الأحد 24 نوفمبر 2024

فن

"كل شيء إلى الماء يعود".. قصيدة جديدة لـ"وديع أزمانو"

  • 31-10-2020 | 20:56

طباعة

ماذا عساهُ يكونُ البحرُ 

سوى دموعنا التي أعادتها السماءُ 

إلى حفرةٍ لم نسقطَ فيها 

فظلَّت شاهدةً على هذا الملحِ الكوني 

/ 

الفقراءُ ملحُ الأرض 

لذاكَ، لم يشتهِ البحرُ 

غيرَ أجسادهم 



أطلقَ العربُ القُدامى، 

على المحيطِ الأطلسي؛ بحر الظُّلمات 

وها أنذا جالسٌ على صخورهِ منذُ الأزلِ 

أحصي عددَ الليالي 

التي كحَّلتْ رموشهُ 



بحرا كنتَ أو محيطا 

لا فرقَ 

فكلُّ شيءٍ إلى الماءِ 

يعودُ؛ 

الموتى بإبريقٍ خالصٍ من الشَّهوةِ
الأحياءُ بضراوةِ الطبيعة
الكهنةُ بربٍّ جديدٍ
الشعراءُ التافهونَ و الشعراءُ الذين ولدوا على صخرةٍ
التاريخُ المدوَّنُ في سجلاَّتِ البشريةِ 
و التاريخُ المهتوكُ في سيرةِ
"
رامبو" وبياناتِ الرُّعب ... 


لا فرقَ، 

فثمَّةَ عجوزٌ عمياءُ 

تثرثرُ الآن، عن الماءِ يتجمَّدُ في الرُّكبِ 

بينما أضلاعي تقاومُ 

ليتحرَّر جليدٌ 

من فتنةِ الأعالي




للبحرِ حركاتٌ 

تلكَ المسمَّاةُ ؛ مدَّا و جزرا 

وحارسٌ شاحبٌ 

يرعى النُّجومَ، ويهشُّ بالضوءِ العليلِ 

على فتيةٍ يعتلونَ سطحهُ 

بينما للمحيطِ؛ خطواتٌ 

خطواتٌ عظيمةٌ 

تلتاعُ في المهتاجِ 

وتهتكُ السِّرَّ 

بفخامةٍ زرقاء 



كبرياءُ الشمسِ 

يذوبُ في قُبلةٍ 

تسجدُ 

إلى آخرِ العُمقِ المستحيل 



من لا بحرَ له 

لا برَّ له 

/


المدنُ التي لا تطلُّ على ماءٍ 


حتى لو كانَ بحيرةً اصطناعية 

لا حياة فيها 



ولمّا كنتُ لا أجدُ من يصحبُني إلى صديقي البحر 

أو لا أجدُ ثمن تذكرةِ الحافلة 

كنتُ أبكي كثيرا 

لتتجمَّعَ بحارُ العالمِ 

مثلَ استغاثةٍ 

في كفيَّ



أمامَ المحيط 

أجاسُ مثلَ بوذيِّ في صلاةٍ عميقة 

لا العاصفةُ تصلحُ ، 

لأتحرَّرَ من جحيمٍ اللُّغةِ 

لا الموجُ يُغوي النَّافرَ بدهشةٍ بيضاء 

زبدا أقيمُ 

و الرَّملُ قلعةٌ خرساء 

هنا حيثُ المراكبُ ترقصُ 

من لذَّةِ الماء 

ويسكرُ الشِّراعُ بريحٍ تخاتلُ 

هنا بلُجَّةٍ تمخرُ 

وينسابَ الجدارُ 

أقيمُ للكائناتِ طقسها الرؤيوي 

وألقِّحُ بالرِّيحِ الشَّحيحةِ 

شيخوخةَ جناحٍ يسقطُ 

ليلثمَ موجةً نافقة 

هنا تحتَ القوسِ / قوسُ ذاكَ النهارِ الغريبِ 

أرشقُ كتفَ الليلِ 

بطحلبٍ بحريٍّ 

وأعيدُ للتعاقبِ 

خُضرةَ العُصور

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة