بخطوات ثابتة ومنتظمة نجحت الدولة المصرية
فى تخطى تحديات المرحلة الأولى من انتخابات ٢٠٢٠ لمجلس النواب، وأعلنت الهيئة الوطنية
للانتخابات نتائجها الرسمية والدوائر التى سيتم الإعادة فيها، ليبدأ ماراثون المرحلة
الثانية المقرر إقامته بدءاً من اليوم الأربعاء وعلى مدار ثلاثة أيام فى الخارج وهم
٦،٥،٤نوفمبر، ويومان فقط ٧ و٨ نوفمبر فى الداخل، على أن تكون الإعادة فى الخارج أيام
٥ و٦ و٧ ديسمبر فى الخارج و٧ و٨ ديسمبر فى الداخل.
١٣ محافظة ستشهد انتخابات المرحلة الثانية
على مستوى ٧٢ دائرة على النظام الفردى، هم القاهرة والقليوبية والدقهلية والمنوفية
والغربية وكفرالشيخ والشرقية ودمياط وبورسعيد والإسماعيلية والسويس وشمال وجنوب سيناء،
يتنافس ٢٠٨٥ مرشحا على النظام الفردى فى المرحلة للفوز بـ١٤٠ مقعداً أسفل القبة البرلمانية.
على مستوى القوائم ستجرى الانتخابات فى
المرحلة الثانية فى دائرتين، الدائرة الأولى وهى دائرة قطاع القاهرة وجنوب ووسط الدلتا
ومقرها مديرية أمن القاهرة وتضم ٦ محافظات هى (القاهرة_ القليوبية- الدقهلية- المنوفية-
الغربية- كفر الشيخ) تتنافس قائمتان على ١٠٠ مقعد، والدائرة الثالثة وهى دائرة قطاع
شرق الدلتا وتضم ٧ محافظات (الشرقية- دمياط- بورسعيد-الإسماعيلية- السويس- شمال سيناء-
جنوب سيناء)، وتتنافس قائمتان على ٤٢ مقعداً، وهو ما يعنى أن ٤ قوائم تتنافس على مقاعد
الدائرتين بما يؤكد التنافسية التعددية الحقيقية على مستوى القوائم.
معركة القوائم
فهناك ٢٨٤ مرشحا يتنافسون على نظام القوائم،
فالعبور الآمن لم يعد له تواجد فى ظل المنافسة الشرسة فى المرحلة الثانية للانتخابات،
هو أمر لا يمكننا نفيه، فالقوائم شهدت معركة قوية فى المرحلة الأولى للانتخابات فى
قطاع الصعيد ولم تعد عبور آمناً كما ظن البعض.
ففى دائرتى قطاع القاهرة وجنوب ووسط الدلتا
تجرى المنافسة بين القائمة الوطنية من أجل مصر وهى القائمة الأكبر التى قدمت ٤ قوائم
فى الدوائر الأربع، وهى القائمة التى تبناها حزب مستقبل وطن ونجح فى ضم ١٢ حزباً هم
(مستقبل وطن، الوفد، الشعب الجمهورى،المؤتمر،الإصلاح التنمية، العدل، المصرى الديمقراطى
الاجتماعى، مصر الحديثة، إدارة جيل، الحرية المصرى، التجمع، حماة الوطن) إلى جانب تنسيقية
شباب الأحزاب، أما القائمة المنافسة فهى قائمة تحالف المصريين والتى تعبر عن تحالف
سياسى لعدد من الأحزاب والقوى السياسية أبرزهم حزب المستقلين الذى أسس فى ٢٠١١ ويترأس
التحالف الدكتور هشام العنانى، وهى القائمة الوحيدة لهذا التحالف.
وفى دائرة قطاع شرق الدلتا تجرى الانتخابات
بين القائمة الوطنية من أجل مصر، وقائمة أبناء مصر والتى تقدم بها حزب أبناء مصر ويترأسه
مدحت بركات، وهى القائمة الوحيدة التى تصدر عن الحزب، وتتنافس القائمتان على ٤٢ مقعداً.
شراسة الفردى
الانتخابات على النظام الفردى أكثر اشتعالا
فعدد المرشحين فى المرحلة الثانية بلغ ٢٠٨٥ مرشحا يتنافسون على ١٤٠ مقعداً، فالدوائر
ستشهد منافسات عنيفة بين المرشحين والجميع يأمل أن يحجز له مقعداً أسفل القبة البرلمانية
ونتائج المرحلة الأولى قدمت رسالة واضحة أن أصوات الناخبين هى الوسيلة الوحيدة للنجاح.
الشراسة الانتخابية تواجه الجميع نواب قدامى
مرأة وشباب والأحزاب، فلا أحد يمكنه توقع الفائز، ورغم الهدوء النسبى الذى يواجه القوائم،
إلا أن الفردى سيواجه معركة حقيقية بين الجميع، حتى النواب القدامى أدركوا أن دخولهم
للقبة لمرة ثانية لن يكون أمراً سهلاً، بدليل خروج الكثير منهم من السباق الانتخابى
فى المرحلة الأولى.
أما المرأة فتواجه معركة قوية مع تزايد
أعداد المرشحين ولكن يحسب لها أنها لاتزال تخوض المعركة ولم تستسلم، فوفقاً للإحصاءات
٣٤٧ مرشحة يتنافسن على النظام الفردى بنسبة ٨,٦ فى المائة، أما الشباب وتحديداً شباب
التنسيقية فلم يكتفوا بالترشح عبر القوائم وقرر بعضهم خوض منافسة على النظام الفردى
لكن يبقى للناخب قناعة انتخاب أي منهم.
#العاصمة_تنتخب
القاهرة والقليوبية محافظتا العاصمة هما
أبرز المحافظات التى ستجرى فيها الانتخابات فى المرحلة الثانية، الجميع متوقع أن تشهد
المحافظتان منافسات قوية مثلها مثل محافظة الجيزة، ففى القاهرة يتنافس ٤٣٣ مرشحا فى
١٩ دائرة على ٦٢ مقعدا نصفهم فردى ٢١ مقعداً والنصف الآخر على القوائم ٢١ مقعداً، فى
القليوبية يتناقص أعداد المرشحين إلى النصف وتحديداً ٢٢٣ مرشحا فى ٦ دوائر على ٣٠ مقعداً
فقط، ١٦ منهم على النظام الفردى و١٤ مقعداً على نظام القوائم.
منافسات شرسة فى دوائر مدينة نصر ومصر الجديدة
حيث يتنافس ٥٤ مرشحا بينهم ١٢ سيدة، وتشتد المنافسة بين مرشحى الأحزاب فالمرشحون أغلبهم
أسماء ذات ثقل انتخابى.
التجمع الخامس لا يقل شراسة عن دائرة مدينة
نصر ويترشح ٣٤ مرشحا على مقعدين فقط، وفى دائرة روض الفرج وشبرا وبولاق أبو العلا يتنافس
١٠ مرشحين على مقعد واحد أبرزهم مرشحو حزب مستقبل وطن والمصريين الأحرار، وفى دائرة
الزاوية الحمراء والشرابية يتنافس ١٥ مرشحاً على مقعدين وهنا تخلو الساحة لحزب مستقبل
وطن منفرداً.
المحافظات تشهد منافسات مماثلة وتحديداً
فى النظام الفردى ففى دائرة الإسماعيلية يخوض ٦٣ مرشحا الانتخابات على ٣ مقاعد فقط،
وفى الشرقية يتنافس ٢٤٦ مرشحا على ٤٢ مقعداً فيما يتنافس ٣٥١ مرشحا فى الدقهلية على
٣٠ مقعداً.
تنسيقية الشباب
لم تكتف تنسيقية شباب الأحزاب والسياسين
بدفع شبابها فى القوائم الانتخابية ولكن تقدم عدد منهم على النظام الفردى لخوض سباق
برلمانى شرس وقوى، ويخوض ٦ من أعضاء التنسيقية الانتخابات البرلمانية على النظام الفردى،
ليصبح إجمالى مشاركة التنسيقية ٢٦ مرشحاً فى القوائم الوطنية من أجل مصر و٦ على النظام
الفردى .
كرنفال الدعايا الانتخابية
المرحلة الثانية شهدت أشكالا متنوعة من
الدعايا الانتخابية فمع كثافة المرشحين والمنافسات الشرسة بينهم ابتدع العديد منهم
دعاية جديدة، التذكير بالرمز الانتخابى هو الوسيلة الدعائية التى لجأ لها البعض لكسب
أصوات الناخبين ومنها مرشحة قدمت رمزها الانتخابى المسطرة على أغنية لقيت الطبطبة لحسين
الجسمى وكتبت لقيت المسطرة، ومنهم مرشح تجول فى الدائرة ممسكاً بتمساح حقيقى لتذكرة
الناخبين برمزه الانتخابى، كما لجأ أحد المرشحين إلى أسطول عربيات دفع رباعى للتغلب
على اتساع مساحات الدوائر وللوصول للناخبين فى منازلهم.
دعاية الهاى كلاس لجأ لها مرشحو دوائر المناطق
الراقية فرغم عقد مؤتمرات انتخابية فى مناطق شعبية، لكن البعض فضل حجز فنادق ٥ نجوم
لإجراء المؤتمرات الخاصة به، المناظرات هى الوسيلة الأهم التى لجأت لها تنسيقية الشباب
فى تقديم مرشحيها وهى ما بثت عبر صفحات التنسيقية والمرشحين.
لتبقى الدعاية الأون لاين هى الأكثر استخداماً
وخاصة البث المباشر أو اللايف، فعدد كبير من المرشحين لجأوا لهذا الوسيط للتواصل بشكل
مباشر ومستمر، كما تم ضخ ميزانيات ضخمة من +قبل المرشحين عبر إعلانات وشركات إلكترونية
لتدعيم حملاتهم الدعائية الإلكترونية.
.. والشرطة تستعد
تأمين إجراء العملية الانتخابية أخذته وزارة
الداخلية على عاتقها، فهو التحدى المتكرر الذى واجهته الداخلية على مدار انتخابات مجلس
الشيوخ الذى اكتملت فيه العملية الانتخابية بنجاح كامل، وفى المرحلة الأولى للانتخابات
والتى أجريت فى ١٤ محافظة، وفى المرحلة الثانية للانتخابات والتى ستجرى فى ١٣ محافظة
أعلنت وزارة الداخلية استعداداتها لاستكمال تأمين إجراء العملية الانتخابية بنفس القوة
والحسم وخطة انتشار مدروسة لتشمل كافة المحافظات والتواجد فى محيط لجان الاقتراع، والمرور
المتكرر من قبل مدراء الأمن بكافة المحافظات بالمرور على القوات المشاركة فى عمليات
التأمين، وتأمين عملية الانتخابات ونقل صناديق الاقتراع، الأمر لا يقتصر على البعد
الأمنى ولكن تم إعطاء تعليمات للفرق التأمينية بحسن معاملة المواطنين ومراعاة البعد
الإنسانى لكبار السن ولذوى الاحتياجات الخاصة.
الوطنية للانتخابات
الهيئة الوطنية من جانبها أعلنت عن كيفية
تحديد الدائرة واللجنة الانتخابية لكل ناخب سواء عبر موقعها الإلكترونى أو عبر رسائل
قصيرة أو الاتصال بالخط الساخن، كما أبرزت أهم التعليمات الخاصة بالعلمية الانتخابية
كتقديم إثبات شخصية بطاقة الرقم القومى دون الاشتراط أن تكون سارية أو جواز السفر.
كما أكدت الهيئة الوطنية للانتخابات الالتزام
بالتعليمات الخاصة بالإجراءات الاحترازية فى اللجان الانتخابية كتوفير بوابات تعقيم
ومطهرات، وتطهير اللجان بشكل مستمر، وتوفير الكمامات فى اللجان الانتخابية، وتوفير
سبل التباعد الاجتماعي، وهو ما طبق بنجاح وفاعلية على مدار المراحل المختلفة لانتخابات
الشورى والإعادة وسيتم تطبيقه فى انتخابات النواب.
تعقيم اللجان المستمر قبل بدء الاقتراع
وبعد الانتهاء منه هو ما طُبق فى جميع اللجان الانتخابية فى انتخابات مجلس الشيوخ وأعلن
عنه المستشار لاشين إبراهيم رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات وقتها بأنه تم التعاقد
مع أحد الجهات لتتولى تعقيم كافة اللجان الفرعية والعامة فى أيام الانتخابات وعقب انتهاء
الانتخابات وفى الإعادة، كما تم توفير كمامات مجانية أمام اللجان الانتخابية وهو ما
سيتم تكراره فى انتخابات النواب.