السبت 8 يونيو 2024

مطايا الإخوان

فن8-11-2020 | 17:38

كثيرة هى الأقنعة الزائفة التى ترتديها جماعة الإخوان الإرهابية لتخدع الأحزاب والشخصيات العامة وما يطلق عليهم النخبة لتوقعهم في فخ التحالف معها.

في عام 1984 فاجأ الإخوان الجميع بتحالفهم مع حزب الوفد الجديد برئاسة فؤاد سراج الدين رغم سنوات العداء الطويلة بين الاثنين.

وفى جلسة مكاشفة سئل مرشد الإخوان عمر التلمسانى عراب التحالف مع الوفد عن السبب الحقيقى لهذا التحالف أهو تغير في الأفكار أم مصالحة جديدة أم ماذا؟

قال: الوفد مجرد مطية وجدناها فركبناها!!!

يظن الذين يدخلون في تحالفات مع الإخوان أنهم شركاء متساوون... يقدمون ما يطلب منهم منتظرين من الإخوان الوفاء بعهودهم ويطول الانتظار ويكتشفون أنهم ليسوا شركاء وإنما ضحايا استغلهم الإخوان لتحقيق أهدافهم.

أو بالتعبير الإخوانى مجرد مطايا وجدها الإخوان فركبوها ليصلوا إلى أهدافهم.

في هذا المقال نكشف بعضا من مطايا الإخوان وما نالوه مقابل تحالفهم معهم.

•السادات

أعطى الرئيس السادات جماعة الإخوان قبلة الحياة بعد الهزائم المادية والفكرية والتنظيمية التى مُنيت بها الجماعة فى عهد الزعيم جمال عبدالناصر... أخرجهم من السجون ... أعادهم لوظائفهم ... رد لهم مقراتهم... سمح لهم بمجلاتهم... والأكثر من ذلك سمح لهم بغسيل سمعتهم الإرهابية والظهور بمظهر ضحايا النظام الناصرى وجعل الناس ينسون جرائمهم تجاه مصـر والمصـريين.

كانت أكثر من قبلة حياة... لقد كان السادات بالنسبة لهم السماء التى أمطرت عليهم ذهباً.

وعندما قتلته رصاصات الغدر يوم نصره فماذا قال الإخوان عن حليفهم؟ وماذا كان جزاء إحسانه لهم وتحالفه معهم؟

فقد أصدر مصطفى مشهور عددًا من مجلة الطيور المهاجرة التي تصدرها الجماعة في فيينا، وعلى غلافها صورة خالد الإسلامبولي وقتلة السادات في القفص، وقال: أبناء الإخوان في سجون مصـر.

وقد حصد الإخوان نتيجة هذا الغلاف مبلغ مليون دينار كويتي جمعها الداعية أحمد القطان لأعضاء تنظيم الجهاد المحاكمين في قضية الجهاد الكبرى، وسلمها للإخوان المسلمين في مصـر عندما علم أن أعضاءهم هم الذين يحاكمون في هذه القضية.

ليت الأمر توقف عند انتهازيتهم  للحدث لحصد الأموال ولكن اقرأ هذا النص في تعليق الإخوان على مقتل السادات في كتابهم: «المنهج الحركي للسيرة النبوية».

«فزعماء الطاغوت اليوم أشعلوا الحرب على المسلمين، قتلوا رجالهم، ولم يستحيوا نساءهم، بل تجاوزوا فرعون الذي طغى، هؤلاء يتقرب إلى الله تعالى بدمائهم، وما فعله شباب الإسلام في الحاكم الذي تحدى المسلمين في الأرض، فصالح عدوهم اليهود في يوم عيدهم حين قتلوا هذا الطاغية إنما غسلوا عار المسلمين جميعًا في أرض الكنانة، بل في كل مكان من الأرض الإسلامية، ونصـروا الله تعالى ورسوله بالغيب، وشـروا أنفسهم لله "

إنه نص مفزع، كاشف عن حقيقتهم.

السادات أصبح الآن بعد مقتله في نظرهم زعيمًا من زعماء الطاغوت، تجاوز فرعون الذي طغى، الطاغية أصبح يتقرب إلى الله بدمه وانظر إلى الحسم في أن قتلة السادات قد شـروا أنفسهم لله ونصـروا الله تعالى ورسوله بالغيب.

أينصـر الله ورسوله بالغدر وبالغيلة وبالقتل وبنكران الجميل؟!

تلك كانت نظرتهم الحقيقية له وأخفوها تحت ستار التحالف معه.

•منتصر الزيات

تحالف  منتصر الزيات مع الإخوان  في انتخابات نقابة المحامين عام 2004 وكان حليفهم في مجلس النقابة فى مواجهة النقيب سامح عاشور وفى العام التالى ذهب إلى مكتب الإرشاد لينال مكافأته نظير تحالفه معهم وطلب منهم إخلاء دائرة بولاق الدكرور له ودعمه في الدائرة في انتخابات مجلس الشعب 2005 فرفضوا فصرح في (جريدة الجمهورية 10/11/2005) قائلاً:-

"إن الإخوان تعمدوا ترشيح أحد قياداتهم أمامه في الدائرة وقد كان الأجدر بهم  أن يُخلو الدائرة لأخٍ لهم يرفع نفس الشعارات التي يرفعونها".

 وقال: لم أكن أتصور أن الإخوان الذين أخلوا بعض الدوائر من أجل الأقباط والحزب الوطني يرفضون إخلاء دائرتي".

لم يع أنه مجرد مطية امتطاها الإخوان في نقابة المحامين وانتهى دوره!!!

•الجماعة الإسلامية

بعد استيلاء الإخوان على الحكم في مصر عقدوا تحالفاً مع الجماعة الإسلامية من أجل تمرير الإعلان الدستورى ​المشؤوم ودستورهم وبالفعل كانت الجماعة الإسلامية بمثابة البلطجى الذى هدد به الإخوان خصومهم فى الاتحادية، وفى الإعلان الدستورى وفى حصار​المحكمة الدستورية ​العليا وفى تمرير الدستور...

كان الاتفاق بين الجماعة والإخوان على​منحهم خمسة عشـرمقعدًا بالتعيين فى مجلس​ الشورى، ولكن الإخوان لم يو​فوا بعهدهم كعادتهم وأعطوا الجماعة ثلاثة مقاعد فقط.

فخرج صفوت عبدالغنى فى مؤتمرصحفى وفضح ​هذا الاتفاق وخيانة ​الإخوان لعهدهم مع ا​لجماعة.

فالجماعة في عين الإخوان مجرد مطية للوصول لدستورهم.

•حلفاء فيرمونت

فندق فيرمونت لمن لا يعرف هو المقر غير الرسمى للرئاسة في عهد الاحتلال الإخواني لمصر ففيه تم عقد مؤتمر القمة الإسلامية في فبراير 2013 وكان هناك طلب من جهات أمنية بعقدها في شرم الشيخ بسبب الإجراءات الأمنية إلا أن المؤسسة الرئاسية أصرت على عقد القمة بفندق "فيرمونت".

وفيه أيضاً تم عقد لقاء بين وفد يترأسه قائد الحرس الثوري الإيراني، وقادة الإخوان لبحث تشكيل حرس ثوري إخواني لقمع المتظاهرين، وهو اللقاء الذي أطاح بأحمد جمال الدين وزير الداخلية السابق لأنه رفض الاستجابة لطلب الجماعة بقمع المواطنين.

وفيه جمع مرسي عددا من الشخصيات والرموز السياسية ليلة إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية وحضر الاجتماع علاء الأسوانى، حمدى قنديل، عبدالغفار شكر، عمار على حسن، النائب حاتم حزام، عبدالجليل مصطفى، وائل غنيم، وائل قنديل، محمد القصاص، هبة رؤوف عزت، سيف الدين عبدالفتاح، رباب المهدى، محمد عثمان، وائل خليل، خالد السيد، شادى الغزالى، أحمد ماهر، إسلام لطفى، محمد الشهاوى (ممثلا عن أبو الفتوح) وعقدوا تحالفاً عرف بمعاهدة "فيرمونت".

كان هدف الإخوان الضغط لتمرير مرسى ليصل إلى منصب الرئاسة بينما خرج المجتمعون بعدما ابتلعوا الشرك الإخوانى ليقولوا "إن ما يجمعنا بالرئيس الجديد هو وثيقة شراكة حقيقية فى مشروع وطنى جامع، ينطلق من أنه رئيس لكل المصريين وليس رئيسا لجماعة أو معبرا عن تيار بعينه.. ومن هنا فهذه الجبهة ليست جهة دعم وتأييد غير مشروطين، بل هى حسب الاتفاق الواضح الصريح طرف أساسى وشريك فى شراكة وطنية، الأمر الذى يفرض عليها واجبات المتابعة والمراقبة والمحاسبة أيضا. "

وكعادتهم لم يف الإخوان بتعهداتهم.

وغسل حمدى قنديل الذى تلى بيان معاهدة فيرمونت يده من هذا التحالف فقال "اليوم، بعد تشكيل الحكومة على النحو الذى شكلت به، وبعد النكوص عن التعهدات التى أعلنت ضمن اتفاق الشراكة فى(فيرمونت) فإننا لا نستطيع تحمل مسئولية هذه الشراكة، بل إنها فى واقع الأمر لم تعد قائمة".

لقد وعى المجتمعون في فيرمونت بعد فوات الأوان أنهم مجرد المطية التى امتطوها من فيرمونت لتصل بهم  إلى قصر الاتحادية.

•المطية الجديدة

رغم كل هذه الشواهد والسوابق التاريخية لخيانة الإخوان لكل حلفائهم  لم ير الفريق شفيق ذلك وإنما مد لهم يده ليعطيهم قبلة حياة... وضع يده في أيديهم الملوثة بدماء المصريين ... خرج ليعلن بيانه للشعب من قناة العدو القطرى فجاء بيان حرب لا بيان ترشح كما نسجوا له وخدعوه.

لقد خلع بذلته العسكرية بما تحمله من أنواط وميداليات وأوسمة الشرف العسكرى في تحالفه مع الإخوان ليكون مطية الإخوان الجديدة ..

ولكنها لن تحملهم إلى ما يبغون  فالشعب قد وعى الدروس جيدا  فهو لهم بالمرصاد.