نجحت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية في كشف لغز اختفاء طفل في الحادية عشرة من
عمره، مقيم بقرية إبشان مركز بيلا، التابعة لمحافظة المنوفية، حيث تبين أختطافه، بواسطة شخصين، لطلب فدية من والدته قدرها 500 ألف جنيه، إلا أنهما تخلصا منه خشية افتضاح أمرهما، خاصة أن الطفل له سابق معرفة بهما.
بدأت تفاصيل الواقعة، عندما تلقى اللواء خالد العزب، مساعد وزير
الداخلية، مدير أمن كفر الشيخ، إخطارًا من العميد عماد جلال، مأمور مركز شرطة
بيلا، يفيد ورود بلاغ من، "عزة عثمان" 34 سنة، ربة منزل، بغياب نجلها 11
سنة، طالب بالصف السادس الابتدائي، أثناء خروجه لتلقي درسًا خصوصيًا ولم يعد،
وبالاستعلام من مدرسه تبين عدم حضوره لتلقي الدرس، وفي وقت لاحق، ورد إلى والدة
الطفل المجني عليه، اتصالًا هاتفيًا من مجهول بوجود الطفل المخطوف لديه وطلب فدية
500 ألف جنيه مقابل إعادته مرة أخرى.
على الفور شكل اللواء إيهاب عطية، مدير المباحث الجنائية بكفر الشيخ،
فريق بحث جنائي بقيادة العميد ياسر عبد الرحيم، رئيس المباحث الجنائية، وضم كلًا
من، العقيد هيثم عبد المقصود، رئيس فرع البحث الجنائي بالحامول، والرائد أحمد
قطاطو، رئيس مباحث مركز بيلا، والرائد ضياء راشد، رئيس مباحث بندر بيلا؛ لكشف غموض
الواقعة.
توصلت التحريات إلى أن وراء ارتكاب الواقعة" أحمد
.م.ز" 29 سنة "، مقيم بالعزبة
الحمراء التابعة لمركز نبروه بمحافظة الدقهلية، سبق اتهامه في قضية جنايات
"سرقة بالإكراه"، وتوكل. ز.ع 48 سنة ، عم المتهم الأول، سبق اتهامه في
قضيتي سرقة وسائل نقل وضرب، مقيم بذات العنوان.
عقب تقنين الإجراءات واستئذان النيابة العامة، توجهت مأمورية تابعة
لمديرية أمن كفر الشيخ، بالتنسيق والاشتراك مع مأمورية من مديرية أمن الدقهلية،
وتم ضبط المتهم الأول وجارٍ ضبط المتهم الثاني الهارب.
وبمواجهة المتهم الأول، أقر بارتكابه الواقعة بمشاركة المتهم الثاني
الهارب، مشيرًا إلى أنه تعرف علي الطفل- المجني عليه - في مكان للصيد بالقرب من
الهاويس ، وعلم منه أن والده ميسور الحال نظرًا لعمله بدولة السعودية منذ مدة
طويلة ، وقيامه مؤخرًا بشراء شقة بمصيف بلطيم، وأنه اتفق معه عمه -المتهم الثاني
الهارب - علي اختطاف الطفل لطلب فدية من والده ميسور الحال .
وتبين من اعترافات المتهم الأول أيضًا ، أنهما أتفق مع المجني عليه ،
علي التوجه للصيد في نفس المكان ، وبالفعل تقابل معهما " المجني عليه "
، وقاما باقتياده عنوة داخل التوك التوك الخاص بالمتهم الأول ، وتوجها لقرية
دقميرة ، دائرة مركز شرطة طلخا، بمحافظة الدقهلية ، بعيدًا عن اعين المارة ، وقاما
بالاتصال بوالدته ، لطلب فدية نصف مليون جنيه .
وكشفت أقوال المتهم الأول،
أنه عقب الانتهاء من المكالمة مع والدة الطفل المجني عليه ، قاما بتقييده من يديه
وقدميه وفمه ، وإلقائه في مجري مائي تابع لقرية دقميره مركز طلخا، وانتظرا حتى
تأكدا من عدم استطاعته السباحة، وأنه لفظ أنفاسه الأخيرة، وفارق الحياة.
وفي صبيحة اليوم التالي، اتصل والد المتغيب بهما هاتفيا على رقم
التفاوض، وطلب منه المتهمان سرعة تجهيز المبلغ المالي، ثم قاما بتغيير معالم التوك
التوك، بإزالة الملصقات والعلامات المميزة الموجودة على التوك توك الخاص بالمتهم
والذي استخدم في ارتكاب الواقعة.
وتحرر عن الواقعة المحضر رقم 5091 لسنة 2020 إداري مركز شرطة بيلا ،
وتم اخطار النيابة العامة ، التي باشرت التحقيق في الواقعة ، وأمرت بإنتداب الطب
الشرعي لتشريح جثة الطفل لمعرفة سبب الوفاة وكيفية حدوثها، والتصريح بالدفن عقب
ذلك.