الثلاثاء 18 يونيو 2024

«المجازفة».. نص لـ«مختارالعسكرى»

فن31-10-2020 | 21:03

- الصمت، ولا شئ آخر يرافقني فى جلستي المعتادة على ضفه نهر النيل،
وأنا ما بين محاسبة نفسي على أخطاءها وبين التفكير فى ما هو قادم؟

هواء النيل
الصيفي وسكون الليل، كانا سببا غوصي في بحر الأحلام، لم أعد أهتم بما يدورحولى ولا
بهذا المزعج الذي ينادى على تسالى "لزوم القعدة"، وإذا بي أبحر إلى
موانئ عدة من أجل تحقيق الذات واكتساب الخبرات من تجارب سابقة أقل ما يقال عنها
أنها فاشلة.

لم تدوم طويلا
تلك الرحلة، وإذا بي أنتفض عندما أمسكنى من كتفى شخص غريب، لم تلمحه عيناى من قبل،
ولكن هيئته مألوفه بالنسبة لى، فى بدء الأمر انزعجت وظهر هذا الإنزعاج على ملامح
وجهى، إلا أن ابتسامته وسرعة حديثه قطعت ما يدور فى ذهنى من أفكار.

- " متعب،
ولا دواء لك إلا عندك، أهلكك الكاذبون، أطفيء نورك المترددون، قتل عزمك المحبطون،
وأضاع فرحك الشامتون .. تقبل فشلك، كن متيقظا، خطط لنجاحك، طور مهاراتك، ولتكن
المخاطرة فى الصالح أهم أولوياتك".

كلمات هذا
الرجل كانت كـ"فنجان قهوة" أعاد لى تركيزى، ودارت الأسئلة بداخلى من أنت؟
وما سر معرفتك بما يدور فى خاطري؟ ولكني لم أعلنها له صراحة، ليفاجئنى من جديد
بإجاباته.

- " لا
تخش المجازفة ففيها الشغف والمعرفة، كن مميزا لتنجح، لا تقف فى المناطق الرمادية،
ولا تفرض قيداً على ذاتك، لا تجمد فكرك، تكيف مع المتغيرات، كن من المبادرين ولا
تعش فى عالم الخيال"

كلماته جعلتنى أتغلب
على خوفي، بثت الثقة بداخلي، وأعطتنى القدرة على تنفيذ أى شيء قام بتنفيذه إنسان
غيري، فبالمجازفة ستكون من القادة وتنعم بالمكسب الوفير، وإن كان هناك خسارة فمكسب
التعلم يكفيك.

كل الشكر لكل
من دفع فيك روح الأمل ولو بشطر كلمة، والتقدير لهذا الضمير الذى استدعيته فى خلوتى
ولم يخيب ظنى فيه، كان خير ناصح وصديق.

وليكن شعارك من
الآن "ويفوز باللذات كل مغامر .. ويموت بالحسرات كل جبان".