السبت 23 نوفمبر 2024

فن

تنمية الوعي والقدرات الخاصة عند الأطفال ذوي القدرات الفائقة

  • 2-11-2020 | 17:34

طباعة

يعتمد أي مجتمع في نجاحه على النهوض بمقدراته البشرية أولًا بالاهتمام بالعلم والعلماء والمثقفين والساسة والمؤسسات الداعمة لحركات التطور.

ويعد الاستثمار البشري من أهم وأصعب المشروعات التي تتطلب جهدا دءوبًا ووعيًا مكتمل النضوج، وإذا كان هذا المشروع النشء الذي نعول عليه في المستقبل، فلابد أن نُحسن ونُتقن قواعد تنشئته بشكل سليم مع متابعة دقيقة وحريصة لكل كبيرة وصغيرة تقدم له من ثقافة وفنون وآداب.

 

فالطفل كالنبتة التي تحتاج إلى ري مستمر بماء نقي عذب حتى يُكسبه قوة ومتانة ورونقًا جميلًا بعد أن يكبُر ويزدهر ونستطيع أن نجني من خيراته، وذلك يتوقف على المكملات الغذائية التي أضفناها لتلك النبتة.

ويتشكل وعي الطفل لحظة بلحظة عندما يدرك الأشياء المحيطة به من وجوه مبتسمة سعيدة أو مقتضبة حزينة والأصوات العالية المزعجة أو الهادئة الحنونة، فيستكشف عالمه لأول مرة بالإحساس عندما تلمسه يد حانية من أبويه، أو يرى ضحكة أمه وهي تربّت على ظهره وترضعه، يعي الضحك والبكاء يشعر بالأمان فينام يصحو على أصوات الضجيج أو عندما يجوع، حتى يكبر وينطق الحروف ثم الكلمات ويحبو ويتلمس الجدران لينهض ويسير بضع خطوات ويسقط ولكنه لا يمل من إعادة المحاولة حتى ينجح ونصفق له؛ ويزداد وعيًا عندما يتعرف على الصور الملونة في المجلات ويسمع أصوات الحيوانات والطيور ويبدأ في تقليدها ويرى المباني والأشكال والأحجام، ويتطور وعيه السمعي عندما يستمع للأغاني و الموسيقى ويتفاعل معهما بالاهتزاز، ويزداد الوعي أكثر عندما تبدأ الأم في حكي الحواديت ويُترجم وجه الطفل تفاصيل كل أحداث الحدوتة كأنه شاشة عرض لأحداثها الكثيرة قبل أن يخلد للنوم.

كل ما تكلمنا عنه يسهل فعله مع أطفالنا الأسوياء على حسب قدرة استيعابهم وإمكانياتنا المختلفة؛ ولكن كيف نفعل ذلك بوعي ومحبة ورحمة مع أحبابنا ذوي القدرات الخاصة، هذا ما سوف يجيبنا عنه الكاتب الكبير أحمد زحام الذي تخصص في الكتابة لذوي القدرات الخاصة سواء بالكتابة المسرحية أو السردية، وأضاف إلى المكتبة العربية مجموعة كبيرة ومتنوعة في هذا الصدد.

 وصدر له مؤخرًا عن دار المعارف سلسلة من خمسة كتب وهي :

1-            (هادي لا يغضب) ومن العنوان نفهم أن هذا الطفل هادئ لا يغضبه شيء حتى عندما يتساوى في العقاب داخل الفصل، بل هو من يطلب من الجميع أن يعاملوه مثلهم تماما في كل شيء حتى العقاب.

2-            (العصا البيضاء) التي تتحول في يد فاقدي البصر دليلًا ليرشدهم لكل شيء يريدون الوصول إليه، فماذا يحدث لو ضاعت؟

3-            (مقعد زهرة) كل شيء ممكن إذا أردنا أن نجعله كذلك

4-            (ضحى والعصفور الكبير) التفاؤل والأمل حتى لو لم تتحقق الأحلام يكفينا الاستمتاع بالتجربة.

5-            (زغلول تلميذ مجتهد) الاجتهاد صفة يتميز بها كل من أخلص في عمله حتى ولو كان تلميذًا رسالة مهمة يرسيها الكاتب الكبير أحمد زحام في قصصه المتعددة

6-            أولادنا جميعا أسوياء أصحاء لا ينقصهم شيء حتى يحققوا أهدافهم ونجني ثمارهم الطازجة.

 

على كل الجهات المعنية بأدب الطفل من مجلات ودور نشر ومؤسسات ثقافية، أن تفسح وتفتح لهم نوافذها بشكل أكبر حتى يخرج إبداعهم الجميل من خلال قنوات شرعية شاهدة على تطورهم.

ومن الضروري جدا وجود لجنة من كل الفئات العمرية للقراءة داخل المجلات حتى يجد الطفل ما يحبه وينمي وعيه ويحسن إدراكه.

وهناك مبادرة (حقق حلمك) التي تفاعل معها أطفال على مستوى الوطن العربي وأيدها أغلب المهتمين بثقافات أدب الطفل وكان من ضمن أهدافها الأساسية أن يكتب ويرسم ويُحكم الطفل كل ما يقدم له ويضم كل ذلك كتيبٌ يصدر قريبًا إن شاء الله عن دار المفكر العربي، فكل الشكر للكاتب الصحفي الكبير حسام أبو العلا الذي تبنى الفكرة، وكل الود والمحبة لكل من يحاول محو القبح بانتشار الجمال.

 

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة