العناوين الفرعية:
الزوجة وطن.. فأحسنوا اختيار أوطانكم.. وأشكر أبى الذى اختار لي وطنا صالحا مؤمنا "والدتى"
أمى هى حب عمرى مثلما أحب دومًا أن أردد وهى بنفس القدر صديقة كفاحي
كلمات أمى دومًا ما تتردد فى آذانى.. فهى دومًا تقول لى "اِحلم بحاجة كبيرة واطلبها من ربنا وهتوصلها"
مررت مع أمى بفترات كثيرة كانت غاية فى الصعوبة وتماسكنا كان له الفضل بعد الله سبحانه وتعالى فى تجاوزنا مثل تلك الأوقات
تشرفت بالدعوة الكريمة من الأستاذ خالد ناجح، رئيس تحرير الهلال، بالكتابة فى عدد مجلة الهلال بمناسبة الاحتفال بعيد الأم فى شهر مارس من كل عام، إيمانًا من "الهلال" بدور الأم فى بناء مجتمع متكامل الأركان لما تشيده - الأم- من رجال فى كل المجالات، وكيف تؤثر فى حياتنا من خلال خصال كانت بمثابة طاقة نور ومشاعل توجيه وإرشاد طول مشوارى العلمي والعملي.
بداية، أود القول إن الزوجة وطن .. فأحسنوا اختيار أوطانكم، وأشكر أبي الذى اختار لي وطنا صالحا مؤمنا - والدتى- احتوى عائلة هاشم.
أمي هى صاحبة المشوار ولها الفضل بعد الله سبحانه وتعالى فيما وصلت إليه الآن.. أمى منذ أن كنت طفلاً فى البطولات الشتوية والصيفية كانت دائماً فى ظهرى وتذهب معى لأى مباراة فى أى مكان وكل الأماكن دون كلل أو ملل.
أمى.. هى التى كانت السند والداعم الأول فى جميع المباريات والأماكن.. "مباراة فى بنى سويف بتيجى.. ماتش فى أسيوط بتيجى".. ففى إحدى المرات كانت لنا مباراة فى بنى سويف وكان عندى امتحان فى كلية الصيدلة بالجامعة حينها، فتركت والدى وسافرت معى لبنى سويف، وقامت بحجز فندق، وظلت معى بالفندق لكي تذاكر لي، والحمد لله نجحت فى الامتحان.
وأمى هى حب عمرى مثل ما أحب دومًا أن أردد، وهى بنفس القدر صديقة كفاحي، وأي وقت كنت أشعر فيه بكسرة أو هزيمة أو حتى تراجع فى المستوى، كانت هى مصدر القوة وداعمي الأول فى لحظات انكساري قبل لحظات الفوز والتألق والمجد.
كلمات أمى دومًا ما تتردد فى آذانى، فهى دومًا تقول لى "اِحلم بحاجة كبيرة واطلبها من ربنا وهتوصلها".. وبالفعل دائماً ما كنت أحلم بـ"حاجة كبيرة بوصلها" بفضل الله وتوفيقه، ووالدتى دائما فى ظهرى، بداية من تألقى ضمن صفوف نادى الزمالك لكرة اليد الذى حصدت فيه العديد من الألقاب، منها الدورى والكأس المحليين، ثم بطولة أفريقيا التى أهلت الفريق للمشاركة فى كأس العالم للأندية، وحقق الفريق خلالها إنجازا تاريخيا تمثل بإحرازه المركز الثالث، ونال برونزية البطولة، مرورًا بمسلسل التألق الذى حققته في الأندية التى لعبت لها من انتقالى لنادى "إكس إن بروفانس" الفرنسى، مما دفع نادى مونبيليه الفرنسى الذى يعتبر من أهم أندية أوروبا بكرة اليد للتعاقد معي، وفزت فيه بدورى أبطال أوروبا عام 2018، وبطولة كأس الأبطال الفرنسية عام 2018، ثم انتقلت بداية من عام 2019/2020 إلى دينامو بوخارست الرومانى.
مررت مع أمى بفترات كثيرة كانت غاية فى الصعوبة، وتماسكنا كان له الفضل بعد الله سبحانه وتعالى فى تجاوزنا مثل تلك الأوقات.
وأمى تحافظ دومًا على طقوس معينة قبل سفرى فى كل مرة، فهى تحرص دائما على قراءة القرآن لي، بالإضافة للرُقية، وهى الأمور التى دائمًا ما تكون مصدر تفاؤلى وبدونها أشعر بعدم التوفيق .. ومن الطقوس أيضا حرصها على إعداد وتجهيز كل أنواع الطعام الذي أحبه قبل نزولى لمصر فى أى إجازة.
عندما أرى أمى "لازم أنزل وأبوس على رجليها" لأنها سيدة تستحق ذلك، لما رأيته منها بوقوفها بجانب والدى قبل وقوفها بجوارى شخصيًا، ولما بذلته من تضحيات لوالدي الذى تركت العمل من أجله ومن أجل أولادها.. وهى أشياء نفتقدها فى الكثير من أمهات العصر الحالي.
أمى هى مصدر تفاؤلى فى كل البطولات التى أخوضها، ومن المواقف التى أذكرها لها هنا فى بطولة أفريقيا لكرة اليد بمصر فى عام 2016، حضرت أمي المباريات من الملعب وأحضرت معها "بانر" خاصًا لي، والحمد لله حققنا البطولة كإنجاز جماعى، وحصلت على جائزة "أفضل لاعب دائرة" فى بطولة أفريقيا، وذهبت إليها فى المدرجات وذرفت دموع الفرح معها .. كذلك وجودها فى بطولة أفريقيا الأخيرة والمؤهلة لأولمبياد طوكيو 2020 ، والتى أُقيمت بتونس، بداية التفكير فى حضورها لنهائيات البطولة جاءت عن طريقي، وقلت لها نصًا "هتحصلينى فى البطولة لمساندتى".
وبالفعل وافقت أمي على الحضور للنهائيات للوقوف بجانبي أنا وزملائى، وهو الأمر التى أتى في وقته، خاصة أننى تعرضت لهزة نفسية قوية بعد وفاة والدى الكابتن ممدوح هاشم، نجم الزمالك السابق، فى شهر أغسطس الماضى، خاصة أننى أحب أن أرى والدى الراحل فى حضورها فى ظل تعلقي الشديد به، يرحمه الله، كما أرى فى أمى بلدى ووطنى، فهى دومًا سفيرة مصر الوحيدة فى مؤازرة الفراعنة من الجماهير.
لا أنسى لأمى دعمها المتواصل لنا فى بطولة أفريقيا الأخيرة بتونس بداية من دعمها لنا فى فندق الإقامة وفى المباريات بشكل مستمر، الجميع فى المنتخب يعرف والدتى ولا ينسون دعمها ومساندتها، ولا أنسى لها أيضا حرصها الشديد على قراءة القرآن والدعاء لي قبل اللقاءات، خاصة فى المباراة النهائية، وكان لها موقف أحكيه للمرة الأولى، وهو أنه قبيل المباراة النهائية مباشرة كنت أشعر بضغط وتوتر شديدين، وقامت بالاتصال بى وطلبت مني الحضور إلى غرفتها فى فندق الإقامة و"عملتلى فنجان قهوة وخدتنى فى حضنها لمدة عشر دقائق" قامت خلالها بقراءة القرآن والدعاء لي والحديث معي، وقالت لي " أنت لاعب كبير ومررت بظروف ومواقف ومباريات شبيهة بالمباراة دي وأصعب منها كمان وإن شاء الله هتكسب"، وهو ما كان له مفعول السحر على أدائى فى المباراة، والحمد لله حققنا البطولة وتأهلنا إلى أولمبياد طوكيو 2020.
وحضور أمى فى المباراة النهائية وأمام 17 ألف متفرج وأمام البلد المنظم للبطولة، لم تكن المباراة الأولى لها فى هذه البطولة، فهى حضرت 3 مباريات بدءًا من لقاء أنجولا فى ربع النهائى، مرورًا بالجزائر فى نصف النهائى، وتونس فى النهائى، إضافة إلى أنها حضرت معي نهائى دورى أبطال أوروبا من قبل بصحبة والدي.
أمى.. باختصار هى أحن سيدة فى الدنيا كلها، ومهما تحدثت أو كتبت لن أوفيها حقها، والكلام عنها لن ينتهى، وأحمد الله كل يوم على نعمة "أمى".