الخميس 23 مايو 2024

في علبةِ عيدِ الميلاد

فن31-10-2020 | 19:14


ها أنا بكاملِ خيالي المشرئبِّ

أراكِ تفكّينَ الشريطَ الأحمرَ حولَ خصرِ قصيدتي

وتفتحينَ الورقةَ المحظوظةَ ببراعمِ الحريرْ

وكالعادةِ يقبّلُكِ عطْري وتحضنُكِ الرائحةْ

وتحملُكِ

علىٰ بساطِها

 وتعيشينَ ما كانْ

وتُنوِّرُ ابتسامتُكِ المكانْ

فتنقشعُ الغيمةُ الرماديةْ

وتقرئين:

في عيدِ ميلادِكِ هذا العامْ

لنْ أحتفلْ

بلْ سأشكو..

أشكو بعدَما حادَ الطريقُ عنّا

وتاهْ

أشكو إليكِ

إساءةَ كُلِّ إنسانٍ حسبَني معتوهًا

وحبسَني في زجاجةٍ منْ رأيهِ الوقحْ

وإهانةَ كُلِّ امرأةٍ عرفتُها ولمْ تعرفْني معرفةَ عينَيكِ لقلبي

أشكو إليكِ

معرفةً صرتُ بها فيلسوفًا يعتقدُ أنَّ الوجودَ كانَ امرأةً ابتدأَ العالَمُ بنظرتِها الأولىٰ

ونفْسي حينَ ظنّتْ أنّها ربّما تنساكِ إذا طلعَ الصباحُ لا يرتدي عينَيكِ

لمْ يرتدِ إلا عينَيكِ يا هايدي

ولمْ يطمئنَّ حسُّهُ إلا بصوتِكِ الهادي

ما الموسيقىٰ التي نهضتْ منْ نبعِكِ

ومشتْ في عروقي كراقصةِ الباليهْ

فارشةً خطوَها السعيدْ

ما للبلابلِ تطيرُ منْ فمِكِ

تغنّي وتضحَكْ

وتحطُّ علىٰ قلبي وتنامُ مطمئنةً فيهْ

وفستانُكِ الأزرقْ

لبّىٰ ندائي في لقائنا الأخيرْ

وها هُوَ في الأفْقِ يترقرقْ

أشكو إليكِ

أنّي لستُ أنساكِ

ومِنْ يومِها تعذّبُني السماءُ

والبحارُ

ودموعي الزرقاءُ

والعيونُ الزرقاءُ

والملابسُ الزرقاءُ

والسياراتُ الزرقاءُ

ولوحاتُ "بيكاسو" الزرقاءُ

وقصيدةُ بوكوفسكي "الطائرُ الأزرقْ"

وموسيقىٰ فرقةِ "blue”

 ها أنا أستعيدُ نفَسي

لأشكو إليكِ

أنّي بقيتُ كالحمامِ الزاجلِ

مهْما ابتعدتُ

أعودُ دومًا إليكِ