الثلاثاء 21 مايو 2024

الشعراوي.. العلم وسيلة التربية

كنوزنا3-11-2020 | 17:34

يؤكد فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى على أهمية التربية الإسلامية طبقاً للقرآن وأحاديث الرسول...

ونتاجها أن يحسن المربى كيف يأخذ من أقصر طريق إلى موقع الحق أى فى أية قضية من القضايا وقال:

إن العلم هو الذى ينقل تجارب الحياة نقلاً أميناً صادقاً إذن العلم هو وسيلة، ولكن العلم حين يربى يحارب أمرين هما الأمية والجهالة ودوره فى محاربة الأمية أقل خطراً من دوره فى محاربة الجهالة، ولعل المسلمين فى معرفة حقيقة الألفاظ يظنون أن الجهالة هى ألا تعلم وهى والأمية  سواء ـ لا ـ أن الجهالة شىء والأمية شىء آخر.. الأمية هى ألا يعلم الإنسان نسبة ما فيقال له أمى يعنى كما ولد من بطن أمه كما  قال الله تعالى "والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا"..  ثم ذكر وسائل العلم السمع والبصر والفؤاد ولكن الجهالة أن تعرف نسبة الخطأ، وهنا يكون علاج الجهالة أقسى من علاج  الأمية، لأن علاج الجهالة يتطلب مجهودين؛ الأول أن تزيح من نفسه ما أدرك من خطأ، والثانى تقرر فى نفسه المقابل وهو الحق وأن القيم الإسلامية  تتدخل فى القضايا التربوية بهدف الوصول إلى حلول مستقيمة لا إعوجاج فيها.

إن الدين قيد المحبوب للمحب والمحبوب هو الإنسان والمحب هو الله قيد التكليف يتحمل أمانة أدب الدعوة إلى الإسلام بالحسنى وبالقول الحسن. وفترة الشباب هى الفترة الحرجة التى لم تجعل الشباب مجرباً يعود إلى الحق ولم تجعله خاليا من نقيض يعارض هذا الحق، ولذلك ستتجه عناية القائمين على أمر الدعوة إلى هذا الشباب اتجاهاً حكيماً يعالج طموحاته حتى لا ينحرف إلى ما يزين له من مبادئ وافدة ومذاهب منحرفة لا على أساس شرح هذه المذاهب شرحاً أميناً نزيهاً ثم مقابلتها بما شرع الله حتى يستطيع الشباب أن يحكم بنفسه.

ولكل جيل من أجيال المجتمع غذاءه ولكل مستوى من مستويات العقول خطاب ومهمة المسجد هى توعية رواده توعية تتصل بكل حياتهم على ضوء ما يفيض به الدين ويتطلبه شرع الله.

الصوم تكريم لنزول القرآن:

كرّم الله شهر رمضان بأن جعله زمناً لنزول كتابه المعجز الخالد الذى وضع منهج حركة الحياة للأرض كلها بسائر أجناسها، وإذا كان هذا الزمن قد كرم  هذا التكريم فوجب أن نستقبل هذا الشهر استقبالا يناسب هذا التكريم.

الله جعل صيام رمضان ركناً من أركان الإسلام التى بنى عليها الإسلام وهى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت، ويجب أن نفهم أولاً أن الاركان ليست هى الإسلام وإنما هى الأسس التى بنى عليها الإسلام.

إذن الإسلام ليس مقصوراً على هذه الأركان وإنما هى الأسس التى تبنى عليها مطلوبات الإسلام لتنظيم حركة الحياة، وإذا نظرنا إلى هذا الشهر الكريم وجدنا له خصوصية نزول القرآن وخصوصية كونه الركن الوحيد الذى لم يتعبد به البشر لبشر أبدا، وترتب على هذا قول الله تعالى فى الحديث القدسى: "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لى وأنا أجزى به"

ويوضح شيخنا الجليل أن المناسبات الدينية يجب ألا يعيشها زمانها وإنما جعلت لنعيشها فى كل زمن؛ لأن الله يريد أن يشيع صفاؤه فى كل زمن  وهذا المعنى نجده فى الصوم بأن المسلم ينطبع بمنهج الله فيقبل على أشياء وينتهى عن أشياء كما أمره الله، فتصبح هذه الأوامر والنواهى عادة عنده فلا يفكر مسلم أن يشرب خمراً ولا يزنى ولا يرتشى ولايكذب حتى تصبح عادة رتيبة عنده تأتى بلا مشقة ولا تكلف وأراد الله بذلك أن يديم على الإنسان لذة التكليف فيعمل المؤمن الطاعات ويعتبرها عادة لذيذة.

نقلا عن مجلة المصور