الثلاثاء 28 مايو 2024

معامل وملاعب وحدائق: هندسة الشيخ زايد... مولود المئوية الثالثة

26-4-2017 | 12:49

تحقيق: أشرف التعلبي

بأقتراب موعد المئوية الثالثة للهندسة ولاستيعاب الاعداد المتزايدة من الطلاب والتخصصات الجديدة فكرت بالتخطيط للمستقبل وبالفعل بدأت بناء حرم جامعى جديد بمدينة ٦ أكتوبر يماثل الجامعات الأجنبية كلية الهندسة بجامعة القاهرة، ليصبح قلعة مضافة لتخريج دفع جديدة من بناة مصر، فرع الكلية بالشيخ زايد، الذى يستوعب أكثر من ٢٨٠٠ ما بين طالب بنظام الفصلين وبرامج الساعات المعتمدة، بالإضافة إلى الوافدين من كل الدول العربية والإفريقية، ليس هذا فقط بل يوجد طلاب من دول أوربية.

يوم دراسى كامل عاشته المصور

تجولت «المصور» برفقة الدكتور السيد تاج الدين عميد كلية الهندسة جامعة القاهرة، والدكتور عبدالخالق عطية رضوان، مفوض العميد بكلية الهندسة فرع الشيخ زايد، رأينا أن فرع الكلية ينقسم إلى جزءين، مبنى ٥١ ومبنى ٦١، مبنى ٥١ هو مبنى تم تصميمه كمدرسة ثانوية صناعية وتم إهداؤه لكلية الهندسة فى عام ٢٠٠٣ وتم تحديثه ليتناسب مع متطلبات الدراسة بعلوم الهندسة، والمبنى ٦١ يأتى ضمن التوسعات التى قامت بها الكلية فى أرض حصلت عليها من وزارة الإسكان بمساحة ٩٥ ألف متر مربع.

شاهدنا أيضا وجود عدد من المعامل والورش من معامل حاسب آلى ومكتبات ومعامل هندسة إنتاج وغيرها، واللافت للنظر وجود مساحات خضراء كبيرة جدا، تجعلك تشعر كأنك فى حديقة وليس مبنى دراسيا، بالإضافة إلى عدد من الملاعب من كرة قدم وصالات تنس طاولة، حيث تبلغ إجمالى مساحات الملاعب والمسطحات الخضراء ما يقرب من ٤٠ ألف متر مربع، بالإضافة إلى وجود ورشة نجارة كبيرة جدا تقوم بصناعة كل الأثاث المكتبى، التى تحتاج إليه كلية الهندسة وجامعة القاهرة، كما يتم توريد وبيع بعض الأثاث للجامعات التى تحتاج.

تحدثنا مع بعض الطلاب وأعضاء هيئة التدريس لمعرفة وجهات نظرهم فى كلية الهندسة وما الذى يحتاجونه، كما استمع عميد الكلية لشكوى بعض الطلاب من بعض الأمور وعلى الفور اتخذ خطوات لحلها.

فى البداية يقول الدكتور عبدالخالق عطية رضوان، مفوض العميد بكلية الهندسة فرع الشيخ زايد: إن تاريخ فرع كلية الهندسة بالشيخ زايد يرجع الى عام ٢٠٠٢ عندما كان مدرسة ثانوية صناعية نظام الخمس سنوات، والمدرسة لم تعمل وقتها؛ لأن تعداد السكان بالشيخ زايد كان قليلا جدا وبالتالى كان لا يوجد طلاب؛ حيث إن مساحة المدرسة ٧ أفدنة تقريبا، وكانت مجهزة من معامل وفصول على أنها مدرسة، وبذلك تم التفكير فى منح هذا المبنى هدية لكلية الهندسة للاستفادة منه، وتم التنسيق بين وزير الإسكان وبين الدكتور على عبدالرحمن عميد الكلية وقتها؛ حيث إن هذا المبنى به ٣٥ فصلا، سعة الفصل ٤٠ طالبا تقريبا، وهناك بعض الورش وهى مجهزة جيدا، وبالتالى كانت الفكرة نواة ويمكن تطويرها لتناسب كلية الهندسة، وبالفعل تم الاتفاق وتسلمنا المبنى فى عام ٢٠٠٣، الذى نطلق عليه مبنى ٥١ وهو مبنى المدرسة.

وأضاف: الآن الفرع ينقسم لجزءين جزء ٥١ وجزء ٦١ الذى تم استلامه كهدية وهو عبارة عن أرض حوالى ٥٩ ألف متر، حتى نقوم ببناء مدرجات وبعض المعامل حتى يتناسب الفرع مع أقسام كلية الهندسة، ثم تم التفاوض بين الإسكان والكلية، وبالفعل تم نقل ملكية الفرع بالكامل من مبنى وأجهزة لكلية الهندسة؛ حيث كان التفكير أن هناك تكدسا كبيرا فى كلية الهندسة بالجيزة؛ حيث إن عدد الطلاب يصل إلى ١٥ ألف طالب، وكان ضروريا من منفذ الكلية حتى يتناسب مع عدد الطلاب، فكان هذا العرض مناسبا وجاء فى وقته، وتم التفكير جيدا فى اختيار من سيتم نقلهم للفرع هل أقسام أم فرق وماذا عن نقل المعامل.. عملية النقل كانت ليست سهلة، وتم طرح عدة بدائل، وبالفعل تم الاتفاق على تخصيص الفرع لفرقة إعدادى بالكامل أى حوالى ٢٥٠٠ طالب سنويا، والبداية كانت نقلا جزئيا من خلال حضور هؤلاء الطلاب يومين فقط فى الأسبوع، وتم نقل بعض المقررات مثل الرسم الهندسى، وهندسة الإنتاج، والرياضيات، والحاسب الآلي، تقريبا ١/٥ عدد طلاب إعدادي، فى الوقت الذى كنا نعد فيه مبنى المدرجات والذى تم استلامه عام ٢٠٠٧/ ٢٠٠٨، ثم تم نقل دفعة إعدادى بالكامل، ووضعنا ذلك فى قائمة الكليات بمكتب التنسيق، ليعرف الطالب أنه سيدرس بفرع الكلية بالشيخ زايد، ليعرف أن موقع الدراسة سيكون بالشيخ زايد وهو المكان الذى سيتعايش معه، ومن وقتها أصبح الشيخ زايد لدفعة إعدادى بشكل كامل من دراسة وتدريب ومعامل وغيره، ثم يستكمل بكلية الهندسة بالجيزة من الفرقة الأولى حتى الرابعة.

كما أوضح «مفوض العميد بكلية الهندسة فرع الشيخ زايد» أنه تم إنشاء مبنى المدرجات (وهو مبنى تعليمى يتكون من أرضى ودورين متكررين)، وهو ضمن مجموعة مبانٍ يتم إنشاؤها تباعاً على قطعة الأرض المخصصة لكلية الهندسة ومساحتها حوالى ستون ألف متر مربع لفرع الكلية بالشيخ زايد، وجارٍ استكمال تصميم وبناء باقى المبانى والاستراحات لدعم الخدمة التعليمية بها.

مرددا: وتسهيلا على الطلاب تم التعاقد على أتوبيسات لنقل الطلاب من عدة محطات بالقاهرة والجيزة لفرع الكلية بالشيخ زايد، تقريبا ٢٤ أتوبيسا من أمام مبنى الجامعة بالجيزة، ومن محطة رمسيس والكيت كات والهرم والمعادى لتغطية التوزيع الجغرافى الذى تتبعه الجامعة، والكلية تتحمل جزءا من التكاليف والطالب جزء، وفى كل أتوبيس مشرف.

وأوضح «أستاذ هندسة الإنتاج والمواد» أن عدد الطلاب بشكل مفصل ٢٢٠٠ طالب بنظام الفصلين، بالإضافة إلى ٤٠٠ طالب فى برامج الساعات المعتمدة، بالإضافة إلى ٢٠٠ وافد، وأول ملاحظة بالنسبة للوافدين أن الدول العربية متصدرة، ثم الدول الإفريقية، وتقريبا العدد متوازن، والدول الإفريقية غالبيتهم من الدول الناطقة العربية، وهناك بعض الطلاب من الدول الأوربية، والعام الماضى كان هناك ٢ من السويد و٢ من روسيا؛ حيث إن الدولة تحرص فى الوافدين ان معظمهم منح دراسية؛ لأنهم سوف يكونون سفراء لمصر فيما بعد، ولها مردود على مصر وعلاقتها.

مشيرا إلى أن أكبر عدد للوافدين بالفرع من السعودية وفلسطين وسوريا والسودان وجنوب السودان وغيرها، وحدث شيء طيب جدا العام الماضى؛ حيث إن المملكة العربية السعودية طلبت من كل طلابها الموجودين فى الخارج أن يدرسوا فى مصر، وهذه ظاهرة وثقة من الدول العربية فى التعليم المصري، حيث يوجد طيف من الوافدين سفراء لمصر بدولهم، وسوف نجنى هذا فى توطيد العلاقات مع مصر، ومصر رائدة فى التعليم الجامعى بين الوطن العربى وإفريقيا، وأعضاء هيئة التدريس منتشرون فى كل الوطن العربي.

وعن المعامل قال: يوجد عدد من المعامل لكل علم من العلوم الخاصة بالهندسة، حوالى ٢٠ معملا فى مختلف التخصصات، ومجهزة بشكل حديث، حتى إذا أراد الطالب أو الباحث استكمال الدراسة فى الخارج لا يجد فرقا.

وعما يميز فرع كلية الهندسة بالشيخ زايد، أكد أن أول إيجابية تنعكس على الطلاب بالفرع هى المساحات الخضراء فى كل مكان، وحرصا على أن تكون هذه المساحات كبيرة جدا، حتى يتعايش الطالب فى بيئة مريحة جدا، كما أن الهندسة ليست محاضرات ومعامل فقط، لكن نحتاج إلى تطبيق ذلك على أرض الواقع، حتى لا يصطدم الطالب بعد تخريجه بالواقع، فكان لابد من رؤية الواقع وهو يدرس، فتم عمل بعض المشروعات البحثية، وفرع الشيخ زايد قدم المساحة لهذه المشروعات، منها مشروعا طاقة شمسية، الأول كان ممولا من أكاديمية البحث العلمي، بملبغ ٤ ملايين جنيه واستمر العمل عامين، واشتغلت المحطة، ولها مردود على وزارة الكهرباء كبحث علمى مفيد، من حيث التصنيع المحلى لمكونات المحطة وبالفعل نجحنا فى هذا، حيث تم تنفيذها بأيادى مصريين وبخامات مصرية بنسبة ٩٠٪، وكانت هذه البداية لصناعة ألواح الطاقة الشمسية، والتى نجحنا فيها بنسبة كبيرة جدا، ونعمل الآن فى مشروعات لاستكمال للمشروع لتوفير الكهرباء ونستطيع الاعتماد فى الفرع على الطاقة الشمسية، والمحطة الثانية تم الانتهاء منها بنسبة ٨٠٪.

مضيفا: توجد مكتبتان، مكتبة فى كل جزء تسهيلا على الطلاب، مدعومة بأجهزة حاسب آلى بالمكتبة، كما يوجد عدد من الفنيين والعاملين لتقديم الخدمات كافة للطلاب من تنظيم ونظافة وغيره، بالإضافة إلى وجود كافتيريا بالفرع ليجد الطالب الغذاء المناسب، ويحدث نوع من التواصل بين الطلاب من خلال الجانب الاجتماعي، بالإضافة إلى وجود بعض الملاعب، وأيضا توجد صالتان بمساحة كبيرة لتنس الطاولة، وأيضا يوجد كرة قدم وسلة، كما يوجد أيضا نشاط ثقافى من خلال إقامة مسابقات فى النحت والرسم والتصوير وغيرها، ونقوم بعمل معارض ونقدم جوائز قيمة لتشجيع الطلاب.

وعن الخطة المستقبلية للفرع، يقول: الخطة القريبة وبدأنا فيها العمل وهى التوسع فى المباني، حيث سنقوم ببناء دور رابع للمبانى لإضافة صالات بمساحات كبيرة جدا؛ لأن عدد الصالات محدود، وأيضا معامل، بالإضافة إلى استعدادنا إلى الزيادة الطبيعية فى عدد الطلاب بمرور الوقت.