تحل يوم الأربعاءالمقبل 4 نوفمبر، ذكرى مرور 98
عامًا علي اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون بوادي الملوك بالبر الغربي بالأقصر، في
الرابع من نوفمبر عام 1922، علي يد عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر، وبداخلها
أكثر من 5 آلاف قطعة أثرية من أندر وأثمن المقتنيات الأثرية في العالم.
ويترقب عشاق الحضارة المصرية من جميع أنحاء
العالم افتتاح المتحف المصري الكبير مع بدء العد التنازلي لافتتاحه العام المقبل،
فهو يعرض كنوز الملك توت عنخ آمون، لأول مرة مجتمعة في قاعة بمسطح 7.5 ألف متر
مربع، وهي 7 أضعاف مساحة القاعة التي كانت تضم مجموعة الملك الذهبي بالمتحف المصري
بالتحرير.
وحول آخر تطورات العمل بقاعة مقتنيات الملك توت
عنخ آمون بالمتحف الكبير، قال اللواء عاطف مفتاح المشرف العام على مشروع المتحف -
لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الأحد - إن عدد القطع الأثرية التي استقبلها
المتحف من مجموعة الملك توت عنخ آمون بلغ نحو 5340 قطعة، مشيراً إلى أنه بنسبة
تزيد علي 90% تم تركيب "فتارين" العرض والبالغ عددها 105 "فاترينات"
بالقاعة.
من جانبه، أكد مدير عام الشئون التنفيذية
للترميم ونقل الآثار بالمتحف الدكتور عيسى زيدان، انتهاء مركز ترميم الآثار
بالمتحف من ترميم نسبة كبيرة من القطع الأثرية الخاصة بالملك توت عنخ آمون، والتي
تم نقلها للمتحف، من بينها قطع أثرية كانت في حالة سيئة من الحفظ وموجودة بمخازن
المتحف المصري بالتحرير، ولم يتم عرضها من قبل، حيث سيكون أول عرض لها بقاعة
"توت عنخ آمون" عند افتتاح المتحف في 2021.
وأضاف أنه تم الانتهاء أيضا من ترميم التابوت
المذهب الخارجي للملك توت عنخ آمون، والذي تم نقله من مقبرة توت عنخ آمون بوادي
الملوك بالأقصر للمتحف في يوليو 2019، ليتم ترميمه للمرة الأولى منذ اكتشاف مقبرة
الفرعون الذهبي في 4 نوفمبر 1922؛ وذلك تمهيدا لعرضه مع باقي توابيت الملك ضمن
مقتنياته.
وأوضح زيدان أنه من المقرر نقل القناع الذهبي
للملك توت عنخ آمون، أشهر القطع الأثرية في العالم، والمعروض حاليا بالمتحف المصري
بالتحرير لعرضه بالمتحف الكبير، قبل افتتاحه، وذلك لإتاحة الفرصة لزوار المتحف
بالتحرير لرؤية القناع حتى آخر وقت ممكن، فيما سيتم نقل القطع الذهبية الكبيرة
المتبقية قبلها بفترة لترميمها، وذلك وفقا لتوجيهات وزير السياحة والآثار.
وعن حياة الملك توت عنخ آمون، أكد باحث
المصريات الدكتور محمد رأفت عباس أن هذا الملك الصغير أصبح علما من أعلام الحضارة
المصرية القديمة، ليس لأنه ملك محارب ساهم في توسيع أرجاء الإمبراطورية المصرية
كأسلافه، أو لأنه كان ملكا بناء أقام العديد من المعابد والمنشآت، ولكن لأن القدر
أراد لمقبرته أن تختفي عن أعين اللصوص، فتظل محتفظة بكنوزها التي تفخر بها الحضارة
الإنسانية.
وقال عباس إن توت عنخ آمون تولى عرش مصر عام
1336 ق.م، وهو طفل صغير لا يتجاوز الـ11 من عمره، واستمر في الحكم لمدة قصيرة
حوالى 9 سنوات، حيث توفى في عمر الـ19، عام 1323 ق. م، وبعد 70 يوما تم فيه تحنيط
جسد الملك الصغير، تم دفنه في مقبرة صغيرة، والتي أخذت رقما في وادي الملوك
بالأقصر وهى المقبرة "رقم 62".
وأضاف أنه في فترة حكم الملك توت عنخ آمون
تحسنت حالة البلاد بعد فترة الاضطرابات والصراعات السياسية والدينية التي سادتها
خلال حكم "إخناتون"، وأنتقل بالبلاط الملكي من العمارنة إلى عاصمة
البلاد القديمة طيبة، وقام بتغيير اسمه من "توت عنخ آتون" إلى "توت
عنخ آمون".
وتنقسم مقبرة توت عنخ آمون بوادي الملوك
بالأقصر إلى المدخل
A بسلالم تتكون من 16 درجة، يتبعه دهليز مائل
طوله 7 أمتار، ثم حجرة أمامية مستطيلة الشكل عرضية يبلغ طولها 8 أمتار وعرضها 3.67
متر ،تتفرع منها في اتجاه الشمال حجرتان، حجرة التابوت وحجرة الكنوز، كما تتفرع من
الحجرة الأمامية حجرة إضافية صغيرة نحو الغرب.
وحوائط المقبرة غير مزينة ماعدا جدران حجرة
الدفن هي التي تحمل مناظر على عكس معظم المقابر الملكية السابقة واللاحقة والتي تم
تزيينها بشكل ثري بنصوص جنائزية مثل كتاب "إمي دوات" أو" كتاب
البوابات" والتي كان الغرض منها مساعدة الملك المتوفى في الوصول إلى العالم
الآخر، فقد تم رسم منظر واحد فقط من كتاب "إمي دوات" في مقبرة توت عنخ
آمون، أما بقية المناظر في المقبرة فتصور منظر الجنازة أو توت عنخ آمون بصحبة
العديد من المعبودات.
وفي 4 نوفمبر عام 1922، اكتشف هوارد كارتر أول
درجة سلم في درجات سلالم مقبرة توت عنخ آمون، وفي نهاية يوم 5 نوفمبر تم الكشف عن
كل درجات السلالم ال 16، وفي نهاية نوفمبر وصل كارتر إلى الغرفة الأمامية بالمقبرة
وباقي الغرف، وفي أواخر شهر نوفمبر افتتحت المقبرة رسميا، وخرجت أول قطعة أثرية من
المقبرة في شهر ديسمبر من نفس العام وبدأت عملية تنظيف الغرفة الأمامية والتي
استغرقت حوالي 7 أسابيع.
وفي منتصف شهر فبراير عام 1923 تم فتح غرفة
الدفن رسميا بالمقبرة، وفى 12 فبراير 1924 تم رفع الغطاء الجرانيتي للتابوت، وركز
كارتر عمله طوال موسم عام 1925 على رفع غطاء التابوت الثاني والثالث والكشف عن
المومياء، وفي 11 نوفمبر 1925 تم فحص مومياء توت عنخ أمون، وفي 24 أكتوبر عام 1926
بدأ كارتر العمل في غرفة الكنز الملحقة بغرفة الدفن، وقام بتفريغ الغرفة وفحصها،
وفي 10 نوفمبر 1930 نقلت آخر قطعة من المقبرة.
يُذكر أن مجلس الوزراء وافق عام 2015 على تعديل
موعد الاحتفال بالعيد القومى لمحافظة الأقصر، من يوم 9 ديسمبر إلى يوم 4 نوفمبر من
كل عام، وهو التاريخ الذي يوافق ذكرى اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون.