ولدّ السيد
ياسين بمحافظة الإسكندرية في مثل هذا اليوم 30 أكتوبر من عام 1931.
تخرّج المفكر
الراحل في كلية الحقوق جامعة الإسكندرية، وحصل على درجة الماجستير من جامعة
القاهرة في علم الاجتماع والعلوم السياسية، سافر إلى فرنسا ليدرس القانون والعلوم
الاجتماعية في جامعتي ديجون 1964 – 1966 وباريس 1966، وخلال تلك الفترة اهتم بعلم
الاجتماع الأدبي الذي كان لا يزال ناشئا وقتها، وكذلك علم الاجتماع السياسي.
انضم
"ياسين" لفريق الباحثين في المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية
الذي قضى فيه 18 عامًا حتى ودَّعه عام 1975، بعد أن تم تعيينه مديرًا لمركز
الدراسات السياسية والاستراتيجية بمؤسسة الأهرام.
أصدر العديد
من الكتابات المهمة مثل "أسس البحث الاجتماعي"، ودراسات في السلوك
الإجرامي والسياسة الجنائية المعاصرة، ودراسات في علم الاجتماع القانوني، ومصر بين
الأزمة والنهضة وتحليل مفهوم الفكر القومي، والوعي التاريخي والثورة
الكونية".
دافع المفكر
والاجتماعي الكبير السيد ياسين خلال مشواره الفكري الطويل عن حق الإنسان في
الاختلاف وإبداء الرأي، ما إن تقرأ تراثه الفكري والفلسفي حتى تدرك قيمته الكبيرة
والثمينة، أثرى المكتبة بالكثير من المؤلفات، له مئات الدراسات السياسية
والاجتماعية، ترك دراسة القانون بفرنسا ساخرًا من فناء عمره في تتبع أحكام محكمة
النقض للحصول على الدكتوراه.
وخلال العمل
في مركز الدراسات الاستراتيجية تابع المتغيرات السياسية والثقافية الفكرية التي
جرت في العالم، ورصدها في أعماله التي تجاوزت الأربعين كتابًا، حتى بعدما ترك
إدارة مركز الأهرام وقام بتأسيس وإدارة المركز العربي للبحوث والدراسات، ليكمل
الدور الذي بدأه من قبل، متابعًا الحرب الأمريكية في العراق أو أفغانستان، وصعود
التيارات الإسلامية، وانهيار الدول القومية، ومجيء ما يعرف بالربيع العربي، ليكتب
كتابه "الشعب على منصة التاريخ" عقب قيام ثورة يناير، لكن سرعان ما سقط
الشعب وصعد الإخوان الذين أبرزوا الوجه القبيح الذي لم يكن يأمله ياسين، فكتب
كتابه الأخير "نقد الفكر الديني".
شغل
"ياسين" منصب عضو لجنة الدراسات الاجتماعية بالمجلس الأعلى للثقافة، وهو
حاصل على عدّة جوائز، منها "وسام الاستحقاق الأردني من الطبقة الأولى عام
1992، وسام العلوم والفنون والآداب عام 1995، وجائزة الدولة التقديرية في العلوم
الاجتماعية من المجلس الأعلى للثقافة عام1996"، ورحل عن عالمنا صباح يوم
الأحد 19 مارس عام 2017.