الجمعة 17 مايو 2024

الشعراوى وزيراً

كنوزنا3-11-2020 | 17:34

عندما قام ممدوح سالم بتشكيل الوزارة اختار فضيلة الإمام الشعراوى للأوقاف وكان يعمل أستاذا بكلية الشريعة فى مكة المكرمة واضطر للنزول إلى مصر ليتولى مسئولية وزارة الأوقاف وكان الشيخ الجليل عبد الحليم محمود وزير الأزهر وكان يقول الشعراوى: 

"ومثل هذا الوضع المزدوج لا يستقيم معه العمل لا فى الأزهر ولا فى الأوقاف وهناك أشياء كثيرة فى حاجة إلى تصحيح"  ووعده ممدوح سالم بأن عليه أن يكتب مذكرة بخصوص ما يراه واجباً للإصلاح وسيدافع عنها.

وقال الشيخ: 

"وكان الشيخ عبد الحليم محمود رحمه الله هو شيخ الأزهر وكنت أحبه وأقدره وأجله لعلمه وخلقه وكنت لا أقبل ولا أسمح لنفسى أن يرسل لى بالقرارات التى يريد تنفيذها لكى أوقعها له باعتبارى الوزير حسب ما تقوله اللائحة. كنت لا أقبل أن يرسل لى الشيخ عبد الحليم محمود شيخ الأزهر  بالقرارات إلى مكتبى فى الوزارة لكى أوقعها له وقلت له "يا مولانا كل القرارات تبقى عندك وأنا الذى أحضر إليك لكى أوقعها" واتفقت معه على أن اذهب إليه فى يوم محدد كل أسبوع لأوقع له القرارات.. وهذا الوضع  المقلوب حاولت إصلاحه فى المذكرة التى كتبتها وطالبت فيها بـ:

ـ أن يكون شيخ الأزهر نائباً لرئيس الجمهورية.

ـ لا يحال إلى المعاش مهما تقدمت به السن ولا يقيله أحد.

وأكد فضيلة الشيخ الشعراوى فى حديث له فى مجلة "المصور" فى 26/ 1/ 1996 أنه أنفق كل ما كان معه من مدخرات فى الفترة التى عمل فيها وزيراً  وكان راتبه كوزير للأوقاف وشئون الأزهر (270) جنيهاً وكان ينفق ما جمعه من عمله فى السعودية على احتياجاته فى الوزارة ويقول:

"وكنت أجد نفسى فى مأزق عندما يحضر وفد من الخارج ويتحتم علىّ أن أدعوه على الغداء أو العشاء، فالوزارة ليس فيها فلوس وكان صديقى الحاج أحمد أبوشقرة يرفع عنى الحرج ويتحمل هو دعوة وفود الوزارة" ومن الأصدقاء المقربين للشيخ سيد جلال وكان الشيخ يحرص دائما على أن يذكر اسمه مسبوقا بكلمة عم سيد ويقول: عم سيد جلال هو الذى الغى البغاء الرسمى وأغلق بيوت الدعارة عام 1947 وكان نائباً فى البرلمان وكان عضواً فى مجلس النواب سنة 1945  عن دائرة باب الشعرية وهى الدائرة التى ارتبطت باسمه على مدى سنوات طويلة  قبل الثورة وبعد الثورة.

وكان حسن راتب من أعز أصدقائه وكان يستريح كثيرا فى ضيافة حسن راتب فى قرية "سما العريش" وفى رحلات علاجه كانت ترافقه ابنته فاطمة التى تصحبه عادة فى كل رحلاته العلاجية وأحد أصحابه وهو صلاح موسى وكان ينتظره فى رحلته العلاجية إلى أمريكا الدكتور عبد العزيز حجازى رئيس الوزراء الأسبق وعادل أغا، وهو رجل أعمال سورى يعيش فى أمريكا وهو الذى تبرع بالملايين لكسوة نزلاء مستشفى الأمراض العقلية  وهو من المحبين لعمل الخير.


نقلا عن مجلة المصور