كتبت : يارا حلمي
ترتفع الأسعار بصورة شبه يومية، مما يجعل الأسر البسيطة غير قادرة على تلبية احتياجاتها الأساسية من المأكل والمشرب، ويتسبب في عدم تناول عشرات الأسر وجبات غذائية متكاملة.
ويصل الأمر لحرمان البعض من الكثير من الأطعمة، مثل اللحوم والأسماك والدواجن، مما يدفع البسطاء إلى التحايل على تلك الأنواع، ولعل أبرز أنواع التحايل هو شراء هياكل الفراخ "أجنحتها، وأقدامها ورقابها"، لتمثل وليمة للفقراء، بينما يجهلون أنها للأسف وليمة تجلب المرض.
◄ هرمون النمو
قالت الدكتورة نشوى منير، المتخصصة في أبحاث الدم، إن الدجاج في أغلب الوقت يُحقن بهرمون الاسترويدس، لتعجيل نموه وزيادة وزنه بسرعة، وبالتالي تنتقل تلك الهرمونات إلى الشخص الذي يتناول الدجاج، مما يؤدي إلى حدوث مخاطر عديدة للإنسان.
وأضافت منير أن الحَقن يتم إما في عنق الدجاجة أو في جناحها، مما يجعل هاتين المنطقتين مشبعتين بجرعة كبيرة من هذا الهرمون، وتابعت "فعندما يتناول الشخص أجنحة الدجاج أو الرقبة المحقونة، يمتص جسده نسبة كبيرة من الهرمون"، وأشارت إلى أن هذا الهرمون يتسبب في إسراع عملية نمو الجسد، دون أن يأخذ الوقت الكافي للنمو.
ولفتت المتخصصة في أبحاث الدم إلى أن هرمون الاسترويدس يؤثر على الأطفال والرجال، لكنه يعرض جسد الأنثى للمخاطر بشكل أكبر، ويعرض الفتيات والنساء للعديد من الأمراض، وأرجعت ذلك إلى أن "الاسترويدس" يؤثر سلبا على الهرمونات الطبيعية الموجودة لدى النساء، ويتفاعل مع بعضها، مما يسبب قرحة الرحم.
وبينما تتسبب أجنحة ورقاب الدجاج المحقون في هذه المخاطر، تظهر على العكس من ذلك فوائد عديدة لأقدام الدجاج، فهي تساعد بصورة كبيرة في علاج فقر الدم، وبعض أمراض العظام، وعلى رأسها هشاشة العظام، لاحتوائها على مادة "الكولاجين"، التي تساعد في بناء العظام وقويتها، كما تسهم في تثبيت نسبة الحديد في الدم، مما يجعلها علاجا فعالا لمرضى أنيميا فقر الدم.
◄ نقص دائم للبروتينات
الأمر لا يخلو من أزمة، فحتى الأجزاء التي لا تتسبب في أي أمراض أو مخاطر على صحة من يتناولها، هناك تأثيرات سلبية على الفقراء بسبب تناول الأطعمة بهذه الطريقة، وهو ما أكده الدكتور محمود الإسناوي، أخصائي التغذية وعلاج السمنة والنحافة، وقال إن الاعتياد على عدم تناول اللحوم والأسماك والدواجن، والاكتفاء ببقايا اللحوم، أو الأجنحة والأقدام ورقاب الدجاج، يتسبب في نقص دائم للبروتينات التي تتوافر في اللحوم، خصوصا مع اعتماد الشريحة التي لا تستطيع شرائها على البروتين النباتي، مثل الفول، وإسقاط اللحوم من حياتهم.
وأضاف الإسناوي لـ«الهلال اليوم»، إن الإنسان يحتاج لعناصر مختلفة ومتعددة لبناء جسده بشكل صحيح، لا سيما الأطفال، الذين يحتاجون للبروتين الحيواني لبناء العضلات، وتقوية الأعصاب، مشيرا إلى أن عدم تناول اللحوم يسبب خللا في عملية التمثيل الغذائي، وضعف بالأمعاء، من شأنه التسبب في مشاكل الهضم المختلفة، وكذلك الإصابة بقرحة المعدة.
ولفت الإسناوي إلى أن الذين يمتنعون عن تناول اللحوم، سواء مجبرين بسبب الفقر، أو راغبين كالنباتيين، يعلنون من نقص في المواد المغذية الضرورية لعمل أجهزة الجسم على النحو المطلوب، موضحا أن نقص الفيتامينات والمعادن الموجودة باللحوم يؤدي إلى قصور في عمل القلب.
وأكد أخصائي التغذية وعلاج السمنة والنحافة، أن هناك عددًا من الأبحاث العلمية التي أجريت على من لا يأكلون اللحوم في غذائهم، انتهت إلى أن التخلي عن اللحوم يؤدي إلى حدوث اختلالات متعددة في جسم الإنسان، فضلا عن التأثير السلبي على الجهاز العصبي، بسبب نقصان فيتامين ب 12، "B12"، الذي يؤدي إلى وقوع خلل في الجهاز العصبي المركزي، مشددا على ضرورة إدراج اللحوم ضمن الأنظمة الغذائية المختلفة، وعدم الامتناع عن تناولها.