استخدم مصطلح الفن القبطى للدلالة على الإنتاج الفنى المصرى في الوقت الذى كانت فيه مصر من أهم ولايات الإمبراطورية الرومانية، وهو الفن المسيحي المصري اذ لن تستطيع أن تجد فنا قبطيا خارج مصر فالفن القبطي اكتسب ذاتيته من المحلية المصرية، وأي فن مسيحي خارج مصر أطلق عليه الفن البيزنطي وهو ما كان يتبع الإمبراطورية البيزنطية التي امتدت من 324م وانتهى بسقوطها في منتصف القرن الخامس عشر الميلادي، أما اللفظ الأشمل والأعم هو الفن المسيحي.
ويُعد الفن القبطي خير شاهد على الوجود المسيحي في مصر منذ أكثر من ألفي عام، فالمسيحية قد وجدت طريقها إلى مصر في منتصف القرن الأول الميلادي على يد القديس مرقص الإنجيلي وقبل إعلانها ديانة رسمية بما يقارب الثلاثة قرون وقد اعتنقها قطاع كبير من المصريين، وهو بعبارة أخرى الفن المسيحي المصري الذي ظهر متزامنًا مع ظهور المسيحية في مصر بعد تبشير القديس مرقص بالمسيحية فيها في القرن الأول الميلادي.
وقد واجهت المسيحية صعوبات عند دخولها مصر فالضغط السياسي الذي مارسته الإمبراطورية الرومانية على مصر منذ أن أصبحت ولاية تابعة لها في 30 ق.م قد بلغ ذروته إبان ظهور الديانة المسيحية واعتناق المصري لهذه الديانة ورفضه لكافة الضغوطات التي حاولت أن تُثنيه عن ترك هذا الدين فمن هنا بدأ كل إمبراطور - بدايةً من نيرون (54-68م) وانتهاءً بدقلديانوس (284-305م) في توجيه الاضطهادات العنيفة ضد المسيحيين على مدى ثلاثة قرون في جميع أرجاء الإمبراطورية الرومانية وخاصة مصر أكبر وأهم ولايات الإمبراطورية ومحاولتهم الحثيثة على فرض عبادة الإمبراطور.
وبفشل دقلديانوس في القضاء على المسيحية وعدم جدوى الاضطهادات دينياً بل كانت أسبابها سياسية بحتة، كان على الإمبراطورية الرومانية في القرن الرابع الميلادي أن تختار بين طريقتين في علاقتها بالمسيحية؛ إما أن تستمر في سياستها التعسفية التي اتبعتها على مدى ثلاثة قرون ولم تثبت جدواها، وإما أن تتسامح مع هذه العقيدة وتعترف بها كديانة رسمية حتى وإن كان هذا الاعتراف غرضه فقط الحفاظ على سلامة وأمن الإمبراطورية وهو الاختيار الذي لجأ له الإمبراطور قسطنطين(323-337م) من خلال إصداره مرسوم التسامح الأعظم المعروف بمرسوم ميلان 312م .
وقد نتج الاهتمام بالفن القبطي من خلال عمليات التنقيب والبحث المنظمة في مواقع مثل أنتينوبوليس (أنصنا او الشيخ عبادة حاليًا) وسقارة وكليا وباويط وبلوزيوم (تل الفرما )التي تمت على يد البعثات المختلفة منذ منتصف القرن التاسع عشر ومن هنا انتشرت القطع الفنية القبطية التي تضمنت قطع نحتية ونسجية وخشبية وفخارية وعاجية فضلا عن الصور الجدارية بالكنائس والأديرة الممتدة من الإسكندرية حتى النوبة، وتزخر متاحف العالم بكم هائل من تلك القطع الفنية ومنها متحف البروكلين والمتروبوليتان واللوفر وبرلين ووارسو أما في مصر فيرجع الفضل لمرقص سميكة في تأسيس المتحف القبطي في عام 1908.
انتشر الفن القبطي وتدعمت أصوله بانتشار الأديرة والكنائس في مصر نتيجة لظهور أول نظام رهباني على يد الأنبا بولا والأنبا أنطونيوس في القرن الثالث الميلادي، وتأثر الفن القبطي بمجموعة من الفنون كالفن المصري القديم والفن الهلنستي كما استمد موضوعاته ورموزه من الأساطير اليونانية والمصرية استطاع تطويعها لتناسب وتلائم العقيدة الجديدة.
سمات الفن القبطي
السمةالرمزية
لجأ الفنان في البداية لاستخدام الرمز نظراً للاضطهاد الديني الذي كان قائماً تحت الحكم الروماني منذ القرن الأول للميلاد حتى الاعتراف بالمسيحية في عام 324م علي يد الإمبراطور قسطنطين حيث اتجه الفنان لاستخدام الرمز كعلامة سرية بين المسيحيين ليعبر بها عن فكرة أو مفهوم معين لا يستطيع استيعابها إلا المسيحي نفسه، لذا فقد اتسمت الرمزية في البداية بالغموض، إلا أنها في الوقت ذاته كانت بمثابة وسيلة سهلة وسريعة لتعليم مبادئ الدين الجديد وتحديد ماهية العقيدة ، كما كان الرمز بمثابة وسيلة لتذكرة المؤمنين بقدرة الخالق وسيلة لتذكرة المؤمنين بقدرة الخالق وسيطرته علي جميع مخلوقاته من خلال بعض الرموز المقتبسة من الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد، والرمز يعني الإيماءة أو الإشارة لأمر عظيم مثلما ورد تعريفه في تفسير الكتاب المقدس.
ومن هنا كانت أهم وأسمى وظيفة للرمزية في الفترة المبكرة من المسيحية هي الوظيفة التعليمية، إذ لعبت الرمزية دوراً مهماً في تبسيط وتثبيت مفاهيم الدين المسيحي، لذا فقد التزم الفنان بالتحوير والإيحاء كعناصر أساسية تبرز أفكاره الدينية – العقائدية والتي يمكن للمشاهد المسيحي إدراكها مباشرة، بينما يجد الوثني صعوبة في تحديد ماهيتها، هذه السمة التزم بها الفنان من أجل تحقيق عمل فني يواكب الظروف السياسية والدينية والتي انقسمت إلى:
⦁رموز أسطورية: وهى التى تتمثل فى الموضوعات الأسطورية الوثنية التى اختارها الفنان القبطى بعناية لترمز كل أسطورة إلى أفكار ومفاهيم دينية معينة.
⦁ رموز بحرية: وهى التى تتمثل فى رمز السمكة والدولفين والصدفة والسفينة وهى الأشياء التى تنتمى جميعها إلى البيئة البحرية إلا أن كل منها رمزت لشىء مختلف.
⦁ رموز بشرية: وهى الرموز التى تم اقتباسها من الكتاب المقدس وصورت بغرض تعليمى دينى كقصة فداء إبراهيم وقصة فلك نوح ويونان والحوت وغيرها، كما تم أيضاً تصوير القديسين والشهداء للرمز إلى قوتهم الروحية والإيمانية وانتصارهم على الموت وليكونوا قدوة لبقية البشر.
السمة الشعبية
نحن عندما نشير إلى أن أهم مميزات الفن القبطي بأنه فن شعبي يتبادر إلى ذهن البعض بأنه فن لا يرقى إلى مصاف الفنون الفرعونية أو اليونانية الرومانية التي وجدت على أرض مصر سلفًا، ولكن المقصود هنا بأن هذا الفن قد تميز عن بقية تلك الفنون بأنه كان من إنتاج الشعب وليس تحت رعاية الحكام وإشرافهم بل كان نتاجًا إبداعيًا عبر من خلاله الفنان عن معتقده الديني واعتبره وسيلة للدفاع عن قوميته المصرية أمام المحتل، وعلى الرغم من أنه لم يراعي النسب الجمالية أو القواعد المنظورية التي اتبعها الفنان المصري أو اليوناني أو الروماني إلا أنه كان له مقاييس وأبعاد مختلفة رأى فيها فنه المثالي.
الطابع الديني
نستطيع أن نتلمس بوضوح طغيان الوازع الدينى والعقائدى، فمن أهم أهداف الفن القبطي في تللك الفترة هو استخدامه كوسيلة لاستيعاب فكرة دينية من خلال الصورة في الوقت الذي ظهرت فيه المسيحية وسط الطبقات الدنيا والتي لم تنل حظا وافرًا من التعليم، لذا فقد ارتبط الفن دائماً بالمتغير الدينى فى المجتمع المصرى، هذه السمة الدينية هى التى جعلت الفنان يتخذ نمطاً جديداً فى تنفيذ الأشكال الآدمية تمثل فى الاتجاه الروحانى الذى ظهر واضحاً فى فن تلك الفترة فظهرت العيون كبيرة ومتسعة والأجسام قصيرة، صورت الوجوه من الأمام وليس en profile وغير متناسبة مع حجم الجسد، واختفت منها الملامح القوية والتفاصيل الدقيقة، ولم يكن هناك مراعاة للبعد الثالث في العمل الفني.
انعكاس للأحداث الجارية
عكس هذا الفن ما يحيط به من ظروف وأوضاع سياسية فعندما كان المواطن مضطهداً سياسياً كان له أسلوب مختلف فى الفن عن أسلوبه بعد الاعتراف الرسمى بالمسيحية، فالفن هنا كان انعكاساً لظروف العصر الذى نشأ فيه فقد شارك هذا الفن المواطن المصرى فى دفاعه عن ديانته ومذهبه ليس من منطلق دينى فقط وإنما أيضاً هى نزعة قومية نابعة من محليته الشديد والتصاقه الكامل بتوجهات الشعب الدينية والسياسية والاجتماعية والثقافية. وقد أصبح ما يشغل الشعب المسيحي بعد الاعتراف بالمسيحية ظاهرتان وهما:
أولاً:محاولة التخلص من الكيان الوثني واضطهاد الأقلية الوثنية، وهدم كل المعابد الوثنية وهو ما عبر عنه الفنان من خلال فكرة القضاء على الشر فقد استعار الفنان تمثال الإله "حورس" يقضي على إله الشر "ست" مشيرًا إلى المسيح المتمثل في حورس والوثنية المتمثلة في إله الشر "ست"
هو ما عبر عنه الفنان يقضي على إله الشر ست ليرمز في حور س
قطعة نحتية تمثل الإله حورس يطعن إله الشر "ست"
البابا ثاؤفيلوس ممسكا بالإنجيل أعلى مبنى السيرابيوم بالإسكندرية
ثانًيا: انتشار الخلافات المذهبية والهرطقات التي اتخذت شكلاً سياسياً وصراعاً عامياً بين الكنائس، فما لبث أن ينتهي المصري من الاضطهاد الديني ليجد نفسه أمام اضطهاد مذهبي أكثر قسوة.
وهو ما عبر عنه الفنان أيضا ًمن خلال رمزية مشهد صراع الحيوانات فقد رمز إلى الكنيسة المصرية بالغزال الحيوان الوديع المسالم ورمز إلى كنيسة بيزنطة بالأسد الذي يحاول ملاحقة الغزالة والانقضاض عليها في رمزية لإظهار مدى سيطرة الحكم البيزنطي على الكنيسة المصرية .
قطع نحتية تمثل مشهد صراع الحيوانات
موضوعات الفن
لقد استلهم الفنان القبطي موضوعاته في البداية من عدة مصادر
⦁ الموضوعات الأسطورية المصرية واليونانية الرومانية.
⦁ القصص الديني المقتبس من العهد القديم.
⦁ الشخصيات الدينية المقدسة كالسيد المسيح والسيدة العذراء والقديسين والملائكة.
⦁ الزخارف النباتية والهندسية.
⦁ القصص الديني المقتبس من العهد القديم ثم تصوير أهم الشخصيات الدينية كالسيد المسيح والسيدة العذراء.
العوامل التي أثرت في ثقافة الفنان القبطي
⦁ الثقافة والفنون المحلية المصرية
⦁ المؤثرات الوافدة اليونانية والرومانية والساسانية
⦁ الصراع الوثني المسيحي على أرض مصر في محاولة للقضاء على الوثنية بعد الاعتراف بالمسيحية ديانة رسمية للإمبراطورية البيزنطية من قِبل الإمبراطور ثيودوسيوس الكبير في 395م وتحريم كل الأديان الأخرى.
⦁ الخلاف العقائدي مع الكنيسة الرسمية لاسيما بعد المجمع الكنسي في مدينة خلقدونية في عام 451م.
مراحل الفن القبطي
ينقسم إلى ثلاث مراحل أساسية
المرحلة الأولى: وهى الفترة التي تمتد منذ نهاية القرن الثالث حتى منتصف القرن الخامس، وهى المرحلة التي ساد فيها الأسلوب اليونانى الرومانى والموضوعات الأسطورية مثل أساطير ديونيسوس ومولد أفروديت وأريادنى وأورفيوس وبان وليدا والبجعة ودافنى والحوريات وكان لكل من تلك الأساطير مفهومها الرمزي الخاص، رمزت معظمها إلى مفهوم الخلاص وهو أهم المفاهيم التي جاءت به الديانة الجديدة وكذلك فقد تأثر الفنان في تلك الفترة بالطابع الهيللينستى إلى حد كبير والتي شملت الموضوعات النيلية والكرمة والفصول الأربعة وسيرابيس وغيرها، التي طوعها الفنان واستطاع تقبيطها لخدمة الديانه الجديدة، وهي المرحلة التي ساد فيها المزج فيما بين الموروث الكلاسيكي والفكر المسيحي الجديد.
ديونيسوس أورفيوس ويوريبديس
في إل ه الشر س ت
قطع فنية تمثل القديس الفارس يقضي على الشر
فقد استُبدل حورس بأشكال القديسين الفرسان وقضاؤهم على عناصر الشر المتمثل في الهرطقات والبدع الدينية، ومما هو جدير بالذكر أن موضوع القديس الفارس ظل حاضرًا في أعمال الفنانين الأقباط المعاصرين.
ايروتس يحملان إكليل الصليب
ملاكين يحملان إكليل الصليب
فنجد تكرار نفس الموضوع ولكن الفنان أراد التخلي عن كل ما هو وثني في نهاية تلك المرحلة فحلت الملائكة محل الايروتس.
وانطلاقاً من الاهتمام بالطبيعة وعناصرها فقد تميزت تلك الفترة بالزخاف النباتية مثل نبات الأكانثوس والغار واللوتس، والكرمة وسعف النخيل، وفي هذه الفترة أيضاً بدأ ظهور علامة العنخ كرمز للصليب وكذلك أشكال الراقصين وزخرت الفترة بالرسوم النباتية والهندسية وكان الاهتمام بالحركة والطبيعة والزخارف المتنوعة.
قطعة نحتية نبات الأكانثوس واللوتس يحيط بالصليب داخل دائرة
قطعة نسجية لمجموعة من علامات العنخ بداخلها أنواع مختلفة من الصلبان
تصوير لشجرة الحياة التي تمثل جميع العناصر الحية
كما بدا واضحا في تلك المرحلة تصوير القصص الديني المقتبس من العهد القديم وأقدم المواقع التي صورت تلك المشاهد هي جبانة البجوات بالواحة الخارجة مثل قصة يونان والحوت ودانيال في جب الأسود والثلاثة فتية في آتون النار.
تصوير لمجموعة من القصص الديني مثل فلك نوح وآدم وحواء والثلاثة فتية في آتون النار وخروج موسى وشعبه من أرض مصر وتعقب جنود فرعون له
قطعة خشبية تمثل دانيال في جب الأسود قطعة نسجية تمثل تضحية إبراهيم بإسحاق
المرحلةالثانية: وهى التي تمتد من منتصف القرن الخامس الميلادى حتى نهاية القرن الثامن الميلادى، وهى أهم فترة من فترات الفن القبطى عامة فقد استطاع الفن القبطى في تلك الفترة إدراك الفارق بين ماهو مسيحى وماهو وثنى، والبعض أطلق عليها مرحلة الاكتمال والامتزاج بين الرموز المسيحية والأسلوب السكندرى والأساطير اليونانية، بدأ العنصر المسيحى الخالص في الظهور بوضوح منذ منتصف القرن الخامس الميلادى، وخاصة بعد مجمع خلقدونية في 451م فبدأ الاتجاه إلى تصوير الموضوعات الدينية مثل تصوير الصلبان بشكل مباشر وكذا استمر تصوير القديسين والقصص الديني المقتبس من الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد، والعذراء مريم في مشهد البشارة وتارة أخرى وحولها التلاميذ الاثنى عشر وقد تمسك الفنان في تلك الفترة بالمنحنى الديني في الفن، ومن هذا المنطلق اتجه الفنان إلى تأكيده عن طريق التمسك بمفهوم الثيوتوكسθεοτόκοςأو العذراء أم الإله، فضلا عن تصوير القديسين والشهداء.طي على
تصوير جداري لتعميد المسيح في نهر الأردن
لكنيسة المصرية .
تصوير جداري للسيدة العذراء أم المسيح (ثيوتوكوس)
قطعة خشبية تمثل السيدة العذراء لحظة استقبالها البشارة من ملاك الرب جبرائيل
قطعة خشبية تمثل المسيح أثناء دخوله أورشليم
أيقونة المسيح ضابط الكل (البتوكراتور)
تصوير لمجموعة من القديسين وتظهر فيها سمات الوجوه
قنينة للقديس مينا بين جملين
المرحلة الثالثة: مرحلة الانتشار أو فن الأقباط Pure Coptic وهى التي تمتد من القرن التاسع حتى القرن العشرين ، واتجه الفنان في تلك المرحلة إلى تصوير الزخارف النباتية والهندسية والرموز الحيوانية والطيور فضلا عن استمرارية تصوير الموضوعات الدينية داخل الكنائس والأديرة وخاصة تصوير المسيح المنتصر وتصوير القديسين والمبشرين الأربعة والقصص الديني.
بدايةً من القرن التاسع الميلادى بدأ التأثر بالفن الإسلامى وتأثيره فيه، وهذا ما نلحظه جلياً في فن عمارة المساجد والكنائس، وبنهاية القرن الثانى عشر بدأ التقليل من تصوير الأشخاص والحيوانات فاتجه الفنان إلى الإكثار من الرسوم النباتية والهندسية وليس أدل على ذلك من أن يُعهد ببناء مسجد أحمد بن طولون للمعماري القبطي سعيد بن كاتب الفرغاني الذي شيده على عمودين اثنين فقط.
ويرى الأثري الفرنسي كليداClédat- الذي أشرف على حفائر منطقة باويط- أن الفن القبطى في عصره الذهبى هو الذي يقع في الفترة ما بين القرن السادس والعاشر الميلاديين، فقد كان فناً مختلطاً نتج عنه فناً ذو طابع خاص تأثر في الفترة المتأخرة بالفن البيزنطى وأثر فيه فضلا عن التأثيرات المتبادلة بين الفنين الإسلامي والقبطي، وظلت الصناعات الفنية يسيطر عليها الاقباط كالنسيج الذي احتل شهرة واسعة في تلك الفترة، ولمع الفن القبطي في العصر الفاطمي والمملوكي.
برزت أسماء عديدة في تصوير الأيقونات مثل أبو اليسر بن يلج أحد أهم مصوري القرن الثاني عشر الميلادي والأنبا غبريال الناسخ فضلا عن يوحنا الناسخ يوحنا الأرمني في القرن الثامن عشر أنسطاسي الرومي في القرن التاسع عشر ثم إيزاك فانوس أحد أشهر رواد الفن القبطي المعاصر.