا ينفى أنها قامت بذلك رداً على عزل محمد مرسى الذى كانوا يعتقدون فيه أنه الرئيس المسلم المنتظر، ولِمَ لا وهو الذى رعاهم واحتضنهم وعفى عنهم بقرارات رئاسية وسهل لهم مهمة جلب السلاح والتحرك فى سيناء وغيرها بحرية تامة.. هو الذى جعلهم يعتقدون أن سيناء هى الإمارة الإسلامية فى وقت كان يتحدث فيه صفوت حجازى عن الخلافة الإسلامية وفى وقت كان يقول فيه محمد البلتاجى أن ما يجرى فى سيناء سيتوقف فوراً إذا ما عاد محمد مرسى للرئاسة، ومحمد مرسى لن يعود إذاً لتستمر العمليات الإرهابية.. إذاً سيواصلون العنف تجاه المصريين جميعاً حتى يتوبوا عما ارتكبوه فى حق هذه الجماعة.. ألم يقل محمود غزلان المتحدث الرسمى باسم الجماعة الإرهابية للشعب المصرى: «ستأتون إلينا زاحفين باكين تترجوننا وتأملون أن نسامحكم ولكن لن تأخذنا بكم رأفة ولا رحمة وسندك أعناقكم وحناجركم.. يا أهل مصر لقد أتينا لكم لننقذكم من الجاهلية والكفر وعصور الظلام التى كنتم تعيشون فيها فهل هذا هو جزاء الإحسان؟!».. ما قاله غزلان يعبر عن هذه الجماعة الإرهابية.. حتى وهى تريد للشعب المصرى أن ينضم إليها تهدده وتتوعده بدك الحناجر والأعناق.. حتى وهى تهوى ترى أنها شعب الله المختار.. الشعب الذى اصطفاه وفضله على العالمين.. الجماعة لا ترى فيما تمارسه جريمة فى حق هذا لوطن والمصريين.. هى فقط تدّعى أنها تدافع عن الإسلام، والإسلام منها برىء.. هى تواصل إرهابها ولن تتراجع عنه لأنها لا تعرف غيره.. هى لن تترك الأجهزة السيادية فى حالها.

تفجير مبنى المخابرات فى رفح لم يكن الأول.. سبق أن فعلت ذلك فى مبنى للمخابرات الحربية فى مرسى مطروح، وقبلها فشلت فى تفجير مبنى المخابرات الحربية بالقاهرة.. لن تكف هذه الجماعة الإرهابية عن محاولاتها.. بينها وبين هذه الأجهزة ثأر.. بينها وبينهم تاريخ طويل من الكر والفر.. هى تعتقد أن هذه الأجهزة كانت سبباً فى ضربات قاصمة لها.. تعتقد أنها من حجمت حريتها وحدّت من تحركاتها وتحركات قياداتها فى الداخل والخارج.. ضاعفت الجماعة والخارجون من رحمها من عملياتهم الإرهابية ربما تكف هذه الأجهزة عن ملاحقتهم.. ضاعفت منها أملاً فى أن يتحقق لها سيناريو الجزائر.. السيناريو الذى طالما صدعتنا به فى محاولة منها لتشويه رجال الجيش، وهو سيناريو لم يتحقق للجماعة، فطبيعة المصريين لا تميل للعنف عكس الجزائريين الذين جُبلوا على العنف وراح منهم أكثر من مليون ونصف المليون شهيد فى معركتهم مع المحتل الفرنسى..

هذه الجماعة الإرهابية والخارجون من رحمها يحلو لهم دائماً أن يقولوا إن قوات الأمن هى من تفتعل المعركة وأنها هى من تدبر الحوادث لتلصقها بهم وأن الإعلام يروج لكل هذا دون أن يفكر فى شىء سوى إرضاء من يحكمون.. هؤلاء الإرهابيون نسوا أنهم من اعترفوا بعملياتهم الإرهابية قبل أن تتم.. إذا كان الأمن يلفق هذه الحوادث فهل يضحى بالجنود والضباط فيقودهم إلى موت مجانى وفى نهاية بشعة.. هم يرددون ذلك فى محاولة منهم لإيهام الناس أن ما كان يفعله أمن الجزائر يتكرر ونسوا أن حوادثهم على الهواء مباشرة وتنقلها الفضائيات ولا حاجة للأمن أن يلفقها أو يدبرها.. استمروا فى عنفكم وستموتون به!

تهدأ الجماعة والخارجون من رحمها لكنها أبداً لا تكف عن الاصطياد فى الماء العكر.. لا تكف عن استغلال الأحداث فتشعل النار وتبث السموم فى محاولة لدق الأسافين.. تسعى لتشويه هذه الأجهزة بينما ترتمى فى أحضان أجهزة الدول العربية والأجنبية.. تعمل لحسابها ووفق أجندتها بهدف تحقيق مصالحها الخاصة والضيقة، لا مصلحة البلاد.. تتعاون مع الأجهزة ثم تخرج لتبرره ببجاحة.. يحدث هذا منذ تأسيس هذه الجماعة على يد حسن البنا وقد نجحت المخابرات البريطانية والأمريكية فى اختراقها والتعاون معها ثم استخدامها منذ نشأتها وحتى الآن.. قدمت الجماعة لهذه الدول ما تريد، وعملت معها وفق ما يخدم مصالحها.

ظهر هذا جلياً لنا بعد 25 يناير.. لم تخرج الجماعة فى الأيام الأولى وإن كانت شاركت بتمثيل نسبى عبر شبابها.. خرجت بقوة فى جمعة الغضب.. الجمعة التى تقرر فيها نزول الجيش وانسحاب الشرطة.. خرجوا بعد أن جاءت التعليمات الأمريكية وجاء الضوء الأخضر بالخروج ومن ثم دعمهم لكى يحصلوا على ما يريدون.. وعندما اقتربت الانتخابات الرئاسية التى تمت فى المرحلة الانتقالية الأولى باركت هذه الدول وأجهزة مخابراتها ترشح خيرت الشاطر قبل أن يطاح به من قبل اللجنة الانتخابية، ثم باركت ترشح محمد مرسى وأرسلت مسئوليها لكى تلتقى وقيادات الجماعة منهم هيلارى كلينتون التى التقت محمد بديع، وأعرب لها فى اللقاء عن تقديره للمرأة واحترامها، وأكد لها حرص الجماعة على مصالح أمريكا فى المنطقة وفى مقدمتها الحفاظ على إسرائيل.. قال لها هذا الكلام ليطمئنها على مصالحها ومن ثم يضمن دعمها، وهو ما حدث فعلاً كما التقى بديع أيضا آن باترسون ودعمت أمريكا الجماعة ففازت ولم ترفع يدها عنها طوال السنة الكبيسة، ولم ترفعها حتى عندما خرج غالبية المصريين عليها، ولم ترفعها عندما تمت الإطاحة بها، وخرجت أمريكا تهددنا بالتجويع وقطع المعونة ولا مانع من اللجوء للقوة.. لم تفلح أمريكا ولا الجماعة التى ارتمت فى أحضانها أن تثنى الشعب عن قراره، ورغم الإطاحة ظلت الجماعة على علاقة قوية بأجهزة مخابرات هذه الدول ودول عربية.. أمريكا استخدمتها فى محاربة الشيوعية فى العالم، والدول العربية استخدمتها فى محاربة الاشتراكية.. تستخدمها مخابرات الدول الأجنبية وعلى قلبها «زى العسل» بينما فقط تستقوى على أجهزتنا وتحاول أن تلصق بها ما ليس فيها.

لم تنجح الجماعة بعد 25 يناير فى تشويه هذه الأجهزة ولم تنجح طوال فترة المرحلة الانتقالية ولم تنجح أيضاً عندما تمكنت من الحكم ولم تنجح عندما تمت إزاحتها من الحكم.. ولن تنجح.

    Dr.Radwa
    Egypt Air