الإثنين 20 مايو 2024

فلتقترب وليسقط الكورونا

فن27-10-2020 | 21:15

لا شيء يشغلنا جميعًا مثل فيروس الكُرونا..

كنْهه.. أعراضه.. طور الحضانةِ،

والوقاية، والعلاج إذا هجم

وتبادل الملأ التهم

ما بين أسلحة الدمار الشامل الفتاكِ،

أو أكل الخفافيش التي منها السقم

وتسابقوا كي ينتجوا مصل اللقاحِ،

ويحصدوا مليار دولارٍ؛

لكي يتنازلوا عن حق إحياء الأمل

أضحت تدابير الوقاية مع هوى الإعلامِ.. 

تحشدنا إلى حربٍ هجينةٍ السماء حدودها

ووقودها ضرب اقتصادات الأمم

وسلاحها التشهيرُ،

أو شن الهجوم السَيبراني المكثفِ،

واصطياد هواجس الإنسان في الظرف العكر

كسد اتجار النفط وانهار الذهب

وتأثرت وولِسْتريت وشنجهايُ،

وسُرِّح العمال فانتصر الوجل

وبرغم إزهار الربيعِ، 

فقد بدت تلك الشوارع بارده

فرضوا الطوارئَ..

أعلنوا حظر التجول والسفر

قد أوصد البيت الحرامُ، 

ولم يعد في ساحة القديس بطرس مبتهل

وخلا رواق الأزهر المكتظ من طلابهِ،

وتجمدت بكنيسة المهد الشموع من الألم

رمضان يقبل دون قنديلٍ،

ولم يتشارك الأهل الصحافَ..

من الغروب إلى السَحَر

ورثى السكون صياح أطفال الديار وما لهَوا

ونعى الهواء الصندل الهندي إذ لم يبتخر

كمتاحف الأسلاف قد أمست مدن

فتجولت أُسُد البراري اليوم في طرقاتها

تتفقد الإنسانَ في أقفاص خوفٍ مرتقب

الرعب يقتلع القلوبَ،

ويحبس الأنفاسَ..

في كل الشوارع والأزقة والبيوتِ،

ويطلق الأشباحَ..

في كل العواصم والدول

كلٌ يخاف الموت أو فقد الأحبة للأبد

لا فرق بين الناس في حب الحياةِ،

وإن بدوا متفاوتي الطبقاتِ،

أو بلغوا أراذل عمرهم

ولعل تلك الأزمة اختبرت رسوخ العولمه

فالكل أُجبر أن يلازم منزله

وتوقف الترحالُ،

وانكفأ الجميع على شؤون حياتهم

يتسابقون إلى المتاجرِ، 

يجمعون إدام دهرٍ من طعامٍ..

أو مطهرٍ اتقاءً للوبا

لكن ذلك ليس أول الانعزالِ،

وإنما ظهرت بوادره بثورة الاتصالاتِ،

التي قد مزقت حبل الوصالِ،

وأفرزت جيلا يعد الهاتف الجوال قِبلة عالمه

حتى إذا اجتمعوا..

تفرقهم رسائل أو تواصلٌ افتراضيٌ،

خلا من دفء إحساس العيون الصادقه

والعنصرية أمعنت في غيها

والزينوفوْبيا باعدت بين المدائن والأمم

واليوم لا تسليم.. لا تقبيل.. لا تغضب،

ففيروس الكرونا حائمٌ أو يقترب

يسعى الجميع لدفعهِ،

وكأن كورونا يلملم ما تفرق بيننا

يأبى الهزيمة دون توحيد الجهود الواثقه

فتطهر العقلاء من درن الشقاقِ،

وقدَّموا خير البشر

هلا ندشن عالمًا صفر الكوارث والنِقَم!

هلا نؤازر بعضنا حتى نداوي من سقط!

هلا نناهز هدنةً حتى نودع من رحل!

فبرغم إغلاق الحدود وفرض حظرٍ للتجولِ،

لا سبيل إلى النجاة هنا سوى أن نقترب

فلتقترب مني حبيب الروح وابق بجانبي

ولتطفئ التلفازَ،

ولنَنْسَ اضطراد قوائم الموت التي لا تنتهي

ولنستعدْ ما فات من عهد الصبا

ولنحتضن شغفًا ونغترف الهوى

ولنعبر الطوفان في طوق الأمل

فلتقترب وليسقط الكورونا