أكدت صحيفة البيان الإماراتية الصادرة اليوم الاثنين أن تصاعد حالة الهستيريا التركية في شرق البحر المتوسط، يعود إلى اقتراب موعد الحل النهائي للأزمة الليبية، حيث ستخرج أنقرة صفر اليدين من "أراضي عمر المختار"، موضحا أن ليبيا ستبقى الصخرة التي تتحطم عليها كل خطط وأحلام أردوغان الاستعمارية، من خلال إعلاء المصلحة الوطنية، وتخلي بعض القوى السياسية عن حساباتها الضيقة؛ لبناء وطن يتسع للجميع، وجعل ليبيا دولة ذات سيادة، وتتحكم في ثرواتها ومقدراتها لصالح الشعب الليبي.
وأشارت صحيفة البيان تحت عنوان "ليبيا.. نحو الأمان والسلام" إلى أن المؤشرات بدأت تلوح بانفراج قريب للأزمة الليبية، بعد أن أدرك الليبيون أن الحل لن يأتي من الخارج وإنما بسواعد محلية، فانعقاد اجتماع اليوم في غدامس، يؤكد أن الليبيين قادرون على وضع الحلول والمعالجة الفعلية للثغرات التي استفادت منها تركيا في نشر الفوضى، مضيفة " نجد أن هناك حرصاً قوياً على إطلاق عملية إعادة بناء مؤسسي، تستند إلى الاتفاق السياسي الليبي كمرجع، بما يضمن تماسك اللحمة الوطنية والوحدة الترابية والسيادة الوطنية لليبيا على جميع أراضيها بعيداً عن التدخلات الأجنبية.
واختتمت "البيان" افتتاحيتها بالقول: "إن الإرادة تمهّد الطريق، فهناك توافق على إخراج مرتزقة أردوغان من ليبيا، وإيجاد صيغة لإنهاء الوضع الميليشياوي والسيطرة على السلاح، ليكون هذا العمل مدخلاً حقيقياً لانتصار البلاد على أزماتها، فمن الضروري عدم تبديد الفرصة المتاحة حالياً لاستكمال الخطوات اللازمة في اتجاه إقرار الاتفاق السياسي لإنهاء الاندفاع التركي في ليبيا، والمسارعة إلى بناء الدولة الليبية الجديدة التي يسودها الأمان والسلام والاستقرار".
من ناحية أخرى، شددت صحيفة الوطن الإماراتية على خطورة خطاب الكراهية على العلاقات الواجبة بين الشعوب، لأنها تنعكس سلباً على الأمن والاستقرار والعلاقات الواجبة، فضلاً عن كونها بوابة حملة الأفكار المتطرفة للترويج لقناعاتهم المدمرة وتبرير عدائهم للجميع.
وأضافت -تحت عنوان "رسالة الإمارات للعالم" - "يأتي تأكيد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، خلال الاتصال الهاتفي الذي أجراه مع إيمانويل ماكرون الرئيس الفرنسي، ليبين أن الحضارات الحقيقية تصنعها القيم وكل ما يرتقي بالنفس البشرية من خلال احترام كل ما يمت لها، حيث تكون العلاقات بين الجميع مبنية على ركائز قوية، وهي بالمجمل التي تجمع وتؤكد عليها جميع الأديان السماوية، من سلام واحترام وتقديس للنفس البشرية التي لا يجوز انتهاكها تحت أي مسمى كان.
وأشارت إلى أن وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي أكد خلال الاتصال بالرئيس الفرنسي، أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يمثل قدسية عظيمة للأمة الإسلامية، وأن أي محاولة للتسييس مرفوضة بالمطلق، كما هو حال رفض خطاب الكراهية والاعتداءات التي لا يمكن القبول بأي تبرير لها تحت أي مسمى كان.
ولفتت إلى أن الدين الإسلامي الحنيف دين محبة وسلام وتآخ إنساني وانفتاح وقبول للآخر، دين يتمم مكارم الأخلاق ويرتقي بها، وهو ما تؤكده جميع الأديان السماوية التي تتطابق في جوهرها، وبالتالي يجب أن يكون لها الاحترام التام وألا يتم السماح بالمساس بها تحت أي ظرف كان، فحرية التعبير الحقيقية هي مسؤولية أخلاقية بالدرجة الأولى والأخلاق تقتضي الاحترام وتستوجب المحبة وتؤكد على عدم التجاوز.