الأحد 19 مايو 2024

دور المؤسسات الدينية فى نشر الوعى الحقيقي

فن2-11-2020 | 17:21

الشباب هم أمل الأمة وسواعدها، وأمامهم مخاطر وتحديات، ولعل أكبر هذه الأخطار تهديدًا للشباب التطرف والإرهاب، فإن خطره لا يقتصر على تدمير الصحة كما تفعل المخدرات مثلًا، لكنه يمتد إلى التلاعب بالعقل وتزييف الوعى، ولا يألو جهدًا فى تدمير الانتماء إلى الوطن، فيغدو الشباب المضلَّل، وهم حرب على أهليهم ومجتمعاتهم، يدمرون ما كان يتوقع منهم أن يعمروه، ويهدرون من القيم والولاء للوطن ما كان يجدر بهم الدفاع عنه؛ ولذلك لا نبالغ إذا قلنا إن تزييف الوعى وتضليل العقل المفضي إلى التطرف أخطر على الشباب من المخدرات، لأن خطر المخدرات ظاهر يسهل اكتشافه والاهتمام به أسريًّا وتعليميًّا وإعلاميًّا، أما خطر التطرف فخفيٌّ قد لا يلتفت إليه الكثير منا، ولا يلقى من الرعاية والتحصين الأسري والمؤسسي ما يقضي عليه فى مهده ويكفي الأمة شروره وعواقبه.

ففي عصرنا يوجد متطرفون يستندون في سلوكهم إلى أفكار ومعتقدات خاطئة، وينساب بعض من الشباب وراء تلك الأفكار المتطرفة، وهو ما يمثل خطرا كبيرا على مجتمعنا؛ فأصبح من الضروري مواجهتها.

ولذا يجب على مؤسسات الدولة أن تتكاتف لصد هجمة الأفكار المتطرفة، بالتكامل والتعاون بين المؤسسات الدينية والتعليمية والإعلامية، حتى يمكن القضاء تمامًا على هذا الفكر البعيد عن وسطية الإسلام واعتداله.

فلا بد من توعية المجتمع عامة، والشباب خاصة، لأنهم الأرض الخصبة لأصحاب الأفكار المتطرفة، والعمل على الوعي المجتمعي، وترسيخ مبادئ الشريعة السمحة، وتصحيح المفاهيم التي يستدلون بها في غير محلها، وتقع تلك المهمة على عاتق المؤسسات الدينية في الدولة كالأزهر، ووزارة الأوقاف.

فمثلا وزارة الأوقاف رسالتها تبدأ من المسجد، فيعد المسجد أول مؤسسة دينية، والتي تعني بتربية الأفراد تربية سليمة عادلة، بالإضافة لكونه مكانًا للعبادة وللعلم والدعوة والتوجيه، يُبَصِّرُ الأفراد بالأخطار التي تحيط بهم، ويُبَيِّنُ أسباب الوقاية والعلاج لها، كما يقع على عاتقه دور مهم في تحصين الأفراد والحفاظ عليهم من تلك الأخطار، فضلا عن تنمية روح الشجاعة والاحترام، كما يربي فيهم الكثير من القيم الإسلامية، مثل: روح الأخوة والمحبة بين الناس؛ إذ أن التربية في الإسلام تُجَسِّد صفات الصدق والكرم والأمانة في نفوس الأفراد، وتزيل الصفات السلبية من نفوس الأفراد من ثأر وقتل وتعصب وعنف.

وقد كان لوزارة الأوقاف دور مهم في محاربة التطرف؛ حيث اتخذت إجراءات تمنع فيها التسلل إلى المنابر أو الإمامة فأصدرت قرارًا بمنع غير الحاصلين على تراخيص للخطابة أو الإمامة من الوصول إلى منابر المساجد التابعة للوزارة، كما أنها أعلنت أنها ستطلق قوافل دينية لنشر الوسطية في المجتمع المصري، وتحصين الشباب من خطر التطرف والإرهاب، كما أنها تقيم ندوات دينية بمراكز الشباب بالتنسيق مع وزارة الشباب وقصور الثقافة والمدارس بالتنسيق مع وزارة الثقافة والتربية والتعليم، كما نشرت أكثر من 150 مؤلفا ومترجما لنشر الفكر الوسطي.

وكانت وزارة الأوقاف صاحبة رؤية رائدة لنشر الوعي، وأكبر نموذج على هذا: 

أنه في فترة تعليق وإغلاق المساجد بسبب الوباء نجحت في مواجهة الشائعات أولًا، ثم ملء الفراغ الديني، فقدمت خلال شهر رمضان العديد من البرامج الدعوية على كل الأصعدة: الصحفية، والإعلامية، والتليفزيونية، والإذاعية، والإلكترونية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، والعديد من المسابقات الدينية الكبرى المتنوعة بالتعاون مع الهيئة الوطنية للصحافة، والهيئة الوطنية للإعلام، والوزارة قدمت أيضًا خلال شهر رمضان المبارك 1441هـ - 2020م عددًا من الأنشطة والبرامج الدعوية الصحفية مثلما تم التنسيق والتعاون فيه مع وكالة أنباء الشرق الأوسط، حيث قدمت برنامجا تحريريا ومسجلا بالصوت والصورة تحت عنوان "حديث السحور" حيث كان ينشر الحديث على صفحات وقنوات الوكالة، إلى جانب العديد من البرامج الإلكترونية والتليفزيونية والإذاعية وذلك على النحو التالي: أولًا: برامج الدعوة الإلكترونية: تم استحداث عدد من الوسائل والتقنيات الإلكترونية المتميزة على بوابة الأوقاف الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي والتي تستهدف الشباب على النحو التالي:

إطلاق صفحة (وعي) عبر فيسبوك، وتهدف هذه الصفحة إلى تكثيف ونشر الخواطر والرسائل وجميع الأعمال الدعوية على نطاق واسع.

وتم نشر جميع المحاضرات والرسائل الدعوية المصورة للأئمة والواعظات بوزارة الأوقاف على قناة (منبر التجديد) على يوتيوب، والصوتية على الساوند كلاود، لنشر المحاضرات والرسائل الدعوية الصوتية، وإطلاق قناة (منبر التجديد) الصوتية على التليجرام، لنشر المحاضرات والرسائل الدعوية الصوتية.

كما تم نشر (17) كتابًا من خلال تطبيق (وعي) لأجهزة الأندرويد، من إصدارات وزارة الأوقاف والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إضافة إلى العديد من البرامج المرئية والمسموعة والمقالات المقروءة.

وتم أيضا نشر عدد من رسائل الأوقاف المترجمة للعالم بلغت (6) رسائل باللغات الأجنبية المختلفة، كما تم نشر (22) رسالة دعوية لشباب الأئمة وقيادات وزارة الأوقاف على صفحة (وعي) وقناة منبر التجديد على يوتيوب.

أما البرامج التليفزيونية: فكانت متمثلة في برنامج (حديث الساعة) على القناة الفضائية المصرية، والثانية، والنيل الثقافية، وبرنامج (في رحاب القرآن الكريم) على القناة الفضائية المصرية، والنيل الثقافية، وقناة نايل لايف، وبرنامج ملتقى الفكر الإسلامي، على قناة النيل الثقافية ، والفقرة الدينية ببرنامج صباحنا مصري على الفضائية المصرية، وبرنامج (كن صحابيًّا)، على قناة النيل للأخبار، والأمسيات الرمضانية على موقع الوزارة ، كما تم بث جميع هذه البرامج على البوابة الإلكترونية لوزارة الأوقاف، من خلال صفحات الوزارة والجهات التابعة لها على مواقع التواصل الاجتماعي.

أما البرامج الإذاعية التي تم بثها عبر أثير موجات إذاعة القرآن الكريم: برنامج (خاطرة دعوية)، وبرنامج (في رحاب القرآن الكريم).

أما فيما يتعلق بالكتب والمجلات والمقالات فقد تم نشر (76) كتابًا وموسوعة باللغة العربية، و(79) كتابًا مترجمًا إلى اللغات الأجنبية على البوابة الإلكترونية لوزارة الأوقاف، إضافة إلى نشر عددي شهري رمضان وشوال 1441هـ من مجلتي (منبر الإسلام) و(الفردوس) إلكترونيًّا، واللتان تصدران عن المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، بالإضافة إلى العديد من المقالات التي تنشر بعدد من الجرائد والصحف القومية للأئمة والواعظات.

والوزارة نظمت عددا من المسابقات التشجيعية والتي تمت بالتعاون مع الهيئة الوطنية للصحافة حيث تم إطلاق (3) مسابقات خلال شهر رمضان المبارك 1441هـ على النحو التالي: مسابقة الأوقاف وصحيفة الجمهورية، ومسابقة الأوقاف وصحيفة اللواء الإسلامي، ومسابقة الأوقاف وصحيفة عقيدتي ، هذا بالإضافة إلى مسابقة اللغة العربية للأئمة والواعظات التي نشرت على موقع الوزارة وعدد من المواقع الإلكترونية.

ووزارة الأوقاف تتعاون مع الوزارات والجهات الأخرى، مثل التعاون مع وزارة الشباب والرياضة، حيث تم بث سلسلة (رسائل إيمانية) قدمها للشباب نخبة من شباب أئمة الوزارة، بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة، تم رفعها على البوابة الإلكترونية لوزارة الأوقاف والبوابة الإلكترونية لوزارة الشباب والرياضة.

والوزارة نجحت من خلال التعاون مع وزارة الثقافة في طباعة ثلاثة كتب ضمن سلسة (رؤية) خلال شهر رمضان المبارك هي : (في رحاب فن المقال - الأدب مع سيدنا رسول الله "صلى الله عليه وسلم" - فقه النوازل "كورونا المستجد أنموذجًا") ليصل إجمالي ما تم إصداره ضمن سلسلة رؤية (15) مؤلفًا حتى الآن هي: (فقه الدولة وفقه الجماعة - الحوار الثقافي بين الشرق والغرب - مفاهيم يجب أن تصحح في فقه السيرة والسنة - حماية دور العبادة - الكليات الست - بناء الشخصية الوطنية - ضلالات الإرهابيين وتفنيدها - نعمة الماء .. نحو استخدام رشيد للمياه - مخاطر الإلحاد وسبل المواجهة - بناء الوعي - فقه بناء الدول - الإسلام يتحدث عن نفسه) ، وقد أتاحت وزارة الثقافة هذه الكتب للاطلاع عليها ضمن مبادرة (الثقافة بين إيديك)، كما تم إتاحتها أيضًا على موقع البوابة الإلكترونية لوزارة الأوقاف.

بناء عليه فإن هذا النشاط الديني أدى إلى زيادة عدد المتابعين لموقع وزارة الأوقاف، حيث زاد عدد المتابعين لموقع الوزارة خلال الشهر الفضيل نحو 800 ألف متابع، ليصل إجمالي عدد المتابعين إلى (24.850.515) متابعًا ، كما زاد عدد المشتركين في صفحة الوزارة على فيسبوك نحو ستين ألف مشترك، ليصل إجمالي عدد المشتركين إلى (1.158.000) مشترك.

بناء على كل ما سبق، فإن وزارة الأوقاف سعت وتسعى دائما كغيرها من المؤسسات الدينية لهدم الأفكار المتطرفة، ساعين في كل هذا إلى تحمل الأمانة التي على عاتقهم، ونحو دينهم، ومستقبل وطنهم.