الخميس 23 مايو 2024

"الفرستق" قلعة صناعة الفخار بالغربية .. قضت على البطالة .. ولا وجود للمقاهى بها

محافظات6-11-2020 | 19:26

على ضفاف نهر النيل تقع قرية "الفرستق"  قلعة صناعة الفخار بالغربية ، صناعة بدائية يدوية منذ مئات السنين ومازالت تتوارثها الاجيال  عن الاجداد ،وترى فيها الرزق والخير والمهارة والعمل الجاد . صناعة جعلت قرية بأكملها تخلو من البطالة .شوارع هادئة فى النهار لانشغال اهلها بصناعة الخزف والفخار فوقتهم من ذهب .

 

يقول "حمدى ابو جبل " صاحب مصنع فخار هذه المهنة توارثها اباعن جد، وهى مهنة تشتهر بها قرية الفرستق منذ اكثر من 100 عام  ،  حيث يقوم صانعيها بتحويل التراب الى  أوانى فخارية وأكواب تمتاز بالجمال والابداع الفنى ،وكانها قطع للزينة .مؤكدا اقبال المطاعم والتجار على شراء الاوانى الفخارية وذلك لانها صحية ،وتجعل للطعام والشراب مذاق رائع يفوق الاوانى المعدنية بكثير.

 

وعن مراحل صناعة الفخار .. تحويل التراب الى دهب

تبدأ بشراء الطمى الأحمر من أسوان ويصل طن الطين الاحمر الى 400 جنيه ، ويتم نقله عن طريق سيارات نقل ، وبعد وصول التراب الى المصنع ، يتم خلط التراب بالماء على حسب الكمية ويترك لايام حتى يختمر ،ثم يدخل للمرحلة الثانية وهى مرحلة القوالب وهى عبارة عن ماكينة تدخل فيها العجينة من جانب لتخرج من الجانب الأخر عبارة عن لوح من العجين متماسك يتم تقطيعه بطريقة متساوية   ليخرج فى النهاية على شكل اسطوانة يستطيع الصانع التعامل معها وتشكيلها بكافة أشكال الأوانى والرسم عليها،لتأتى المرحلة الاخيرة وهى الدخول الى  الفرن على درجة حرارة عالية ، وبعد الانتهاء يكون المنتج جاهز للتغليف والطرح  فى الاسواق المحلية والتصدير للخارج . مشيرا الى مدى اهتمام الدول العربية  والاجنبية بشراء الاوانى الفخارية والانتيكات لما فيها من مظهر جمالى وشرقى بنقشتها التى تتمتاز بالذوق الرفيع والابداع الفنى .

وتتراوح اسعار الاوانى الفخارية بما يجعلها فى متناول الجميع ،حيث يصل سعر الكوب المزخرف من المصنع الى جنيه ونص ويباع بالمحلات بحوالى خمس جنيها ليربح التاجر فيه. كمل يصل سعر الاوانى الفخارية من 20 الى 40 جنيه على حسب الحجم ، كما يصل سعر القلة من المصنع الى 2 جنيها .

 

 

 

 

لاجود للبطالة ولا المقاهى

يشير حمدى ابو جبل  الى أن الفرستق تحتوى على اكثر من 120 مصنع  وورشة لصناعة الاوانى الفخارية ،يعمل بكل مصنع حوالى 12 عامل من مختلف الاعمار حتى ان طلبة الجامعات يعملون بهذه المهنة لتوفر عائد مادى لهم فهى فى الاساس تعتمد على المهارة اليدوية . كما ان كثرة مصانع الفخار داخل القرية استطاعت ان تقضى على البطالة نهائيا ،وعجب العجاب مع انعدام البطالة انعدمت وجود المقاهى تماما.

 

 

انقراض حرفة صناعة الفخار فى يد الدولة

اشتكى  عمال مصانع الفخار بالفرستق من تعنت المحليات . معربين عن مدى التزامهم بالقرارات الصادرة عن وزارة البيئة والتى امرت بمنعهم من استخدام النشارة كوقود للافران .وهم حاليا يستخدمون انابيب الغاز بحيث يصل متوسط استخدام المصنع حوالى 9 انابيب يوميا تصل قيمة الانبوب الى 40 جنيه بالاشتراك مع استخدام الكهرباء وارتفاع اسعارها .ناهيك عن المحاضر وعدم وجود غاز طبيعى ..لذلك نظم اصحاب المصانع جمعية تحت مسمى "رعاية اصحاب الحرف اليدوية والصناعية" مطالبين الدولة بعمل تراخيص للمصانع وتوفير عدادات كهرباء للحفاظ على البيئة .فصناعة الفخار رزق لجميع ابناء الفرستق رجالا ونساءا ..صغارا وكبارا.