تشتهر محافظة مطروح بالصناعات الحرفية و اليدوية التى تعبر عن ثقافة المجتمع البدوى المنتشر فى قلب الصحراء الغربية , فهذه الصناعات اليدوية متوارثة منذ اكثر من الف عام , وأشهرها صناعة السجاد البدوى ويختلف نسيجه باختلاف حاله النساجات " السيدات البدويات", فهو عملهن في اوقات الفراع الذي يعبر عنهن وعن حالتهن, فلكل سيده الوانها ونسيجها ولكل قبيله طابعها في النسيج مختلف عن القبيلة الاخرى, قديما كان لا يباع انما تصنعه سيدة المنزل بنفسها للاستخدام والتباهي والتفاخر بين مثيلاتها من النساء, انما فى الوقت الحالى فأ؟ختفى النول من منازل البدو وملئ بالمفروشات العصرية فلا تنسج السجاد الان الا فئة تحت خط الفقر لاجل الربح بعدما اقبل السياح العرب والاجانب على شراءه , فإن" الحواية " نسج السجاد يعبر عن عادات وتقاليد وثقافه لم يكن يخطر في بال اهالى مطروح ان تراثه وانتاجه سيكون سلعه لها قيمتها ولها شهرتها الحاليه .
فقد بدأت تجاره السجاد اليدوى فى السبعينيات من خلال بعض المصطافين الذين حضروا الي مطروح والرحلات السياحية الى سيوه , وكانت فرص التسويق اكثر في سيوه لتوافد السياح الاجانب اليها , بالرغم انه لا يصنع بها الا من بعض النساء البدويات اللذين يسكنون فى سيوة , ومازالت اكبر بؤر انتاجه هي مطروح نظرا لاعتماد صناعة السجاد على صوف الاغنام البرقى المنتشرة بصحراء مطروح , فانتاجه مرتبط كليا بالثروه الحيوانيه فكلما زادت جوده الثروه الحيوانيه من الاغنام كلما زادت جوده غزل الصوف لانتاح السجاد.
رصدت "المصور" المراحل التى مرت على هذه الحرفة التراثية من تباهى وتفاخر الى تجارة وايضا رصدت المشكلات التى تتعرض لها , ومخاوف العاملات بهذه الحرفة من شبح الاندثار الذى يهددها وخاصة بعد قيام الثورة والحالة الاقتصادية التى تمر بها البلاد ومطالب العاملين على حماية التراث البدوى ومقترحاتهم من اجل النهوض بالحالة الاقتصاد ية من خلال الصناعات اليدوية والحرفية .
البداية التقت المصور بالحاجة هدية الفردى, احد النساجات البدويات والتى احنى النول ظهرها وحفرت الخيوط اصابعها قائلة " الغطايا ..مش جايبه همها " اى اعمال السجاد اليدوى, فصناعة السجاد اصبحت الان شاقة وتاخذ وقت طويل ولا نجد من يشترى منا . واضافت هدية اننا ننتظر موسم جز صوف الاغنام في اول الصيف ويكون للسيدات نصيب من انتاج الصوف ليقوموا بغسله تم غزله يدويا بالمغزل ليتم صباغته بعده الوان ( الاحمر اللون الرئيسي في التصنيع الاسود الاخضر البرتقالي الازرق و الاصفر ) ثم يتم برم الصوف "بالمبرم " وهو" خشبة طولية ولها رأس مدبب " , تمهيدالعمليه النسج , ثم رص الخيوط متجاوره علي نول افقي ارضي بعدد معين قرابه المائه خيط صوف (وتسمي نفس مفرد انفس ) منسقه بالوان عده حسب القطعه المراد انتاجها بطول يصل الي 6 متر وعرض من 40 سم الي 50 سم,
واضافت هديه انها تتقاضى على متر السجادة 50 جنيها , من التاجر الذى يوفرلها الخامات وقالت اننى اعمل لاساعد ابنائى فى ظروف الحياة الصعبة .
ويقول عوض السنينى احد ابناء مطروح ومهتم بتصنيع السجاد البدوى , انه راي والدته وعماته و جيرانه يجتمعون عصرا علي المسدي لنسج خيوط جديده لقطعه جديده فكان لديه اكبر قدر من المعلومات عن السجاد البدوي لانه كان متعايش معه حتي نضج واتت الظروف للعمل في هذا الحقل ,
فبدات فكره التصنيع تسيطر علي عقله من اجل الحفاظ علي التراث وتابع فقد قمت بالبحث في النجوع علي من لديهن مهارة التصنيع لكن للاسف وجدت الا العجائز الكبيره وبعض السيدات التي مازالت لديها الحرفه ومن هنا بدات فكره فتح بؤر انتاج من خلال السيدات التي طلب منهن التصنيع مع تعليم السيدات الصغيرات كيفيه الانتاج, كما اردت الحفاظ على ثقافة الاحتفاظ بالسجاد داخل منازل البدو, فلم اتجه الى شراء السجاد المصنع قديما حيث انه بعد عده سنوات سينتهي من الاسواق ومن الصحراء وبذلك تندثر هذه الثقافه المؤرثه.
وبدات عمليه التصنيع بخمس سيدات و مع زياده الطلب علي السجاد في سيوه بافتتاح عدد جديد من الفنادق التي رغبت في استخدام السجاد البدوي في اثاثات الفنادق ,زادت بؤر الانتاج الى 20 سيده لكى اوفر انتاج وأستطيع التسويق للمنتج البدوي ,
واضاف انهمن خلال وحده تصنيع الصوف بمشروع موارد مطروح وتوفر الامكانيات تم فتح بؤرانتاج اخرى ,وحدثت انتعاشه فى انتاج السجاد البدوى وتسويقه قبل 2010 ولكن بعد اندلاع الثورة كان لها تاثيرها السلبي في صناعه السجاد بسبب الكساد السياحي فكانت ضربه قاسمه لتجارة السجاد البدوي , وبدأ الاقبال يعود مرة اخرى فى الفترة الحالية حدثت انتعاشه اخرى للتسويق السجاد البدوى ولكن التسويق يعتمد على السياحة الداخلية لمحافظة مطروح وهذا لا يكفى ,
وطالب السنينى, الاهتمام بمصدر الخامات الذى يستخدمه النساجون فى صناعة السجاد وهى الاهتمام بالثروه الحيوانيه "الاغنام " ضروره تكاتف الدوله و المزراعين بتنميه الثروه الحيوانيه التى توفر الخامات من الصوف , وأن يكون التسويق من خلال شركات كبري و عالميه بان تتولي تسويق المنتج الذي مازل يتمتع بخامته الطبيعه ولا يوجد به اي خامات صناعيه مما يزيد اسهمه في التسويق , وان تتم دعوه مطروح للعرض بالمعارض الدوليه والمناسبات الرسميه في مصر و خارجها .
واشار الى ان يتم التنسيق من خلال الدوله في اصطحاب المنتج البدوي في الزيارات الدوليه خارج مصر وان يتم ادراج السجاد البدوي في كتيبات السياحه العالميه في السفارات المصريه بالخارج ,وان يكون التسويق من خلال وزاره السياحه.
واشار السنينى الى ان صناع السجاد يواجهون مشاكل عدة اهمها التسويق فهم يعتمدون على بيع المنتج من خلال السياحة الداخلية فقط,
واشار السنيني الى مشكلة خطيرة وهى مشكلة الجفاف فلها تاثيرها السلبي علي المراعي وجوده الصوف بخلاف انخفاض اعداد الاغنام والاصواف , مما جعلنا نلجا لبديل اخر وهو الصوف الفلاحي برغم انه اقل جوده الانه انه هو المتوفر الان ومشكلة الاصباغ الا ن لا نملك اصباغ طبيعه بكلفه رخصيه او معقوله جميع الاصباع بالمواد الطبيعه تكلفتها كبيره جدا مما يودي يجهد المنتج في تسويقه .
واضاف السنينى اننى اعمل بقوه مع الباحثين الشعبيين بمطروح وبعض المهتمين بالسجاد لاعتماد السجاد البدوي كمؤرت ثافي في اليونسكو كحق لاجدادنا ومنتجنا كما فعلت ايضا الامارات فهو فلابد من الحفاظ علي مؤرثنا الثقاقي .
واكد ان الحالة الاقتصادية هى التى تؤثر فى اقبال الناس على شراء السجاد البدوى واقبال السياح العرب والاجانب على شراءه لرفاهيتهم الاقتصادية كما ان الاجانب عرفو تأثير الخامات الصناعية وبدأو يستعملون الى كل ما هو طبيعى لادراكهم خطورة
وقالت سليمة عبد الرحيم امينة المجلس القومى للمرأة بمطروح على الرغم من اقبال الخارج على شراء السجاد البدوى بمطروح الاانها لا تجد تشجيعا من الجهات المعنية بالصناعة سواءبإقامة معارض لها فى المدن الكبرى بالخارج او الترويج عن الصناعات اليدوية القيمة عن طريق سفارات مصر , حتى يمكن أن نحقق طفرة هائلة فى تسويق تلك المنتجات وتشجيع البدويات على إنتاج كميات كبيرة من منتجاتهم مما يحقق رواجا لمنتجاتنا البدوية ودخلا للأسر البدوية الفقيرة فى قلب الصحراء، ويشجع على تعليم الفتيات تلك الصناعات قبل ان تنقرض .
وتضيف سليمة ان محافظة مطروح يتوافد اليها رحلات الشارتر ويصل اعداد السائحين الى 70 الف سائح ويقبلون على شراء المنتجات البدوية من السجاد ولكن لا توجد معارض تليق بهذا الفن اومنافذ دائمة لبيع تلك المنتجات التى تصنعها البدويات فى الصحراء سواء داخل مدينة مرسى مطروح او فى المنتجعات السياحية
واشارت ان محافظة مطروح تساعد السيدات البدويات من خلال ادارة تنمية القرية بالمحافظة والتى تمنح قروضا بدون فوائد للبدويات لشراء الصوف والألوان لتصنيع السجاد والاكلمة والمشايات اليدوية الا أن عمليات التسويق تحول دون إقبال البدويات على التصنيع الذى يستغرق شهورا حيث إن التصنيع اليدوى يحتاج الى مهارة ذاتية ووقت طويل وتحتاج تلك الاكلمة والاحذية والسجاجيد، بالاضافة الى البطاطين المصنوعة من صوف الضان الى جهود فائقة فى تصنيعها.