الإثنين 20 يناير 2025

محافظات

الفنون الجميلة بالمنيا.. هنا قلعة المواهب

  • 6-11-2020 | 20:53

طباعة

فى أغلب حوادث الإرهاب والفتن الطائفية، يتردد اسم محافظة المنيا بقوة، وكأن هذه المحافظة كُتب عليها أن تكون مصدر شغب وقلق؛ لكن ما لا يعرفه الكثيرون أن هذه المحافظة تضم واحدة من أعظم كليات الفنون الجميلة، ليس على مستوى مصر فقط؛ بل على مستوى العالم.. فكلية الفنون الجميلة فى المنيا بها ثانى متحف على مستوى العالم يضم 750 عملا يحكى سيرة الفن المصرى خلال المائة سنة الماضية.. كما أن أعمال أبنائها من المبدعين تُزين المحافظات المجاورة، وتُزين ميادين المنيا.. فالكلية تعمل على اكتشاف المواهب فى جميع المجالات، وتوفر لهم جميع الإمكانيات لكى ينتجوا ويقدموا كل ما هو لافت.  

وكلية الفنون الجميلة بجامعة المنيا تُعد الثالثة على مستوى الجمهورية وأنشئت عام 1983، وتضم 5 أقسام وهى "قسم العمارة والديكور الذى ينقسم لشعبتين، وقسم الفنون التعبيرية الذى يضم (فنون السينما والمسرح والباليه)، وقسم الجرافيك الخاص (بالطباعة وتصميم الكتب والمطبوعات والإعلانات وتصميم الشعارات وأيضا قسم التصوير (تصوير زيتى وتصوير جداري)، بجانب قسم النحت والذى ينقسم لشعبتين، وكلية فنون المنيا بها 3 أقسام للنحت الميدانى قسم النحت البارز (جدارية وأسطح المعاينة)، والنحت الخزفى وهو مستحدث وخاص بفنون الخزف.. والكلية تخرج منها العديد من الأساتذة، فمثلا كليات فنون الجميلة بالأقصر وأسيوط نتاج جامعة المنيا وتولى قيادتها أساتذة فنون المنيا، كما تتزين العديد من الميادين بالمنيا ومحافظات أخرى بأعمال أساتذة فنون المنيا. 

الدكتور سامى أبو طالب عميد كلية الفنون الجميلة بالمنيا، أكد أن الكلية يوجد بها قسمان غير مسبوقين على مستوى كليات الجمهورية، وهما الرسوم المتحركة والترميم، وذلك نظراً لوجود مناطق أثرية كثيرة بالمنيا، كما يوجد مركز الإبداع للفنون، به متحف غير مسبوق ويُعد المتحف الثانى على العالم، والمتحف موضوع على الخريطة السياحية للمنيا ويضم 750 عملا يحكى سيرة الفن المصرى خلال المائة سنة الماضية حتى الآن، منها عدد 250 لوحة وتماثيل وجرافيك معارة من مركز الفنون التشكيلية بالقاهرة والإسكندرية، والباقى نتاج ورش فنية لمصريين وأجانب على مساحة 5 قاعات، كل قاعة 500 متر مربع، تضم العديد من الأعمال الفنية لمدارس الفن المصرى المعاصر، ويوجد به أعمال لفنانين أجانب، وجارٍ إنشاء قاعتين كبيرتين لفن الكاريكاتير وفنون الميديا.. ونعمل لكى يصبح المكان مركزا مجمعا لمتاحف جامعة المنيا للعلوم والفنون.  

مضيفاً: الكلية لا تعمل بمعزل عن المجتمع، ونحاول ربط كل أقسام الكلية ومشاريع التخرج بدراسة المجتمع والبيئة، وأيضا فى رسائل الدكتوراه والماجستير نوجه الاهتمام بالتاريخ المصرى القديم، ونقوم بعمل الكثير من المعارض فى قاعات العرض للأساتذة والهواة، لافتاً إلى أن ظاهرة الإرهاب نتناولها فى أقسام الديكور والجرافيك والرسوم المتحركة من خلال الأفلام والمسرحيات، والتوعية سواء عن طريق أفلام دعائية أو مصورة أو ملصق إعلاني، كما أننا فى رسائلنا نراعى أن تصل للمجتمع بكل أطيافه، فكل القضايا المجتمعية نتناولها فى التصوير والأقسام الأخرى والنحت، فمثلاً هذا العام طالبة متميزة صممت نحتاً تحدث عن فناني الزمن الجميل خلال  فترة الأربعينيات من القرن الماضي، وتم عرضه أمام مركز المؤتمرات فى جامعة المنيا، وقد طلبت مدينة الإنتاج الإعلامى عمل نسخة منه بها، كما أننا تحركنا وقمنا على الفور بعمل تمثال لنفرتيتى بمدخل مركز سمالوط بدلاً من التمثال المشوه لنفرتيتي، والذى كان موضوعاً عند المدخل، وأثار ردود أفعال سيئة وضجة على المستويين المصرى والعالمي.

من جهته، قال الدكتور محمد جلال حسن نائب رئيس الجامعة لخدمة المجتمع وشئون البيئة، وأستاذ النحت وعميد كلية الفنون الأسبق، إن كلية الفنون الجميلة بها أقسام مختلفة، ونقوم بعمل اختبار قدرات لاكتشاف الطلاب الموهوبين لرعايتهم وتنمية موهبتهم، مما يزيد الذوق الجمالى ويهذب النفس، فجميع الحضارات كانت مرتبطة بالعلم والفن فى وقت واحد، كما أن وجود كلية الفنون الجميلة بالمنيا غير الكثير، فلو أننا أجرينا دراسة للمحافظة قبل الكلية لوجدنا الفرق كبيرا، فأبناء وخريجو الكلية قاموا برفع الذوق على مستوى العمائر والفيلات والمحلات التجارية، ووجود الكلية وخريجيها أوجد الثقافة الفنية.

مؤكداً قمت بالإشراف على مشروع التخرج للطالبة "مي" التى عملت مشروع التخرج لفناني الزمن الجميل، موضحاً أن "مى" عرضت كاريكاتيرا بشكل جميل، واقترحت أن يكون مشروعها للشخصيات، وقمت بتشجيعها وزملائها وأعطيتهم فرصا، ولأول مرة تخرج مشاريع الطلبة وتتجمل بها الجامعة.

أما الدكتور حمدى عبد الستار عضو هيئة تدريس بكلية الفنون الجميلة بالمنيا، فطالب بزيادة الميزانية لتوفير الخامات للطلاب، مؤكداً أنه منذ فترة كبيرة لا يوجد أى اعتراضات من الطلاب أو المجتمع الجامعي، والناس بشكل عام أصبحت تتقبل الأعمال الفنية، بدليل هناك الكثير من الأعمال التى تزين مساحات المنيا الجديدة.


    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة