أكدت صحيفة "الرياض" الصادرة اليوم الجمعة، إلى أن القارة الأوروبية، تحمل الكثير من التشاؤم وتحديداً فيما يخص جائحة كورونا التي تضرب هذه الأيام وبقوة ربوع أوروبا في موجة ثانية ربما تكون نتائجها أضعاف ما خلفته الموجة الأولى من هذه الأزمة العالمية من تأثير سلبي إن على الصعيد الاقتصادي أو الاجتماعي والصحي.
وأوضحت الصحيفة، في افتتاحيتها التي جاءت بعنوان ( الإغلاق الثاني )، أن الأوربيين يتحدثون عن إغلاق ثانٍ للحياة العامة وإن كان بدرجة أقل من المرة الأولى، وهو ما أعلنته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي أكدت أنه سيبدأ من يوم الاثنين المقبل إغلاق المطاعم والمؤسسات الترفيهية والثقافية لمدة شهر، وغير بعيد من ألمانيا وتحديداً في الدولة المجاورة فرنسا أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن إغلاقاً سيبدأ اليوم الجمعة في عموم بلاده ليشمل المطاعم والمتاجر غير الرئيسة، مستثنياً من ذلك المدارس.
ولفتت الصحيفة إلى أن الرئيس الفرنسي حذر من أن عدد الوفيات التي ربما تشهدها بلاده جراء الموجة الثانية سيصل إلى 400 ألف وفاة إضافية في غضون أشهر قليلة.
وأكدت الصحيفة أن الكثير من الدول لم تصل إلى درجة الشفاء التام من كوفيد - 19، أو تقترب من الإعلان عن خلوها من هذه الجائحة، وما تسجله الدول في جميع القارات ما هو إلا دليل على أن هذا الوباء لا يزال يضرب أطنابه في الكرة الأرضية، وأن مسألة الانتصار عليه حبيسة علم الغيب، بانتظار اللقاح الذي يمكنه أن يحجم من انتشار هذا الوباء.
وأوضحت أنه لا يزال العالم ينتظر هذا الترياق الشافي للقضاء على هذه الجائحة، لكن مسألة جهوزيته للاستخدام لا تزال محل شك خصوصاً بعد ظهور بعض الأعراض السلبية لبعض اللقاحات التي تم الإعلان عنها من قبل، ولعل ما يسبب الحيرة للعالم ككل هو عدم معرفة الموعد الحقيقي لنجاح هذه التجارب، وهو ما أعلنه مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية وعضو فريق عمل البيت الأبيض المعني بجائحة كورونا انتوني فاوتشي الذي أكد أنه لن يمكن الزج باللقاح الجديد قبل يناير 2021، وهو الذي أعلن مسبقاً أنه ربما يشهد شهرا نوفمبر أو ديسمبر من العام الجاري نزول اللقاح واستخدامه على نطاق واسع لكنه تراجع عن هذا التاريخ في إشارة سلبية لظهور اللقاح الجديد.
ولفتت "الرياض"، في ختام افتتاحيتها، إلى أن المملكة ليست ببعيدة عما يحدث في العالم، حيث دعا وزير الصحة السعودي المواطنين والمقيمين إلى الاستمرار بتطبيق الإجراءات الاحترازية كافة، وعدم الركون إلى التراخي والتقليل من أخطار وانتشار هذا الوباء المميت، وهو ما يجعل المجتمع يسير نحو تسجيل أرقام قليلة في مستوى الإصابات والوفيات والحالات الحرجة، وارتفاع نسبة أعداد المتعافين.