الإثنين 20 مايو 2024

مع اقتراب موعد «البلاك فرايداي».. مركز دراسات: فرصة جيدة لتحريك المياه الراكدة بمبيعات السلع.. وباحث اقتصادي يؤكد: المبادرات الوطنية أفضل بكثير

تحقيقات6-11-2020 | 16:51

شهد قطاع التجارة والصناعة خلال أزمة فيروس كورونا حالة ركود كامل، خاصة مع الإجراءات الاحترازية التي تتخذها الحكومة من أجل الحفاظ على صحة المواطنين، لذا توقع المحللين الأقتصادين أن يشهد يوم البلاك فراي داي، الذي من المقرر أن ينطلق يوم 27 نوفمبر الجاري، ارتفاع حجم المبيعات نتيجة تخفيض الأسعار بنسبة تتراوح ما بين 50% إلى 70%، إلا أن هناك العديد من المنافذ التجارية قامت بعمل تخفيضات عبر الموقع الإلكتروني الخاص بها، منذ بداية الشهر.

و"البلاك فرايداى"، حدث سنوي بدأ فى الولايات المتحدة الأمريكية فى عام 1869، وينظم حاليا بعدد كبير من دول الأوروبية والشرق الأوسط، وتعرض خلاله عدد كبير من المحلات التجارية تخفيضات سنوية، حيث يعقد فى أول يوم جمعة بعد عيد الشكر فى الولايات المتحدة الأمريكية، ويكون عادة آخر جمعة فى شهر نوفمبر من كل عام، وتفتح فيه المحلات التجارية أبوابها مبكرا بسبب الخصومات الكبيرة التى تقدمها للعملاء، كما تطلق مواقع التجارة الإليكترونية تخفيضات كبيرة.

وارتبط اسم black Friday بالأزمة اقتصادية التى ضربت الولايات المتحدة الأمريكية عام 1869، بسبب عمليات الاحتكار وخاصة سوق الذهب، وأدت الى كساد فى البضائع والأسواق، وتوقف حركة البيع والشراء، لتعلن بعدها الولايات المتحدة إجراءات لتخفيض آثار الكارثة الاقتصادية من بينها إجراء تخفيضات كبرى على السلع والمنتجات، ليبدأ من وقتها سنوياً عروض تخفيضية للأسعار بالمحلات التجارية.

وأطلق لأول مرة في مصر عام 2014 وكان يوم واحد فقط، وفى 2015 أيضا كان يوم واحد فقط، وحدد يوم الجمعة الأخيرة من شهر نوفمبر، ولكن فى 2016 كان 12 يوما وحقق نجاحًا كبيرًا فى العديد من المحلات التجارية.

فرصة لترويج للسلع

فمن جانبه قال الدكتور خالد الشافعي، رئيس مركز العاصمة للدراسات الاقتصادية، إن الأوكازيون أو "البلاك فرايدي" هو فرصة جيدة لتحريك المياه الراكدة فى مبيعات السلع والخدمات المختلفة بصفة عامة، فى ظل تراجع المبيعات خلال آخر عامين، وفكرة الحكم على ملاءمة الأسعار من عدمه ترتبط أولا بالقدرات المالية لكل أسرة مصرية وكذلك الأولويات التى تضعها الأسرة المصرية للإنفاق.

وأضاف الشافعي، في تصريحات خاصة لبوابة "الهلال اليوم"، أن فكرة ارتفاع الأسعار ظهرت بالتأكيد نتيجة تحرك سعر مدخلات الإنتاج المختلفة وأغلبها مستورد، إضافة إلى زيادة أسعار الوقود وارتفاع تكلفة العمالة، والكهرباء والغاز للمصانع، كلها عوامل تصب فى اتجاه ارتفاع الأسعار بصورة مستمرة إلا أنه بالمتابعة لوضع السوق سنجد أن الأسعار هذا العام لم تختلف كثيرا عن العام الماضي لكن حجم المبيعات تقريبا واحد ولم يتغير، والجميع ينتظر الأوكازيون والتخفيضات أيا كان المسمى.

وأوضح أن فكرة الحكم على تخفيضات الأوكازيون أو "بلاك فرايدي" ترتبط بالطبع بمعرفة الأسعار قبل وبعد الأوكازيون ويمكن التأكد من هذا وفق قائمة الأسعار التي ترسلها المحال التجارية التى تشترك فى الأوكازيون إلى وزارة التموين، وفعليا هناك تخفيضات حقيقية ولكن يوجد تخفيضات وهمية، لكن في "البلاك فرايدي" لا يمكن التأكد ما إذا كانت التخفيضات حقيقية أم عروض وهمية.

ارتفاع المبيعات في 2020

فيما اقترح الدكتور رؤوف سمير، محلل سوق المال، أن يتم طرح فكرة البلاك فراي داي مرتين في العام، وذلك لأنها تعمل على تنشيط حركة الصناعة في مصر، مشيرًا إلى أن "بلاك فراي داي" يحدث يوم 27 نوفمبر من كل عام، إلا أن هناك بعض المنتجين يقومون بعمل بلاك فراي داي على مدار الشهر.

 وأكد محلل سوق المال، في تصريحات خاصة لبوابة "الهلال اليوم"، أن يوم البلاك فراي داي يعد فرصة لكثير من القطاعات أبرزهم قطاع الملابس، والذي يقوم بعمل تخفيضات تبدأ من 50% إلى 70%، وذلك على الماركات العالمية؛ ما يخلق نشاطًا في مبيعات التجزئة وتحريك المحزون والتخلص من الاستوكات، ومن ثم يستطيع عمل تصميمات جديدة طرحها في السوق.

وأضاف أن يوم بلاك فراي داي يخلق تضخم حميد أي زيادة في المبيعات بحد أقصى 7% فإذا زاد عن 7% فأنه في الطريق إلى التضخم الضار الذي يعمل على رفع الأسعار على المستهلك، متوقع أن المبيعات في 2020 ستكون مرتفعة خاصة وأن هناك العديد من الحملات التي استهدفت التخفيض على المنتجات كحملة "مايغلاش عليك" والتي كانت تستهدف أيضا خفض الأسعار على المستهلك؛ ما خلق حجم مبيعات مرتفع.

وأكد أن انطلاق هذه المبادرات تخلق فرص عمل للشباب وتدوير حركة الإنتاج وزيادة نسبة الاستثمارات في مصر؛ ما يعمل على تحسن الاقتصاد المصري، وإقامة مشروعات تنموية.

تحفيز الاستهلاك العائلي

قال الباحث الاقتصادي، محمد عبدالرحيم، إن "البلاك الفري داي" يعمل على تنشيط السوق عن طريق تقديم عروض ومبادرات وخصومات، وهو أمر متعارف عليه وفي جميع دول العالم ويسبب انتعاشاً اقتصاديا، وخصوصاً في أوقات الركود والأزمات.

 وأضاف في تصريحات خاصة لبوابة "الهلال اليوم"، تكون الاستفادة ليس فقط بتنشيط حركة البيع بل بتنشيط الحركة الاقتصادية بين القطاعين الصناعي والقطاع العائلي، كما تساهم تلك المبادرات والعروض في تحفيز الاستهلاك العائلي وزيادة الإنفاق بشكل اكبر من المعتاد، وبالتالي رفع معدلات نمو الناتج المحلى بشكل أكبر.

وتابع، هناك مبادرات من الحكومة في هذا الإطار مثل مبادرة "ميغلاش عليك" والتي تعمل علي دعم الصناعة المحلية وخصوصاً في ظل ظروف انتشار فيروس كورونا المستجد والتي أثرت على الاقتصاد العالمي بشكل كبير.

وأشار إلى أن "البلاك فرايداي" نمط  استهلاكى  مستحدث علي المجتمع المصري، موضحا أنه رغم أنه يؤدي إلى تحسن في مبيعات بعض الشركات، إلا أنه يبقي محصور نسبياً في فئات محددة وغالباً الذين يفضلون الشراء عبر الإنترنت والمتاجر الكبرى، كما أن "البلاك فرايدي" غير مرتبط بمناسبة أو أعياد في مصر، وذلك عكس الحال في الولايات المتحدة الأمريكية حيث يحتفل الأمريكيون بعيد Thanksgiving "عيد الشكر" والمرتبط بالبلاد فرايداي، ويعمل هذا اليوم علي "حـُمّى الشراء" وخلق دافع استهلاكي لدى الفرد .

وأوضح أن المبادرات الوطنية في هذا الصدد أفضل بكثير لأنها تراعي أنماط وثقافة المجتمع وتسعى لتحقيق اقصي استفادة منها.