الثلاثاء 21 مايو 2024

الشعراوي والإخوان المسلمين

كنوزنا3-11-2020 | 17:34

فى 12 مارس 1982 التقى "المصور" مع الشيخ متولى الشعراوى فى حوار الأسبوع وقد أكد فضيلته أن أول منشور للشهيد حسن البنا سنة 1937 مكتوبة بخط  يدى ومن إنشائى، لكننى اختلفت مع الإخوان المسلمين وأسألوا فى هذه الواقعة الشيخ الباقورى.

وتحدث عن الداعية ودوره والاجتهاد فى الإسلام والأمور التى يجب الاجتهاد فيها والأمور التى لا يصح أن يقترب منها الاجتهاد وتحدث عن الشيوعية والرأسمالية، وقد وضح فى بداية حديثه أن العقول البشرية أجمل من أن تختلف فى أمور تجتمع على مقدماتها، ولكن الخلاف إنما ينشأ فى النتائج لاضطرابنا فى فهم المقدمات، فإذا ما اتفقنا على المقدمات أمكننا بعد ذلك أن توجد للفكر أرضية يقف عليها لأننى كما قلت اُجِل عقلى أن يختلف فى أمر له أرضية يتفق عليها، وكل ما يظهر من الخلاف حين توجد هذه الأرضية إنما نسميه نحن اختلاف وجهة النظر أو انفكاك الجهة.

حين نتكلم عن دورى أنا وما أرجوه وما آمله وما وسائلى فى هذا الدور أقول إن دورى أنا هو استكمال إيمانى أولاً، ومعنى استكمال إيمانى أن هناك قضية من قضايا الدين تقول "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" فإذا كنت قد ذقت شيئاً من حلاوة هذا الدين الذى آمنت به فإن من كمال إيمانى أن أنقل هذه الحلاوة إلى سواى.. هذه أولا قضية شخصية وبعد ذلك ننتقل إلى دورى.. إن كل مريد للإصلاح يكون أنانياً أيضاً قد يظهر فى مظهر الإيثار ولكنه فى الحقيقة الواقعة مظهر الأثرة والأنانية لماذا؟ لأن المُصلح لا يتحرك للإصلاح إلا إذا كان رأى فساداً قدمه فمن الخير لنفسه ألا يوجد فساد.. فحين يحارب الفساد فى أى مظهر من المظاهر لا نقول إنه يُصلح المجتمع فقط ولكنه يريد أن يكسب من هذا وأن يستريح لأن الإنسان حين يكون مستقيم السلوك يريح غيره، وغيره إن كان غير مستقيم السلوك يتعبه، إذن من صالحى أنا أن يكون الكل مستقيم السلوك.. إذن فصوت الإصلاح فى كل مجال من مجالاته يُعتبر حباً للخير فى ذات النفس.. الدين أيضاً يئول إلى هذا حين يريد الله منى أن أوثرغيرى بالخير لأنه يمنينى بشىء أحلى منه يريد منى، مثلاً أن أنفق قرشاً ليعطينى عشرة فهنا الإيثار.. يريد منى أن أضحى بنعيم له فترة محدودة لأنه يعطينى نعيماً بلا حدود... إذن لكل دعوة للإصلاح لا تنبع من غير رغبة للذات ولكن الخير المرغوب للذات يجب أن يكون خيراً مثالياً.


قوانين البشر تغيرها الأحداث 


وليس خيراً عاجلاً لأننى قد أطلب الخير لنفسى وبعد ذلك سيأتى الشر فإذن كل دور المصلح إنما هو استكمال ذاتيته الإيمانية، نقول له إنك تريد أن تعيش فى مجتمع طاهر مجتمع نظيف مجتمع راقٍ.. مجتمع له مثله العليا لترتاح أنت، فإذا ما كان الأمر كذلك فيصبح حمقاً من أى واحد ألا يكون فى دور المصلح لأنه يُفوِت على نفسه أشياء كثيرة ويشقى بشرور المجتمع ولكنه إن أراد أن يعرف خيراً فلينقل خيراً، وبذلك يكون للعلم ميزته فنقل العلم إلى الغير يعطينا صورة كريمة لأنه عندما أنقُل العلم للغير أريد من الغير أن يسوى حياته على ضوء ما علم فأنا الذى أستفيد لأن المجتمع استفاد من العلم عندى وأنا لم أستفد من جهله.. أنا بالعكس شقيت بجهله فمن الخير أن أعلمه والحق سبحانه وتعالى حينما خلق خلقه ونحن نتكلم على اننا مخلوقون لله بغير هذه الأرضية نتفق عليها أولا ومتفقون أيضا على أننا آمنا برسالات السماء ومتفقون أيضاً على أن هناك رسالة جاءت هى رسالة خاتمة وهى رسالة الإسلام إذا اتفقنا على ذلك، فنحن نريد أن ننظر إلى المسألة نظرة تحدد لنا مواقع صراعات الرأى ومواقع تحككات الرأى.

وهناك فرق بين احتكاك رأى برأى وفرق بين تحكم رأى برأى.. الاحتكاك يخرج شرارة، ولكن التحكم يوارى أى يغطى وعندما أجد كل شىء يقول اتحككنا أى طمسنا القضية ولكن المطلوب فى الإسلام إننا نحتك ولكن نحتك فى ماذا؟ هل نحتك فى كل شىء؟... لا... إنما نحتك فيما سمح لنا المُشرِّع الذى أسلمنا زماننا له أن نحتك فيه فالحياة فيها قضايا يجب أن تكون أصيلة قضايا أصيلة مسيطرة لا لرأيى ولا لرأيك لأن الأديان إنما جاءت لتعصمنى من رأيك وتعصمك من رأيى "ولو إتبع الحق أهواءهم لفسدت السموات والأرض" فالذى يفسد الآراء هو الهوى والقضايا الأصيلة التى ليس لنا فيها أى عمل أبداً ضمَّنها الله فى تشريعه فى شىء إسمه المُحكَم لأنه لو ترك كل أمر لاجتهادنا لأدخلنا الغاية فى الصراعات فكان لابد أن يأتى بأصول، هذه الأصول غير محكومة لا لهَوايا ولا هَواك ولا لعقلى ولا لعقلك لماذا؟ لأن العقل يأخذ حصيلة تجارب ناقصة مستواه الثقافى محدود والذى يدل على ذلك أن الناس الذين ارتضوا أن يسووا حياتهم بقوانين من عندهم لا تنضج القوانين عندهم مرة واحدة فهم يصنعون القوانين وعند تطبيقها يجدون أن هناك عثرات فيحاولون تعديلها ويحاولون تغييرها لأن المُشرَّع ساعة شرَّع غاب عن ذهنه أولاً ما يئول إليه التطوير ولكن الذى شرَّع فى القضايا الأصيلة هو عالم الغيب ولا يوجد شىء يغيب عنه إذا شرَّع تشريعاً فى القضايا الأصيلة يصبح من غير الممكن أن يجئ عليه إستدراك من واقع المجتمع لكن قوانين البشر يأتى المجتمع بأحداثه ويضغط بهذه الأحداث فيضطرهم إلى أن يغيروا ولكن بعد ماذا؟ بعد ما يكون المجتمع قد شقى بتجربة الأحداث، فالإسلام إنما جاء ليعصمنى من هذه المسألة إذن فالأصول ضمَّنها الله لنا أما الشئ الذى لا يضر إن إختلفتم فقد تركه الله لكم ولكن للاجتهاد فيه ولكن الذى يحدث أن كل واحد يعتبر أن رأيه هو الصواب ورأى غيره هو الخطأ.. تقول له لا... لو أراده الله واحداً لجعله من المُحكم الذى لا اجتهاد فيه أبدا ولكن تركه محتمل الاجتهاد احترام بما يؤول إليه أى اجتهاد ولذلك إذا اختلفنا فأنت تفعل هذا جائز، ولكن الذى يحدث الفجوة بيننا ماذا؟ هو أنك إذا علمت هذا أقول لك إنك كافر إنك قاصر.. أقول له لا... لو كانت المسألة بهذا الشكل فأنت بذلك تُضيع على المُشرَّع حكمه فى أن يترك شيئاً لتجتهده ولذلك إذا نظرت إلى التشريع تجد المحكمات جاء بها صريحة لا تحتمل لا رأيى ولا رأيك ولكن الأمر الذى يحتمل رأيى ورأيك تركه الله لنبين للناس بمقدار اجتهادنا فيه. 


لو لم يحددها الله لاختلفنا فيها!


ولكننا نسمع من يقول كلامك فى الاجتهاد يحتمل أن يكون حقاً ويحتمل أن يكون باطلاً وكلام غيرك فى نظرك باطل ولكنه يحتمل أن يكون حقاً ويبقى الذى يقول هذا يصح والذى يقول ذلك يصح وأنا دائماً عندى مثل أضربه الوضوء هو مدخل العبادة الأولى وهى الصلاة حين أراد الله أن يهيئنا نفسياً للصلاة اُمرت بالوضوء ماذا قال؟ قال إذا قمتم للصلاة فإغسلوا وجوهكم وأيدَيكم إلى المرافق يعنى الأيدى داخلة فى الأمر بالغسل؛ أى أن الأمر ينصب على غسل الوجوه والأيدى إلى المرافق المغسول فى الأول الوجه والمغسول فى الثانى الأيدى.. الوجه لم ترد فيه غاية.. إغسلوا وجوهكم.. والأيدى جاءت فيها غاية "إلى المرافق" كان الله يريد حكماً محدداً لكن الوجه عندما لم يوجد فى اللغة ما يختلف عليه فيه.. لأن الوجه معروف بالاتفاق إذن فليس عليه خلاف ولكن الأيدى فيها خلاف والله يريد ألا يدخل الخلاف فى هذه، فقال أيديكم إلى المرافق لو لم يجئ بالغاية إلى المرافق هنا لجاء من يقول أن الأيدى تطلق على الكف أو إلى الكوع أو إلى الكتف وكنا نقول إنه احتمال وارد ولكن الله لا يريده احتمالاً ويريده إلى المرافق... إذن حين أراد أن يحدد لم يعجزه الأسلوب الذى يحدد به وبعد ذلك جاء إمسحوا برءوسكم فلماذا لم يقل إمسحوا رءوسكم كما قال إغسلوا وجوهكم ولماذا لم يحدد مقدار ما يمسح من الرأس... إذن الإطلاق هنا يدل على أن أى رأى يحتمله النص مقبول عند الله.. الباء هنا للإستعانة... إذن فالأمر الذى يَرِد فيه الاجتهاد يُحترم اجتهاد الفرد فيه ولكن الأمر الذى يحدث فيه فساد بالاجتهاد يحكم 

إن آفتنا أن القوم المتحررين دينياً يريدون أن يخضعوا كل شىء للإجتهاد تقول لهم أنتم الإثنين مخطئين فمعنى إجتهاد هو أن تبذل جهد أو أن تبذل وسع الجهد فى أن تعرف الرأى وهذا لا يعنى أنها تحتاج إلى بحث ولكن المحكمات غاية النفس، والعالم لا يفسد بأى رأى من الآراء فى المسموح فيه بالاجتهاد ولكنه يفسد بالأول فالذى يفسد به أولا هو الذى قال لك لا أنا الذى سأتحمله. شىء آخر أن أناسا يريدون أن يخضعوا قضايا الدين إلى "أنتم أعلم بشئون دنياكم" كل شىء يريدون أن يدخلوا فيه هذا الحديث علينا أن نفهم ميلاد الحديث.... الحديث ورد فى أمر علمى تجريبى وأمر التجربة ليس منوطاً بالسماء، أمر التجربة منوط بالأسباب والمسببات المادية لأن الله ضمن أنه لا يدخله الهوى التجربة المادية لا يدخلها الهوى العالم يدخل معمله التجريبى وليس له هوى فى نفسه إلا أن يصل إلى الحقيقة وما هى الحقيقة؟ هى ما تهدى إليه العناصر الصماء والتفاعلات لا يدخل إليه الهوى أبداً فكان الله ضمن فى التجربة المادية ألا يدخلها الهوى ولكن فى الأمور النظرية يأتى الهوى فتحمل الأمور النظرية التى يختلف فيها الهوى ولكنه قسَّمها قسمين قسم يتدخل فيه تدخلاً لا يسمح لكم بالإجتهاد فيه وقسم آخر من أجل أن يعطيكم حرية البحث فيه حتى لا تكونوا قوالب حديدية وأخذ التكليفات على أنها هكذا. 

ولكن ليصبح عندك حيوية حركية وحيوية إختيار حيوية إختيار بديلات ولكن التجربة المادية هذه يستوى فيها الناس لا أحد يختلف فيها لماذا؟ لأن الهوى لا يدخل فيها ولأن الحاكم هو التجربة المعملية ولذلك فأنا أقول دائماً إننا نلاحظ أن هناك معسكرين الآن معسكر شرقى روسى والمعسكر الغربى الرأسمالى وهذان المعسكران على طرفى نقيض فى الكلام النظرى فقط إنما فى الأمور المادية هل هناك كهرباء روسى وكهرباء أمريكى؟  أبداً بل بالعكس المعسكر الروسى يريد أن يسرق ما عندهم من تجار بمادية والعكس صحيح ولكن فى المسائل النظرية نجد سداً حديدياً يمنع ذلك فهذه يمنعوها والأخرى يسرقوها وهذا دليل على أن مسألة التجربة المادية غير مدخل إلا أن تستقبل بفكر الله الذى خلقه لك مادة الله الذى خلقها لك بالطاقة المخلوقة لك وما تنتجه هذه التجارب إما أن هذا مٌلحِد أو شيوعى أو كافر فهذه قضية لا يصح أن نتدخل فيها. 


التعصب هو جبروت الضعيف 


يجئ واحد يحكى ليقول.. نبيكم مُحمد قال أنتم أبصر بشئون دنياكم.. وهى التجارب المعملية التى أنت حر فيها وبذلك وضع الإسلام مبدأ العلم التجريبى ولكن الأمور النظرية التى تختلف فيها الأهواء يحملها الله شكلين؛ الشكل الأول شكل مُحكَم إن اختلفنا فيه لا نتعب وإن كنا سنتعب من ناحية التعصب والتعصب كما نقول دائماً أنه جبروت الضعيف، إذن فيجب أن نستقبل قضايا الإسلام على أن الإسلام معناه أولاً أسلم يقتضى مسلماً وهو الإنسان ومُسلماً إليه ومسلماً فيه أنا لا أسلم نفسى إلى مساوٍ من البشر وإنما لا أسلم زمامى إلا لمن أثق أنه أقدر منى وأحكم فكذلك أنا حين أسلم زمامى أقول إننى أسلمت زمامى إلى أقدر منا جميعاً وأحكم.

هذا هو معنى الإسلام... إسلامى إننى ألقى زمامى بيدى للحق سبحانه وتعالى وكل عملى أن أوثق ما صدر عن الله وصدر عن رسول الله الذى هو المُشرَّع الثانى عند هذا الحد انتهت المسالة. تأمل دقة الرسول عليه السلام، تأمل الشجاعة الإيمانية فى أن النبى هو الذى أشار بألا يلقحوا النخيل، حيث قال لهم إن لم تفعلوا فإنه أيضاً يصلح بدون تلقيح فلم يفعلوا ولم يصلح تأمل كيف تحمل التجربة وكأنه يريد أن يقول فى أمر التجربة المعملية المادية لا تقبلوا حتى كلام محمد بن عبد الله هل هناك أكثر من هذا؟ ولكن فى الأمور اللاهوائية نجد فى الواقع أنه أعطانا منطقاً يؤيد الواقع.. كيف؟ اُنظر إلى المسائل النظرية التى إختلفوا فيها ثم اُنظر إلى المسائل المادية تجد أن صاحب المسائل المادية هذه هو العالم المعملى الذى لا يعلم الناس شقاءه الذى يعيشه وهو وحده ولا أحد يدرى به ويمكن أن يزهد عن أكله وشربه وهندامه من أجل تجربة يقوم بها ولا يشعر الناس به إلا عندما تنتهى التجربة إلى مبتكر أو مخترع أو شىء جديد ثم نبدأ نحن نحصل على خير التجربة ولكن من الذى شقى بها هو وحده هو فى معمله ولكن التجربة فى الكلام النظرى ينعم بها صاحبها ويشقى بها المجتمع إلى أن يثبت أن كلامه ضار أو يجئ شخص آخر يغير من كلامه إذن لقد تحمل الله عنا ما يشقى.

صحيح أن التجارب سترغمكم فيما بعد على أن تصلوا إلى ما يريد الله ولكنه أراد أن يريحكم عناء التجربة لأنه رب وخالقن ولا يوجد صانع يريد أن يحطم صنعته كل صانع يحب صنعته ولذلك فقد منع عنها المسائل الهوائية وأباح لها الإجتهاد والإجتهاد يعنى أن هذا جائز وهذا جائز.. لماذا؟  لأن الاتفاق وقد قلت عنه مرة أن دوام الإتفاق نفاق وكثرة الخلاف اعتساف وهل يعقل أن أختلف معك فى كل شىء هذا غير ممكن بالطبع لأن ذلك معناه أننا نتعسف مع بعضنا وهل يعقل أننى أوافقك على كل شىء؟.. طالما أنت أنت وأنا أنا إذن فلكل منا أشياء نتفق فيها وأشياء نختلف فيها نحن قد نكون فى سن واحدة وفى مستوى مالى وإجتماعى واحد وندخل لنشترى بدلة أو جلابية أنت لك لون وأنا لى لون! 

تأمل أيضاً تمهيد الخواطر هناك المهندس الذى صمم لونى وإختلف مع المهندس الذى صمم لونك... إن الإسلام لا يمنع أن العقل البشرى قد يهتدى إلى قضية جاء بها الإسلام لا يمنعها ولكن بعد ماذا؟ بعد آلام التجارب... ولذلك أنا سُئلت وأنا فى أمريكا سؤالاً يقول إن القران يقول "أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله" ونحن للآن نرى أنه مازال هناك المسيحى والملحد واليهودى وليس هناك دين أظهر على بقية الأديان؟ فقلت لهم أنكم لو فهمتم القرآن بالعقلية العربية والملكة العربية ما كنتم سألتم هذا السؤال لأنه يقول ليظهره على الدين كله لو كره الكافرون: ولو كره المشركون آيتين... إذن سيظهره وهناك كاره ولكن عندما لا يوجد كاره من الكافرين أو كاره من المشركين أى الكل من المؤمنين فما معنى يظهره إذن؟  أظهره بمعنى جعله يغلبه إذن يغلبه تعنى أن هناك صراعاً ولكن لو وُجِد الإيمان من الطرف الثانى فإن الصراع ينتفى.

وقلت لهم أنتم تهتدون الآن من نوع واقع التجربة فى مجتمعاتكم إلى بعض القضايا فتحلونها حلا بشرياً فنجد أن الحل البشرى ملتقى مع الإسلام وهذا هو الإسلام لأنكم دخلتم مع الإسلام فى صراع ثم أضطررتم أنتم مع بقائكم على قصوركم وشرككم إلى أن تأخذوه ولكن هل أخذتموه على أنه إسلام أم على أنه حل للمعضلة ؟.. إذن فلنظهره على الدين كله تعنى أنه ستثبت لكم الأيام من الأحداث والتجارب أن قضايا الإسلام أحكم وسيضطر إليها الناس ولو كرهوا ويعملوا بها على أنها ليست ديناً مثل الذين كانوا يحاربون الطلاق ثم لجأوا إليه وكذلك فى كل القضايا الأخرى من الربا والخمر اُنظر كم تصرف أمريكا من أجل محاربة كل هذه الأمور الآن؟

وهم يفعلون ذلك ليس لأن الإسلام قد نهى عنه إنما يفعلونه لأنه سيخرجهم من متاعبهم إذن لنظهره على الدين كله بمعنى أن يجعل حُكمَهُ غالب من غير مؤمن به إدعى إلى الثقة به أكبر من أن يكون مؤمناً به.. لأنه لا يفعله تديناً وموعظة إنما فعله لأنه يُريحه إذن يجب أن نستقبل الإسلام بالنسبة لأصول الحكم أو بالنسبة لأى شىء على إننا سلمنا زمامنا لله. 


التجميع يضر الفكر 

المصور: لك عديد من المُريدين ولك عديد من الأحباء لماذا لم تفكر فى أن تؤمِّر نفسك فوقهم لماذا لم تفكر فى تشكيل جماعة وما وجهة نظرك فى هذا الموضوع؟

الشيخ الشعراوى: إننى مؤمن بأن التجميع يضر الفكر لأنه حين أجمع وأصبح صاحب جمعية أو صاحب حزب فقد صبغت نفسى بصبغة معينة إذن سيصبح لى معارضون لكن عندما لا تكون هناك جمعية لا تكون هناك معارضة وفى رأيى أنه لا يوجد حزب إلا حزب الله.. حين أقول إن لى جماعة كذا... أنا قلت وربما سمعنى بعضكم أن الإسلام جاء كالماء.. للماء قوام مادية الحياة وللإسلام قوام القيمة للإسلام، كما أن الماء إن لون خرج عن مائيته يصبح شراباً آخر وهنا تختلف الآراء فيه أنت تحب الليمون أو الكركديه ولكن كلنا نحب الماء والإسلام حينما يتلون بأى لون يفقد خاصيته.. إذن اتركه هكذا كما أراده الله واترك الناس كلهم فيه سواء وأيضاً فإننا رأينا أن كل التجمعات لها غاية حكيمة انتهت المسائل بها على أنها غاية الحكم وغاية الحكم هذه من الممكن أن تكون موجة تركب وتنتهى عند هذا الحد، ولذلك عندما سُئلت مرة فى القوات المسلحة هل تريد أن تحكم بالإسلام؟ فأنا أجبت بأننى أريد أن أحكم بالإسلام، احكمونى أنتم بالإسلام هل هناك أكثر من ذلك؟ ثم من الذى قال إنه عندما تقوم أى جماعة لا يكون لها مناهض من الدولة هل تعتقد أن الهوة الآن لم تعد واسعة بين الحاكم والمحكوم فى الإعدادت القتالية.. زمان كانت القوى تكاد تكون واحدة كنا نحارب بالسيف والسيف فى متناول الجميع، والبندقية كذلك والرمح أيضاً بدليل أن كل فرد كان يسلح نفسه فى ذلك الوقت، يعنى أن القوى كانت متكافئة لكن الآن عندما أدخل مع أى عدو فى صراع فهل عندى من القوات ما أستطيع أن أجابه به قوات الصواريخ والطيران والذرة.. هل عندى مثل ذلك؟

إذن فالناس الذين يريدون أن يجعلوها بهذه الطريقة أناس حمقى لم يفكروا فى الطريق الذى يوصلهم فما دامت الهوة كذلك لا أستطيع أن أغلب بهذا... إذن وفى هذه الحالة فعلى أن أعلن أننى مرتضى الإسلام ليس كحاكم إنما أنا مرتضى الإسلام كمحكوم عندما إرتضى الإسلام كمحكوم إذن أنت تحكمنى به وأنا راض.

المصور: كيف يمكن أن تحكم سلوك مريديك بلا تنظيم؟ 

الشيخ الشعراوى: أنا لا أحكمهم إنهم يحكمون لفهمهم ولا يحكمون لى هذا هو الفرق الفرق إن واحداً يحكم لى وهناك آخر يحكم لما فهم منى ولذلك لا غضاضة عندى فى أن يتولى على كذا.. أى فرد لأنى أنا غير محكوم له ولا هو محكوم لى.. أنا وأنت محكومان لله ومتفقان على ذلك وهذه عصمة البشر من القوانين الوضعية أننى غير محكوم لرأيك ولا لقانونك وأنت أيضاً غير محكوم لرأيى ولا لقانونى إنما أنا وأنت محكومان إلى الأعلى إلى الله وبالتالى لا تصبح هناك ذلة لك ولا لى ولا تبعيه وهذه هى فائدة الإسلام لا تابع ولا متبوع ولكن كلنا عبيد الله 


حكايتى مع الإخوان المسلمين 

المصور: هل لم تنتسب طول حياتك الدينية إلى جماعة على وجه الإطلاق ولماذا؟ 

الشيخ الشعراوى: لقد كنت من الإخوان المسلمين وأول منشور طبع للأستاذ الشهيد حسن البنا سنة 37 كان من إنشائى وبخطى وإسألوا فى هذه الواقعة الشيخ الباقورى لكنى اختلفت معهم... لماذا؟  لأننى وجدتهم متحاملين على الحزب الذى كنت أعرف أنه الحزب الذى يجب أن أنضم له وهو حزب الوفد وجدت خصومتهم لحزب الوفد شديدة وولاءهم للأحزاب الأخرى واضح  فقلت لهم تعالوا نستعرض رجال الأحزاب ونرى أقربهم إلى الله هو مصطفى النحاس ولكنهم عادوه... لماذا؟  قالوا لأنه صاحب حزب الأغلبية وله جذوره أما الأحزاب الأخرى فببصقة منا نطفئها فعرفت إنها مسألة سياسية وخرجت عليهم وقد كان ذلك فى سنة 1937 كما ذكرت. 


لو صبروا لآل إليهم الأمر!

المصور: هل فى هذه الفترة تكشفت أى شىء عن طبيعة هذا التنظيم السرى؟ 

الشيخ الشعراوى: أنا لم أبق معهم حتى كان لهم تنظيم سرى لو صبر الإخوان لآل إليهم الأمر كله 

المصور: نحن لا نهدف إلى مهاجمة الإخوان المسلمين لأنه تنظيم له أرضية وأن هذه الأرضية سوف تبقى ولكننا نستهدف الإيضاح فقط؟ 

الشيخ الشعراوى: يا سيدى لو أنهم صبروا حتى تنضج لآل إليهم الأمر كله إنما كل المسألة إنهم تعجلوا الثمرة إنها دعوة بلا شك ولذلك فإن الذين وردوا عليها فى الفترة الأخيرة هم أحسن الناس الآن خُلقاً وديناً وكفاءة ومواهب شىء رائع.

المسائل التى أخذناها عليهم كانت فى الصفوف الأولى منهم وهى التى قربت من المطامع إنما الصفوف الأخيرة من الإخوان هم أحسن فهم الذين تربوا على عقائدها لم يصلوا إلى الصفوف التى لها آمال وطموحات فى الحكم وما شابه ذلك وهؤلاء خير شباب البلد 

المصور: من تاريخ جماعة الإخوان المسلمين نحس إنها عندما نشأت نشأ فى ذهنها أيضاً قضية الإستيلاء على الحكم قضية أن تحكم؟ بالرغم أنها أنكرت وجودها كحزب سياسى؟ ولكنها أنشأت لنفسها جهازاً خاصاً؟

الشيخ الشعراوى: فى العصر الذى عشناه لم يعرف العالم داعية مخلصاً مستنيراً كالشيخ حسن البنا لكن المسائل لا تقف عن ذلك الحد فعندما يأتى أناس ويدخلون معه  فنحن لا تضمن أن تكون لهم روح حسن البنا والناس الذين جاءوا معه لهم حياتهم الخاصة ولهم محيط خاص معروف فيه كل شىء.

وعندما يراهم الناس بعد ذلك ويروا دعوتهم يجدون انهم قد أصبحوا غير ملتزمين ويشكلون نقطة ضعف للرجل فالمسألة أن الشيخ حسن قمة فى الدعوة إلى الله عندما تسمع له وإلا فكيف استطاع أن يقتنع هؤلاء الناس وكيف رباهم وعندما ترى الأجيال التى كانت موجودة تجدها شيئاً عظيماً ولكنها مع الأيام أصبحت لها طموحات فأنا أقول لو أن حركة الإخوان المسلمين ظلت كما قلت وطلبت من الحاكمين أن يحكموا بالإسلام. 

أكان يستطيع حاكم أن يضطهدهم هل نشأت الجماعة لتحكم هى أم أن هدفها كان أن تحكم بالإسلام.. المخلص للإسلام ماذا يريد؟ يريد الإسلام فمن غير الضرورى أن أكون أنا الحاكم وعلىَّ أن أقول للحاكم أن يتفضل ويحكمنى هو بالإسلام أقول له أطمئن على إنك ستبقى فى مركزك وفى مكانك وهنا أكسب أخذ المبدأ وهو أن أحكم بالإسلام وبعد ذلك على أن يتحمله مدى حياته إنما منطق "فيها أو أخفيها" فهذا هو ما لا يوصل لشىء.

المصور: ما سر هجومهم عليك؟

الشيخ الشعراوى: لا شىء وأنا قلت إنه ربما أخطأهم الدليل والله يوفق الكل وإخواتى يعلمون أن الذى هاجمنى جاء إلى بيتى لأسامحه ومع ذلك سامحته وكان شيئاً لم يحدث فأنا لست صاحب حركة أو جماعة ولكن رجلاً يحيط به بعض المحبين الذين يرتاحون إلى أسلوبى فى الدعوة إلى الله فأوسعت الدائرة قليلاً وثق أنه لو كنت مشغولاً بمثل هذه الأشياء لضن الله علىَّ بالفيض فى أى  شىء من الأشياء.

المصور: الشيخ البنا كان من أعظم دعاة الإسلام ولكننا نرى أن ما خرج من معطفه هو العنف؟

الشيخ الشعراوى: حين أوجد تنظيماً لأقوى به على غيرى.. أأمن ألا يقوى على هذا التنظيم؟ إن هذا ما حدث للشيخ حسن البنا حدث أن التنظيم الذى كان يريد أن يقوى به على غيره أن قوى عليه هو وانتهت المسألة وحل الإشكال مثل ما شكينا من مراكز القوى... مراكز القوى بهم كانت وعليهم آلت وهذا هو الذى جعلنا لا نعمل تنظيمات.


الفصل بين العلم والدين 

المصور: التجربة المادية والتجربة العلمية والتجربة الإنسانية وأنت تفرق بينها فهمت من مضاعفات كلامك.. إنك ترى ضرورة الفصل تمام بين الدين والعلم؟ وهناك ناس الآن تجتهد فى أن تربط بين العلم والدين.. فما رأيك فى ذلك؟

الشيخ الشعراوى: أنا لا أفصل.. أنا أدخل العلم فى منهج الدين بحيث لا يأتى رجل دين ويقول أن الذى يعمل بالكيمياء يصبح كافراً.. نحن عندنا اُناس يقولون "دين ودنيا" فكلمة الدين خوفت أهل الدنيا من الدين وكلمة دنيا خوفت أهل الدين من الدنيا.. نقول لهم لا يوجد "دين ودنيا" الدنيا تقابلها الآخرة والدين يشملهما، البعض يقول عن المتهمين بأمور الدنيا كفرة والمهتمون بأمور الدنيا يقولون عن المهتمين بالدين متخلفين، ونحن نقول لهم هذا ليس بمقابل.. مقابل الآخرة الدنيا والدين يشملهما..لآن الآخرة ليست موضوع الدين..الآخرة هى المكافأة والجزاء.

المصور: عندما ظهرت بعض الجماعات المتطرفة لماذا بعدت طويلاً وحجبت رأيك فيها ربما تكون اهتممت ببعض أشياء متعلقة بالتفسيرات لكنك لم تحاول على الإطلاق أن تُكرِس جُهدَك لمواجهة هذه الجماعات؟

الشيخ الشعراوى: ما الذى يدعونى إلى أن أدخل ما بين مبطلين؟

المصور: هل ترى أنه يمكن أن نقيم علاقات طبيعية بين اليهود والإسلام؟

الشيخ الشعراوى: هل نقيم علاقات طبيعية بين اليهود والإسلام.. هل دخلت معهم الحرب باسم الإسلام أم باسم السياسة وبشر لبشر، أنا أسألك هل دخلنا مع اليهود إسلامياً فكيف تريدون أن نخرج منها إسلامياً نحن لم ندخل إسلامياً فلماذا نحشر الإسلام عند الخروج منها؟

المصور: لو تجاوزنا الوقائع وسألنا هل يقر الإسلام فعلاً قيام علاقات صلح وسلام  بين المسلمين واليهود؟

الشيخ الشعراوى: لقد حدث هذا وحدثت معاهدات بينهم وبيننا.

المصور: هل فى الإسلام ما ينص على أن العداء أبدى بين اليهود والإسلام؟

الشيخ الشعراوى: لم يقل أحد بذلك.. والنبى -صلى الله عليه وسلم- عندما دخل المدينة أول شىء فعله هو إبرام معاهدة بينه وبين اليهود وقد خانوا المعاهدة وقاموا بنقض المعاهدة.. وإبرام معاهدة بينه وبين كفار قريش ولما خرجوا نقضوا المعاهدة فهى مسألة يتولاها ولى الأمر وحده.

المصور: أخشى أن تكون الأسئلة مرهقة بعض الشىء ولكن نحن نطمع فى سعة الصدر.. فهل يمكن أن تحدثنا عن موضوع القصاص؟

الشيخ الشعراوى: هل يمكن أن نحصى كم واقعة قصاص حدث فيها قطع يد منذ قيام الإسلام حتى الآن؟ وكم حادثة رجم للزنا.. كم حالة حدثت منذ اليوم الأول للإسلام حتى اليوم؟ فى عهد الرسول عندما أراد أن يطبق الشريعة الإسلامية قطعت كم يد نسأل؟

بينما عندما نعدد حوادث السيارات التى شوهت الناس نجدها أضعاف ما نتج عن القصاص، وكذلك حوادث الزلازل وحوادث البوتاجاز وسقوط العمارات إنها بالمئات والألوف ومع ذلك نتقبلها ثم نأتى فى القصاص ونقول إنه يشوه..

المصور: الفكرة إذن هى الردع..

الشيخ الشعراوى: أولاً هناك قضية أخذها القانون عن الإسلام.. ما هى؟  لا تجريم إلا بنص ولا عقوبة إلا بتجريم لا تعاقب أحداً إلا إذا كان مجرماً فالإسلام يجرم الأشياء ولا عقوبة فيه إلا بالتجريم ولا تجريم إلا بنص، فساعة يأتى الإسلام ليحدد عقوبة على جريمة منصوص عليها.. يكون ذلك إذنا من الخالق.. وتشريع العقوبة ليس باعثاً عليه أن ترتكب بل إنه باعث على أنها لا ترتكب.. لأن القاتل إذا علم أنه إذا قتل يقتل ما يصنع؟ لابد أن يمتنع وعلينا أن نستقبل القصاص بنفس راضية لأن الله يقول: "ولكم فى القصاص حياة" وإياك أن تقشعر ساعة أن نسمع القصاص لأن لك فيه حياة.

ولكن ما هى آفة التقنين البشرى فى ذلك أنها تكمن فى الإجراءات هذه العملية تطول سنتين وثلاثاً يرى فيها الإنسان قاتل أخيه أو قاتل ابنه أمام عينيه بلا قصاص ولو كانت الإجراءات عاجلة لانتهت نوعية هذه الجرائم.

المصور: ربما كانت بعض الظروف الاقتصادية تمنع من قيام الحد والقصاص؟

الشيخ الشعراوى: أنا أريد أن أقول إن الذين يستشهدون بأن عُمر بن الخطاب رضى الله عنه قد عطَّل حداً من حدود الله أقول له أنت لم تفهم عُمر.. عُمر لم يعطل حداً وإنما لم يدخل الحادثة التى حدثت فيما يوجب الحد والحد قائم بمعنى أنه فى عام مجاعة وتبين أن الرجل الذى يعملون عنده لا يطعمهم وقال أرادوا الحدود بالشبهات، وهنا نصان نص يوجب الحد ونص آخر يرد الحد بالشبهة. هناك نص يوجب بأننا نقطع ونص ثانٍ يقول إبعدوا الحدود بالشبهة وأن الشبهة فى عام المجاعة وقد فعلوا ذلك ليأكلوا وإن كان كما يقولون قد عطل نصاً فقد أحيا نصاً.. إذن لماذا نقول إنه عطل نصاً.. هو لم يدخل الحادثة فيما يشمله النص؟

المصور: فإذا تحدثنا فى موضوع القصاص فى جريمة اغتيال السادات.. فماذا نقول؟

الشيخ الشعراوى: هل أنت تتكلم عن حقهم فى هذا؟ بالقطع ليس لهم فى ذلك حق.

المصور: إذا سمحت لى أن أقول إن عامل التخريب هنا يأتى من شىء واحد فقط وهو أنهم يدعون أنه كان حاكماً ظالماً وأنا أعتقد أن المحكمة لا يمكن أن تقف أمام واقعة تقدم فيها أربعة وقتلوا وارتكبوا الجريمة واعترفوا بها ثم تعطَّل القصاص؟

الشيخ الشعراوى: إن كنت تريد أن تبحثها إسلامياً فأنا على استعداد؟

المصور: هذا طبيعى فأنا لا أناقش أى أحد بل أناقش الشيخ الشعراوى.

الشيخ الشعراوى: أولاً هل قوانين الدولة إسلامية أم سياسية بشرية؟

المصور: قوانين الدولة ضعيفة.

الشيخ الشعراوى: فقط هى قوانين وضعية وهذا ما أردت أن أصل إليه..!

المصور: نعود إلى أصل المشكلة وهى القانون الوضعى والقانون الإسلامى.. هل من الضرورى أن كل قانون وضعى لا يخرج عن القانون الإسلامى؟

الشيخ الشعراوى: لم يقل أحد بذلك ولكن المشكلة فى أننا نضع القانون ثم نعمل به على أنه من الإسلام المسألة، هنا كما سبق أن قلت قد يلتقى القانون الوضعى بقانون السماء وربما طبق مثل هذا القانون فى ايطاليا وهى بلد غير إسلامى فهل يعملون به لأن الإسلام قال به أم الأحداث هى التى صنعته.. فقط هذه هى المسألة. خذ مثلا القانون الفرنسى كله قد أخذ من مذهب مالك.. ولكن حين أطبقه هل أطبقه لأنه من الإسلام هذا هو السؤال؟ فإن الاية تقول: "ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل  صالحا وقال إننى من المسلمين" يعنى أنا أعمل هذه لأنها من حكم الإسلام، وقد يكون الحكم واحداً وإنما أين نيتك وأنت تطبق قانون الإسلام أم قانون الدولة!

المصور: ما هو الحكم فى القوانين الوضعية التى لم تخاطب القانون الإسلامى؟

الشيخ الشعراوى: لا نعترف بها لأنها لم تطبق على أنها إسلام.. هم أخذوها من الإسلام فكأن بضاعتنا قد ردت إلينا فاذا كنا أمناء نطبقها على أنها من الإسلام وهذه حسنة لأننى عندما أطبقها على أنها من الإسلام يصبح الإسلام ملحوظا.

المصور: هناك آراء كثيرة قد قيلت عن مكانة المرأة فى الاسلام.. فمثلا فضيلة الشيخ عمر التلمسانى قال انه ليس للرجل ان يأمرها بالعمل فى بيته أو ارضاع ابنها وان فعلت فهى متفضلة.. ما رأيكم فى ذلك؟

الشيخ الشعراوى: يعنى المرأة متفضلة وهى حين تخدم زوجها فى بيتها وترضع ابنها هذا جائز والتشريع يقول به لانها تتعب ويمكن ان تطلب مرضعه لابنها لانها مريضة مثلا انما انا اتكلم عن الخدمة العامة فاقول ان الاستاذ التلمسانى معذور ان يقول هذا الراى لان المرأة أصبحت نصف الدخل للأسرة وما دامت لها نصف الدخل وتعمل فى الخارج فكيف تأتى وتعمل فى البيت؟

المصور: هذا من منظار الواقع وليس من منظار الشريعة؟

الشيخ الشعراوى: لنفهم قول الرسول عندما قال "يكون فى مهنة أهله" يعنى لما يدخل إلى بيته ويجد زوجه تعمل شيئا ما فعليه ان يساعدها ولكن لا اتركها هكذا بدون عمل تجلس لترعى نفسها وقد فهمنا من التاريخ أن سيدتنا فاطمة تعبت يدها من الرحى ونحن نقول إن المرأة تعمل الآن أعمالا أكثر من الأعمال البيتية ويأخذون من ذلك مبرراً بأنها تدخل فى كل شىء بينما البعض يقول إنها لا تعمل إلا فى البيت فقط.

المصور: وبالنسبة لفهمك أنت لموضوع المرأة فى الإسلام؟

الشيخ الشعراوى: ليس هناك أحد له فهم فى الإسلام الفهم فى الإسلام مثل الرأى فى الإسلام كله لم نحسن الأخذ بما فى الإسلام. يا سيدى الفاضل أنا سبق قلت هذا الموضوع احنا قلنا كلام فلسفة وكلام منطقى ان كل جنس ينقسم إلى نوعين لو ان النوعين الاثنين رسالتهما واحدة لما انقسم الجنس إلى نوعين ولكن ان ينقسم جنس واحد إلى نوعين فان هناك صلة تجمعهما واخرى تفرقهما الانسان رجل وامرأة الجنس الإنسانى رجل وامرأة وهل بقاء النوع يكفى فيه واحد اذن لابد ان يكون اثنين وهناك امور مشتركة بينهما كجنس وامور مختلفة كنوع وهذا النوع ينقسم إلى افراد لكل فرج خاصية هذا مهندس وهذا طبيب وهذا صحفى.. لان المجتمع يريد ذلك وانا حجتى فى ذلك قول الله تعالى: "والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى".. ليل ونهار واسمهما زمن إذن هذا الزمن ظرف ووعاء لإحداث وانقسم إلى نوعين والجنس كذلك وعاء للأحداث إنما أى حدث يقع فى هذا وأى حدث يقع فى هذا.. هذه هى النوعية والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى نحن ننحط بالبشر عندما ندخل الكهرباء إلى الريف ونقول انها حضارة..فيوم ان دخلت الكهرباء الريف افسدت الناس وصار الليل كله نهار فانقلبت الأية واصبح الناس يسهرون الليل ويقومون إلى اعمالهم متأخرين إن الليل له مهمة كما أن النهار له مهمة، الليل للسكون والراحة والنهار للعمل حتى الآلة عندما تستغلها عشر ساعات فلابد أن تريحها عشر ساعات اخرى، هكذا الانسان ايضا ثم جاء بالذى يحدث الحركة اى وعاء الاحداث فقال:"والليل اذا يغشى والنهار اذا تجلى وما خلق الذكر والانثى"فانقسم الانسان إلى ذكر وانثى وذلك لاختلاف المهمة حتى يجئ الليل وسكنه راحة وقال:"و خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا فيها" و"وما خلق الذكر والانثى ان سعيكم لشتى " اى لكل واحد منكما مهمة فان حاول واحد ان يأخذ مهمة الثانى فلا يجوز لان ذلك يجعل من المرأة رجلا ومن الرجل امرأة ومن الشرف للمرأة ان كرمها الله وجعلها "ست بيت" انما هم ارادوا لها غير ذلك.. ضنوا عليها بعرق حياتهم فاحبوا ان تشقى وتعرق..ولو أن المرأة قدرت مسئوليتها وراعت متطلبات البيت وهى تعمل فى الخارج تقول إن الوقت لم يعد كافيا لكل ذلك وممكن تكون المرأة وزيرة تموين أو وزيرة داخلية وممكن تكون وزيرة تعليم ولكنها لو وفرت نفسها لإعطاء أولادها دروسا بدلا من الدروس الخصوصية أو تعلمت الخياطة ويقال ان المغزل فى يد المرأة كالسيف فى يد المجاهد لكانت أجدى. 

المصور: نريد ان نسمع منكم ما هى مهمة الأزهر؟

الشيخ الشعراوى: الناس فهمت مهمة الأزهر فهماً خاطئاً، فمهمة الأزهر لا تتعدى أن يحمل للناس حكم الله لا أن يلزمهم به أما تنفيذ حكم الله فهذه ليست مهمته لأنك فى هذه الحالة تريد أن تخرج العلماء من الأزهر وهم يحملون السيوف لتطبيق شريعة الله..

وربما جاء طاغية فشتت الأزهر كله وبهذا تنطفئ الشمعة التى فيها الأمل لان الأزهر لا يخرج دوره إلا عن كونه محافظا على شمعة الإسلام إلى أن يأتى من يطبق الشريعة اما الكلام عن التطور وغيره فلا طائل من ورائه لاننا نرى الدولة تقوم بعمل تخصصات فى كل المجالات مثل الزراعة والصناعة وتضن على التعليم الدينى بمثل هذه التخصصات من أول الامر.

المصور: ما رأيك فى اتهام مجتمعنا بالجاهلية؟

الشيخ الشعراوى: هذا حق وعلينا اولا ان نعرف معنى الجاهلية فالجاهلية مصدر اذن ما هو الجهل؟ الجهل هو ووجود اناس لا تعلم والجهل جزم بنسبة غير واقعة فمعنى "جاهلية" انها التزمت بسلوك مناقض وأى مجتمع تراه ملتزما بسلوك مناقض بالنسبة للدين تجد الحركة فيه نوعين.. نوع الولاية فيه على نفسى أى ليس للحكومة ونوع الولاية فيه ليست للنفس بل للحكومة.. ففى النوع الاول أنا اصلى فالدولة لا تمنعنى من الصلاة وازكى والدولة لا تمنعنى من الزكاة كما انها لا تلزمنى بها وفى الحج تدخلت الدولة وعندما أتقدم للدولة طالبا السماح لى بالحج فاذا وافقت كان بها واذا رفضت فاكون قد حجيت!! اذن فما ولايتى فيه على نفسى أطبقه وما ولايتى فيه للدولة فهذا موضوع آخر. ولذلك اختلفت الآراء فى قوله تعالى:"ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون".

و قد وردت مرة كافرون ومرة أخرى فاسقون ومرة ثالثة ظالمون وهذا أمر طبيعى.. فلا يمكن أن يكون الحكم العام "كافر".

فمثلا أنا لو حكمت بالظلم بين متقاضين فهل اكون كافراً أو فاسقاً؟ أكون ظالما فقط.

وهكذا..إذن من لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الكافرون ان كان الحكم فى عقيدة أى "قمة العقيدة" وفاسق أن كان فى الكبائر وظالم فى الأحكام العادية.

المصور: طبقا للمعايير الثلاثة التى ذكرتها فان معظم الأحكام التى صدرت من بعض الجماعات فيها تجاوزات؟

الشيخ الشعراوى: نعم.. فيها تجاوز لماذا؟ لأن من قالها وحدها فقد عصى فنقول إن حكمت بأنه "كافر" فأين ذهبت بـ "ظالم"؟! هل هو يحكم بأنه يوجد اله غير الله لا فهو يقول لا اله الا الله اذن من يحكم على المجتمع كله بالكفر فهذا كذب والمجتمع أمة ودولة فبالنسبة للأمة كذب وبالنسبة للدولة فأنك أخذت بحكم وتركت حكمين..

المصور: ماذا ترى فى صورة مبارك أو فى بداياته وما هى مطالبك منه؟

الشيخ الشعراوى: انا قلت هذا فى اول اسبوع جاء فيه فى حديث صحفى قلت إننى متفائل خيرا ليس لأنه يخط فى صفحة جديدة بل لأنه شارك أولا فى الحكم مدة ست سنوات فلابد أن عينيه وقعت على كل شىء كان يجب ألا يكون فكان وكان يجب ان يكون فلم يكن!! إذن فهو يعلمها إنما هو أحسن سياسة موقعه لأن نائب رئيس الجمهورية يستشار فيه لكن الرأى لغيره..لكن هذا لا يمنع انه عرف المواقع، بدليل اننا فوجئنا بعدة قرارات..هذه القرارات تصادم واقفا كنا نعيشه وواقعا كان مؤيدا من كل جهة ولى هنا سؤال:الذين فرحوا بالقرارات التى جاء بها مبارك اين كانوا حين صدرت هذه القرارات قبل أن يجئ؟! كانوا فى زفة الحكم فلما انتهى الحكم قال كل واحد ما عنده.

ولذلك أعلم أن كل إعجاب بتصرف منه لطمة لسواه! شىء آخر: "آفة الحكام بطانتها" ونحن مستشبرون بان الرجل حتى الآن لم نر له شيئا ينتقد وليس له بطانة.و يريد ان يشور فلانا وفلانا و.. ونحن متفائلون جدا لعدة اسباب: فنسب الرئيس حسنى مبارك يصل به إلى اولياء ومقامات وتاريخ وهو موظف جيد وموظف يعيش على امكانياته وموظف لا يسرق منه جاه الحكم!! لا بصاحبة ولا بولد ولا بصديق ولا بشىء اخر.. وأظن أن كلامى مفهوم.

المصور: كيف يمكن أن تنقسم الجماعات الإسلامية إلى 90 جماعة فى زمن قصير وما هى دواعى هذا الانقسام الشديد؟

الشيخ الشعراوى: حب السلطة الزمنية فكل واحد يريد أن يصبح "قيم" فى وسط مجموعة من الناس..

المصور: حتى ولو كان أميرا على فرد واحد؟

الشيخ الشعراوى: ولو على فرد واحد ولماذا تصبح أنت أميراً يا أخى وانت لست أميرا هذا هو منطقهم ولا توجد هناك دواعٍ اجتماعية أو غيره.

المصور: لى تعليق على كلام سابق سيادتك قلت انه: عندما دخلت الكهرباء القرية دخل الفساد الم يكن فى القرية طفل كان يذاكر على لمبة نمرة "5" ويقرأ الآن فى ضوء مصباح يساعده على حسن الاستذكار؟

الشيخ الشعراوى: ياليته كان قد استمر على ذلك..كانت عيناه قوية عندما كان يقرأ على اللمبة نمرة "5" هذه ولكنه الان يجلس أمام التليفزيون ويلبس نظارة.

المصور: بذلك كان سيحرم من فرصة مشاهدتك فى التليفزيون؟ والاستماع إلى كلامك؟

الشيخ الشعراوى: لابد أن يسبق الحضارة المدنية حضارة واعية ثقافية استعمله فى الوقت اللازم استعمل الضوء فى المناسب كنا ننام من بعد العشاء والان يسهرون للصباح وبعد ذلك انظر اليهم وهم ذاهبون إلى مدارسهم ينامون فى الطريق وفى القطار والفلاح متى يذهب إلى الحقل الآن؟ وكذا وكذا..

المصور: ما رأيك فى مفكرى الإخوان المسلمين وخاصة سيد قطب؟

الشيخ الشعراوى: سيد قطب يغفر الله له لانه وضع كتابا فى التفسير اسأل الله ان ينتفع به الناس وحينما قتل "سيد قطب" شهيدا حزن الناس لكننى فرحت له! لان الله اراد ان يأخذه شهيدا حتى يكفر عن كل فكر تطرفى كان قبل ان يكون كذلك.

نحن نحزن على انفسنا لاننا فقدناه انما هو مقبل على الله بشهادة تغفر له كل ذنوبه لان كتابه "فى ظلال القرآن" نسأل الله ان ينفع به الناس وان يجعل اجره إلى يوم القيامة من كل من يستفيد منه فائدة وكل من يتأثر به.

المصور: سيادتك قلت ان اعدائى هم الشيوعيون والاخوان المسلمين نريد مزيدا من الايضاح لهذه النقطة بالذات فلماذا الاخوان؟

الشيخ الشعراوى: لان الاخوان المسلمين لا يسمعون الإسلام الا من حناجرهم.. ان قام واحد ليقول فى الإسلام وليس منهم فعلا يسمعون حديثه..

المصور: وموضوع مخاصمة بعض الجماعات الاسلامية للعلم ما رأيك فيه؟ 

الشيخ الشعراوى: من يقول هذا؟ وما هو العلم الذى يخاصم؟

المصور: الطب والهندسة وهجرانهم لكليات الطب وغيرها؟

الشيخ الشعراوى: الله لا يريد ان يخرجهم اطباء لانهم دخلوا الكلية بالمجموع انما الله لا يريد ذلك فيدخلها فى رءوسهم من ناحية تالية.

المصور: ما حكم الإسلام فى ارتداء النقاب والحجاب وضرورته؟!

الشيخ الشعراوى: الذى قال به القرآن وليضربن بخمرهن على جيوبهن وهذه للاعلى.. ويدنين عليهن من جلابيبهن وهذه للاسفل بشرط الا يكون "واصفا" لانه يشترط فى الزى الاسلامى الا يكون واصفا ولا كاشفا لصقت بجسم مشرق دفعته فورته فبات فصوله وبعد ذلك كونها تنتقب من عدمه فهذا امر زائد ولكنها حرة فما الذى يرعبنا من نقابها؟و انا لا اعرف ما الذى يغضب الناس من نقاب المرأة؟ ولكن نسألها: هل انتقبتى؟ ثم تأتى لتبيحى لنفسك الذهاب إلى الكليات المختلفة وتدخلى الامتحانات العامة فلما يطلبون منك الكشف عن وجهك لتوضيح شخصيتك فترفضى؟! هنا أقول لك اذا اردت الحفاظ على النقاب حقا فلا نذهبى إلى هذه الاماكن انما تذهبى واريد انا ان اتأكد من شخصيتك وهل انت صاحبة الحق أم واحدة اخرى..هل تستطيعين ان تقولى: لا فطالما ابحث لنفسك الذهاب فلابد ان تقبلى الكشف عن النقاب..و لكن سؤالى:ما الذى يضايق الناس من نقاب المرأة؟!

المصور: بالنسبة لخروج المرأة فى ظروف معينة وكيف تتعامل مع الرجل زملائها وهل تكون الفتاة المسلمة مرنة ام متزمتة فى التعامل وهل تكون جامدة؟

الشيخ الشعراوى: ما معنى هذا متزمتة متطرفة انا اريد معرفة المقياس الذى تقيس به التزمت؟!

لا يخضعن بالقول فيطمع الذى فى قلبه مرض المهم الا تفهم الفتاة ان الدين يعاندها.فانا اضمن انك مستقيمة وجميلة واستقامتك متناهية..و لكن انضمن لكل من رآك ان يكون كذلك ام انك تسيرى فى الشارع مشوارا واحدا تجلدى فيه غرائز عشرين شابا!!المسألة ليست أنت المسألة فاعل وقابل ولذلك قال النبى عليه الصلاة والسلام: هل انتن عمياوات؟!ليس انت..انت قد تكونى ملتزمة وليس منك اى شئ..انما هل الذى يراك هو كذلك.

المصور: هل للمرأة ان تؤم مجموعة للصلاة؟

الشيخ الشعراوى: ولا للسيدات فان حدث فلتقف فى صفهن معا ولا تتقدمن عليهن.

المصور: وما رأيكم فى صلاة المرأة  بالمسجد؟

الشيخ الشعراوى: التشريع الاسلامى يجمع بين شيئين، يقول: لا تمنعوا اماء الله المساجد، فاذا رغبن فى الذهاب إلى المساجد فليذهبن..انما بحقها..لكنه قال: صلاة المرأة فى بيتها خير لها من المسجد وصلاتها فى حجرتها خير لها من الصلاة فى بيتها.و صلاتها فى مخدعها خير من الصلاة فى حجرتها اذن كلما احتجبت المرأة يكون خيرا لها كما قلت لك فاعلا وقابلا.. المرأة تتبتل وحالاتها صلاح ولكن الذى يراها ليس كذلك.

المصور: من احدى الظواهر المقلقة حقيقة هو تنامى ظهور المرأة فى الجماعات الاسلامية وهو شىء فى الحقيقة غريب؟أليس من تفسير عندك؟

الشيخ الشعراوى: وهل مرت بسلام؟ أم أصبحت لها أشياء وظهرت لها اشياء متعبة.

المصور: لماذا تحرص الجماعات الاسلامية على هذا الوضع للمرأة ولظهورها معهم؟ هل من اجل اظهار الإسلام بمظهر تقدمى وان المرأة والرجل على قدم المساواة ام ماذا؟ بينما هم يحرمون عليها العمل و.. و..

الشيخ الشعراوى: يجوز ويجوز ان المرأة وجدت فيها مجالا للخروج واللقاء والاختلاط انما النية عند الله

المصور: تقييم فضيلتك للفترة التى مرت بها مصر ابتداء من 5 سبتمبر إلى 6 اكتوبر ثم إلى وقتنا الحاضر.

الشيخ الشعراوى: الذى يقيم هو الذى يملك ان يجازى والمسائل لم تترك لتقييمنا انه واقع وانتهى ان كنا سعدنا به أو شقينا خلاص انتهى ومالم تفق الدولة وتواجه الامور باخلاص وبصدق فلا فائدة.


نقلا عن مجلة المصور