استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم بقصر
الاتحادية الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني، وذلك
بحضور الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والوزير عباس كامل رئيس
المخابرات العامة، والسفير المصري بالخرطوم، في لقاء لا يجمع بين قيادات دول فقط،
ولكنه يجمع بين تاريخ وحضارة مشتركة فمصر والسودان تربطهما علاقات أزلية وعريقة
كعراقة تاريخهما، الذى يجمع بين الشعبين وكل العوامل المشتركة الاقتصادية
والثقافية والحضارية.
ويتحدث السفير جمال بيومي مساعد وزير
الخارجية الأسبق لـ"الهلال اليوم" في ذلك السياق قائلاً: مصر صاحبة مدى
طويل في العلاقات الدولية، وتمتلك العديد من الأدوات السياسية التي تمكنها من
التنسيق الدولي، فمصر بها حوالى 4 ملايين مواطن سوداني، ولم يفشل التنسيق أبداً مع
السودان في قضية سد النهضة فهي دولة ذات تاريخ مشترك معنا فهي دولة مصب مثل مصر.
وتابع بيومي: ما يعيشه السودان اليوم من
نزاعات قبلية داخلية، مصر كدولة لها تاريخ تمتلك القدرة على المشاركة في حله،
فزعماء قبائل السودان وعدد كبير من الجالية السودانية تعيش على أرض مصر منذ سنوات
بعيدة، ونحن كشعب مصري لا يوجد لدينا مشكلات القلبية السياسية التي جعلت السودان
يعاني الانقسامات، في الشمال والجنوب، فالتوتر يصيب العلاقات السودانية السودانية
نفسها من الداخل.
ومن جانب آخر قال الدكتور نبيل عبدالفتاح
المفكر والخبير السياسي لـ"الهلال اليوم": إن العلاقات المصرية
السودانية هي علاقات تاريخية وعرقية، فتلك الزيارة هي محاولة لفتح بعض الملفات
التي تتصل بالسودان بشكل مباشر، وتطوير تلك العلاقات في مجالات الكهرباء والطرق
والسكك الحديدية التي تربط بين البلدين.
وتابع عبدالفتاح: السودان تلك الدولة
الشقيقة تمر بفترة عصيبة ، فإدارتها تواجه مشكلات هيكلية، غاية في الخطورة
والتعقيد خلفها النظام السابق، الذى امتد حكمه لحوالي 30 عاماً من خلال حزب
المؤتمر الوطني السوداني وبقيادة عمر البشير، أولها عدم قدرة الاقتصاد على مواجهة
المشكلات التي تمس قطاع كبير من الشعب السوداني، الذى يواجه مشكلات تخص الحياة
اليومية مثل التعليم المتدهور، الصحة وكل القطاعات المختلفة.
وأضاف عبدالفتاح: وحتى ما تمارسه أثيوبيا من محاولات لخلق توتر
في العلاقات المصرية السودانية لن تنجح فيه، فتلك علاقات عرقية تاريخية .