الجمعة 31 مايو 2024

إيمى سلطان: كلمة "رقاصة" لا تُضايقنى.. ولوسى أمى الروحية

فن6-11-2020 | 19:40

كلمة "رقاصة" لا تُضايقنى، واكتشفت بعد الرقص إنى قمت بـ"مصيبة"، وعمرى ما ذهبت للعمل فى شارع الهرم، وأنا راقصة "الهاى كلاس".. هذه عبارات أكدت عليها الراقصة إيمى سلطان فى حوارها مع "المصور". 



"إيمي" عاشت خارج مصر، وتخصصت فى هندسة الديكور، وعملت "باليرينا" لكنها قررت فجأة أن تعمل "راقصة". تقول اكتشفت بعد الرقص إنى عملت "مُصيبة"، مضيفة: المصريين يحبون الرقص الشرقى لكنهم يعتبروه عيب وحرام، والسينما صدرت الرقص بأنها مهنة سيئة السمعة، وأكثر ما يُزعج أهلى هو نظرة المجتمع لي. "إيمي" تحدثت عن أحلامها المستقبلية، وعلاقاتها بالراقصات الكبار فى السطور التالية: 


تخوضين تجربة مختلفة وغريبة على المجتمع المصري.. أنت فتاة متعلمة من طبقة راقية تمتهن الرقص.. كيف جاءت هذه العلاقة؟

تفكيرى فى امتهان الرقص الشرقى جاء عندما كنت فى زيارة إلى تركيا، واكتشفت أن لديهم أماكن تقدم رقصًا شرقيًا مثل المدارس الجميلة، التى كانت موجودة فى الماضى بمصر، بحثت عن متخصصين بالقاهرة، فوجدت راقية حسن ودرست الموضوع وعجبني، وبدأت العمل فى هذا المجال.

وهل كان القرار سهلاً خاصة أن هناك صورة مجتمعية سلبية للرقص الشرقى فى مصر؟ 

أعرف أن الرقص الشرقى شيء غير مقبول، وأن هناك أزمة تجاه من يمتهن الرقص؛ لكن لم أتصور أن النظرة السلبية بهذا الشكل إلا بعد العمل، فاكتشفت أننى قمت بـ"مصيبة"، ولكن أمام نفسى فكل ما قمت به هو تغيير نوع الرقص من "باليه" إلى رقص شرقي.

وما الشروط التى تضعيها.. وهل هناك أماكن معينة ووسط اجتماعى بعينه ترقصين فيه؟

بالطبع لا يوجد أحد يختار نوعية المكان الذى سيرقص فيه؛ لكن هناك من يتفقون مع الشكل الذى أقدمه من رقص، فأجد نفسى مطلوبة فى حفلات "الهاى كلاس"، وأنا أقدم جميع الرقصات؛ لكنى أتفوق فى الرقص على الأغانى الكلاسيكية مثل اغانى أم كلثوم.. ودائمًا تبحث عنى الفنادق الـ 5 نجوم، للرقص فى أفراح الطبقة الراقية، وأستطيع أيضًا تقديم رقص شعبي، ولكن الكلاسيكى يجذبنى أكثر. 

ألم تأتِ لك عروض للرقص فى شارع الهرم؟

عمرى ما ذهبت للعمل فى شارع الهرم، ولا أعرف طريقة العمل هناك، ولم يأتِ لى طلب من شارع الهرم، ومن المؤكد أننى لن أعمل هناك لاننى اقدم الرقص بصورة مختلفة اعتقد انها لا تناسب رقص شارع الهرم. 

كيف كان احساسك عندما اتخذت قرار ارتداء بدلة الرقص الشرقى اول مرة؟ 

بالنسبة لى بدلة الرقص لا تفرق عن ملابس الباليه التى كنت امتهنها، وهناك ملابس رقص شرقى فى عروض باليه مثل عرض  "شهرزاد"، وكنت ارتدى ملابس الباليه عندما كنت "باليرينة"، لذلك لم تكن بدلة الرقص جديدة عليّ، وهناك من يذهبون لمشاهدة الباليه ولم يشتكوا من ارتداء راقصات الباليه بدل رقص شرقي، فلا أعرف لماذا دائمًا الرقص الشرقى عليه لغط وجدل؟، فهم يرتدون نفس بدلات الرقص فى عروض الباليه.. ولاننى احب بدل الرقص جدا فكنت سعيدة بارتداء اول بدلة، ولم افكر فى اى شئ إلا حبى لها وللرقص. 

بتجربتك داخل هذه المهنة.. ما السبب وراء النظرة السيئة من المجتمع للرقص الشرقي؟

السينما والمسلسلات كان لهما أثر كبير على ذلك، لاسيما منذ بداية الستينيات، قبل ذلك كانت الراقصات يحصلن على أدوار بالأفلام داخل السياق الدرامى للأفلام بعيدًا عن مهنتهن كراقصات، ثم انحصرت الراقصة بعد ذلك فى الأفلام حول أنها ترافق رئيس العصابة فى علاقة مشينة وتساعده فى تهريب المخدرات، وأن تكون نهايتها سيئة أو تعتزل وتتوب، فتم تصدير الرقص بطريقة غريبة وتقديمه للناس على أنها مهنة سيئة السمعة،  فأصبحت المهنة مقتصرة على من هى تحتاج للمال، ولم تتعلم حتى يتم توظيفها فى أى مهنة أخرى، ولا نجد من هم من عائلات مرموقة أو حاصلات على شهادة عُليا يمتهنون الرقص، بسبب التصور السلبى من السينما تجاه مهنة الرقص، فمثلا الفنان سعيد صالح فى مسرحية "العيال كبرت" قال لوالده الفنان حسن مصطفى: "بنتك هتشتغل رقاصة"، كل هذه العوامل خلقت صورة ذهنية سلبية. 

ومن أول شخص بين أهلك صارحته بنيتك فى امتهان الرقص الشرقي؟

تحدثت مع أهلي، وتعاملوا مع القرار بامتهان الرقص بشكل عادي، خاصة أننى أرقص باليه، وكنت أدرس الرقص فى مدارس متخصصة، وكان أكثر شيء يزعجهم ويقلقهم هو نظرة المجتمع لي، ولكن فى الحقيقة أنا شخصية قوية لم أبدى اهتمامًا لذلك، وأتمسك بتحقيق كل ما أحلم به.

بصراحة.. ألم تتعرضى لحالة ندم بعد تحويل مهنتك من راقصة باليه إلى راقصة شرقى بسبب نظرة المجتمع للرقص؟

أكثر شيء أزعجنى انحصار الرقص فى الكباريه وشارع الهرم، أما فى الفنادق الخمس نجوم فلا يدخلها سوى الأثرياء، فنجد أن جمهوره كفن قليل جدًا، فلا يوجد رقص شرقى يقدم على المسارح أو فى الأوبرا، مما أدى إلى أن الرقص انحصر بشكل ضيق، وعندما يشاهد الجمهور الرقص يكون فى السينما الذى يقدم الراقصة فى أحياء شعبية، أو أن تكون الراقصة على علاقة ببلطجي، وهذا يضايقني، وغير ذلك فلم أواجه مشاكل فى عملي، لاسيما أن هناك أماكن معينة أعمل بها وهذه الاماكن لا يمكن ان اتعرض فيها لاى نوع من المضايقات.

ألم تجدى مقربين منك تغيروا وابتعدوا عنك بعد أن اتخذتِ قرار امتهانك الرقص؟

دائرة أصدقائى يعرفوننى جيدًا، بالعكس أصدقائى كانوا يدعموننى عندما كنت أتعلم الرقص، ولم أواجه مشكلة فى ذلك، فكانوا سعداء بقرارى وشجاعتى لأنهم يعرفون جيدا من انا ويعرفون حبى للرقص من زمان، فعندما كنت فى سنغافورة كانوا اهل امى يسجلون لى الافلام القديمة التى بها رقص شرقى لأشاهدها على شرائط فيديو عند نزولى لمصر.

قلتِ من قبل إنك تحبين بدلة الرقص قبل امتهان الرقص الشرقي.. فهل للبدلة دوراً كبيراً فى الرقص؟ 

انجذبت للرقص الشرقى من البدل التى كانت تظهر فى الأفلام القديمة، البدل الحالية التى تباع كلها تتعلق بالرقص الشعبي، لم أجد البدلة التى كانت تعجبنى فى الأفلام القديمة، فذهبت إلى الأتيليه لعمل بدلة كلاسيكية بطريقة حديثة، واشتغلنا كثيرا للوصول إلى هذه البدلة، وهو اعادة شكل البدلة الكلاسيكية لكن بطريقة حديثة، وهذا ما كنت اسع له قبل ان اتخذ خطوة الرقص الشرقي، وحاليًا أجد أن هناك الكثير من الراقصات اتجهن إلى هذا النوع من بدل الرقص، وهذا أمر يسعدنى أننى أعدت البدلة الكلاسيكية للسوق.

عشتِ فترة طويلة خارج مصر، متعلمة ومثقفة ومن طبقة راقية.. هل من الممكن أن تساهمى بتغيير نظرة المجتمع للراقصة؟

أتمنى ذلك، لكن لا أستطيع القول إننى جئت لتغيير وجهة نظر المجتمع، ولكن بتصرفاتى أستطيع التغيير بمتابعة المعجبين الذين يقدمون هذه الصورة.

هل لديكِ فرقة خاصة بك؟

نعم لدى فرقة خاصة بى تعمل معى فى الحفلات.

ألم تُفكرتى فى إنشاء مدرسة للرقص الشرقي؟

أقوم فعلا بالتدريس ويأتى لى راقصات مشهورات من الخارج، وأقدم لهن دروساً، لكن حاليًا أضع تركيزى فى الرقص، وأفكر فى فتح مدرسة لتكون هذه المهنة متداولة فى مصر، وذلك فى المستقبل القريب.

وهل تتواصلين مع الراقصات مثل "دينا أو لوسى أو فيفى عبده"؟

التقيت فيفى عبده واستمتعت كثيرًا بلقائها، وحصلت على ورش للرقص مع دينا، ولوسى هى أمى الروحية بعد أن شاهدت رقصى فى الفندق فى احدى الحفلات تواصلت معي، وطلبت منى أن تقوم بتصحيح بعض الأمور لدى فى الرقص، ومن وقتها آخذ رأيها وأستشيرها فى كل شيء فى الرقص.

أحيانًا.. هل تتضايقين من كلمة "رقاصة"؟

لا أتضايق من كلمة "رقاصة" وأضحك عندما يستبدلونها باسم فنانة استعراضية، لقب الفنانة الاستعراضية كبير، ومصر لم تأت سوى بـ 4 فنانات استعراضيات فى مصر على رأسهن نيللى وشريهان، فأنا أعشق شريهان وفوازيرها منذ صغري، وأتمنى عودة الفوازير مرة أخرى للجمهور، واتمنى أن يأت اليوم واستطيع ان اقدم فوازير مثل التى تربيت عليها وعشقتها منذ طفولتي.

وهل تركتِ الباليه أم أنك مستمرة؟

لم أترك الباليه ومازلت أقوم بالتمرين لأحافظ على ما وصلت إليه، ولكن مهنتى الرقص الشرقي.

وماذا عن التمثيل أم أنه أمر مؤجل؟

جاءت لى عروض تمثيل ودرست التمثيل، وعرض على العديد من الأدوار، ولكن جميعها أدوار لراقصات أفسدت نظرة الناس لمهنة الراقصة، وبالطبع ارفضها بشدة، ولن اقدم إلا دورا يصحح معنى الراقصة عند الجمهور. 

هل تخوفى من محاصرة أبناءك بمضايقات بسبب عملك بعد زواجك؟

حتى الآن لم أتأثر بأمر الراقصة، وفكرة الزواج لا أفكر فيها فى الفترة الحالية لتركيزى فى عملي، لكن إذا تزوجت يجب أن يكون شخصًا قابلاً لمهنتي، وفى الحقيقة ليس المجتمع كله ضد الرقص، وهناك مثقفون يرون أن الرقص الشرقى فن، كل مهنة فيها الصالح ومن قاموا بأخطاء، المصريون يحبون الرقص، ولكنهم ينكرون ذلك بالحديث عن أنه حرام أو عيب، وفى النهاية تجد من يشاهد الرقص بشكل سرى أو من ترقص فى غرفتها، فيجب أن يتعود المصريون على أن يكون لديهم تسامح ورضاء مع أنفسهم.