السبت 8 يونيو 2024

وزارة الآثار.. يدٌ تكتشف المقابر وآخرى تبني المتاحف (ملف)

فن31-10-2020 | 17:54

بعد عمل جاد ودئوب دام لسنوات، افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم السبت، عدد من المشروعات القومية منها متحف مدينة شرم الشيخ، ومتحفي كفر الشيخ والمركبات الملكية من خلال تقنية الفيديو كونفرانس.

وعقب الافتتاح أكد الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار على دعم الدولة المصرية لقطاعي السياحة والآثار، كما أعلن عن كشف أثري جديد خلال شهر نوفمبر المقبل، كما استعرض "العناني" إنجازات وتطوير المتاحف والمناطق الأثرية ومنها متاحف شرم الشيخ وكفر الشيخ والمركبات الملكية.

واستعرض وزير السياحة والآثار، جهود تطوير منظومة السياحة والآثار قائلا: نفتتح اليوم 3 متاحف في القاهرة وشرم الشيخ وكفر الشيخ بنحو مليار جنيه. مؤكدًا أن الرئيس السيسي وجه بإعطاء أهمية قصوى لصيانة المواقع الأثرية كافة.

وأضاف الوزير: افتتاح 3 متاحف اليوم يهدف لتطوير القطاع وتلبية احتياجات السائحين، حيث قمنا بتطوير نحو 80 مشروعًا أثريًا خلال السنوات الماضية".

وأشار وزير السياحة والآثار أن افتتاحات اليوم تؤكد دعم القيادة السياسية للحفاظ على آثار مصر.

,

متحف شرم الشيخ

يقع متحف آثار شرم الشيخ على مساحة تبلغ 192 ألف متر مربع، وقد بدأت أعمال المشروع عام 2003 وتوقفت عام 2011 وتم استئناف الأعمال به مرة أخرى في عام 2018، حيث بلغت تكلفة المشروع 812 مليون جنيه.

يعكس سيناريو العرض المتحفي الأوجه المختلفة للحضارة المصرية عن طريق عرض 5200 قطعة آثرية منتقاة، تم اختيارها بعناية من المخازن المتحفية بقصر المنيل وكوم أوشيم وسقارة ومتاحف السويس والإسماعيلية واليوناني الروماني بالإسكندرية والمتحف المصري بالتحرير، وكذلك مخازن مدينة الأقصر والأشمونين بالمنيا وغيرها.

يعرض المتحف بشكل استثنائي 10 قطع أثرية من كنوز الملك توت عنخ آمون، وذلك قبل عرضها بالمتحف المصري الكبير، مما يعد بمثابة عنصر جذب أمام زوار المدينة لمشاهدة جزء من كنوز الملك الشاب لأول مرة.

من أهم القطع الأثرية بالمتحف "قطعة نادرة من الموزاييك من الإسكندرية ترجع إلى القرن الرابع قبل الميلاد"، وتمثال للاله "ايروس" وهو يصطاد الغزلان والتي تعرض بمدخل المتحف، وتمثال آخر نادر للاله "بس" من الطين الغير مكتمل الحرق وسوف يجرى وضعه في قاعة "الإنسان والحياة البرية“، هذا بالإضافة إلى القطع التي تم اكتشافها حديثًا ببعض المواقع الأثرية لعرضها لأول مرة بما يعمل على إثراء منظومة العرض المتحفي بالمتحف.

,

متحف كفر الشيخ

المتحف قائم على قصة الإله حورس والإله ست وانتصار الخير على الشر، والتتابع الزمني لتاريخ مصر القديمة بكل العصور بما فيها العصر الإسلامي ويستطيع الزائر الاستمتاع بالآثار، ففي بداية دخول المتحف يجد الزائر تمثال لحورس موجهًا له.

بدأ العمل في تخطيط إنشاء المتحف عام 1995 في حديقة صنعاء بمدينة كفر الشيخ، ويقع المتحف على مساحة 6760 م مربع بعد ضم مساحات مجاورة له وعمل سور ومدخل خاص به، ويدور سيناريو العرض المتحفي له حول موضوع رئيسي وهو أسطورة إيزيس وأوزوريس والصراع بين حورس وست، ويُلقي المتحف الضوء على مجموعة من الموضوعات مثل تاريخ مدينة بوتو القديمة أحد العواصم المصرية القديمة.

في عام 2005 توقفت الإنشاءات بالمتحف لنقص التمويل، وتم تحويله لقاعة أفراح به واستمر الأمر كذلك حتى تم وقف نشاطه بعد حملات صحفية في 2008، في عام 2010 استأنفت وزارة الآثار أعمال إنشاءات المتحف، ولكن توقفت مرة ثانية بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، وفي عام 2017 وقع اللواء السيد نصر محافظ كفر الشيخ بروتوكول مع وزارة الآثار يتم بموجبه دفع مبلغ 30 مليون جنيه من صندوق خدمات المحافظة لصالح وزارة الآثار والمقاول المنفذ في مقابل اقتسام الأرباح العائدة من الأنشطة والتذاكر وبالفعل تم دفع 17 مليون جنيه، وفي 2019 توقفت الإنشاءات مرة ثانية في عهد الدكتور إسماعيل طه، بسبب رفضه دفع الـ17 مليون جنيه المتبقية تحت زعم عدم جدواه الاقتصادية بالرغم من الانتهاء من 90% من الأعمال، وفي نهاية 2019 اعتمدت وزارة التخطيط المبالغ المتبقية لاستكمال إنشاء متحف كفر الشيخ القومي ويقوم وزير الآثار بتفقده لوضع اللمسات الأخيرة، وفي 23 يونيو من تم نقل عشرات القطع الأثرية من تل الفراعين الأثري بأبطو بدسوق، تحت حراسة أمنية مشددة وبشكل سري.

سيناريو العرض يبرز بعض الموضوعات مثل تاريخ العلوم خلال العصور التاريخية المختلفة كالطب والبيطرة والصيدلة لربط المتحف بجامعة كفرالشيخ، كما يُسلط سيناريو العرض الضوء على مسار رحلة العائلة المقدسة، إذ تعد مدينة سخا بمدينة كفرالشيخ أحد المسارات التي عبرت منها العائلة المقدسة إلى الجهة الغربية، كما يُسلط الضوء على موضوعات ذات صلة بمدينة فوه ذات التراث الإسلامي الثري، حيث يضم كافة التراث الثقافي لكفر الشيخ باعتبارها ثالث مدينة تراثية بعد القاهرة ورشيد.

من أهم القطع المعروضة بالمتحف تمثال من العصر اليوناني الروماني يصور طفل في بحيرة وتمثال للملك رمسيس الثاني مع الإلهة سخمت، وتمثال آخر لأحد الكهنة يرجع لعصر الأسرة 26، من منطقة تل الفراعين، كما تم وضع مسار للزيارة بالمتحف خاص بذوي الاحتياجات الخاصة، إضافة إلى بطاقات الشرح بطريقة برايل لمكفوفي البصر.

,

متحف المركبات الملكية

يقع المتحف في شارع 26 يوليو بالقرب من مسجد السلطان أبو العلا ببولاق، ويرجع تاريخه إلى عهد الخديو إسماعيل، ويعد من أقدم المتاحف التاريخية في العالم إذ لا يتوفر هذا النوع من المتاحف إلا في بلاد قليلة مثل النمسا، فرنسا، البرتغال، روسيا وإنجلترا.

أسماه الخديوي إسماعيل مصلحة الركائب الخديوية حتى تولى السلطان حسن كامل الحكم فغيره إلى مصلحة الركائب السلطانية، واستمر ذلك حتى عام 1922م عندما حصل السلطان فؤاد على لقب ملك، فتغير الاسم إلى إدارة الاسطبلات الملكية وهي إحدى الإدارات الثلاث التابعة لمصلحة الركائب الملكية، وكان الغرض من بناء المتحف حفظ المركبات والخيول وأدوات الزينة الخاصة بها في مكان مناسب.

كانت بعض هذه العربات تصل إلى مصر من دول أوروبية في شكل هدايا أو عن طريق الاستيراد في شكل هياكل أو من خلال اللجان المتخصصة التي تنتقي العربات ذات المواصفات المحددة من ورش مشاهير التجار المصريين، ويضم المتحف عربة "الآلاي" التي أهدتها الإمبراطورة "أوجيني" زوجة نابليون الثالث إمبراطور فرنسا، للخديو إسماعيل أثناء افتتاح قناة السويس سنة 1869م، واستخدمها الملك فاروق الأول في افتتاح البرلمان سنة 1942، وكذلك في حفلات الزفاف، والتي كان أشهرها زفاف الملك "فاروق" على الملكة فريدة سنة 1938 م، كما يضم العربات الملكية مختلفة الأحجام والأنواع، والتي ترجع إلى فترة حكم أسرة محمد على باشا في مصر.

يحتوي المتحف على مجموعة من أطقم الخيول ولوازمها، إضافة إلى مجموعة من اللوحات الزيتية للملوك والأميرات، ويوجد به 7 قاعات قاعة الانتيكخانة، وقاعة الاستقبال، وقاعة الجمالون، وقاعة المناسبات الملكية، وقاعة الحصان، وقاعة كبار الزوار، وقاعة الاحتفالات، وتضم قاعة الانتيكخانة العربات والمركبات المهداة إلى الأسرة العلوية خلال المناسبات المختلفة، ومن أهمها العربة "سبت صغيرة"، والتي سميت بهذا الاسم لصنعها من الخيزران المجدول، والعربة معلّق عليها شمسية، ويجرها جوادان صغيران، ويقودها سائق. كانت العربة تستخدم في نزهة الأميرات الصغيرات في حدائق المنتزه بالأسكندرية.

تضم قاعة الاستقبال بالمتحف شاشة عرض سينمائي، تحتوي على فاترينة يوجد بها المقتنيات الذهبية والنياشين والبروشات، إضافة إلى أنه ملحق بتلك القاعة قاعة "العرض المتغير"، بينما تضم قاعة كبار الزوار أهم مقتنيات الأسرة العلوية، ومنها مكتب كان يستخدمه الخديوي إسماعيل وتمثال نصفي بالحجم الطبيعي له مصنوع من البرونز، وأحد الصالونات التي كانت بالقصور في عهد الملك فاروق، وبيانو صغير كانت تعزف عليه الأميرات، وجرامافون إلى جانب بعض اللوحات التي تعبر عن تدريب الخيول الملكية والصيد.

كما يحتوي المتحف على النياشين الخاصة بالخديوي إسماعيل ونيشان الزراعة الذي تم صناعتهم من الذهب والفضة والمينا الملونة، وميدالية لاتحاد الفروسية المصري المصنوع من الذهب ، وتمثال من المعدن للاعب البولو على قاعدة من الخشب الزان، وتمثال صغير من البرونز لحصانين، وعدد من التماثيل المصنوعة من البورسلين الملون، وعدد من السروج العسكرية التي كانت تستعمل في عهد الدولة العثمانية، وسروج أخرى خاصة بالأطفال والسيدات مصنوعة من الجلد والنسيج والمعدن.