الأربعاء 26 يونيو 2024

بذكرى وفاته.. «باكثير» رائد الأدب الإسلامي وصاحب أطول عمل مسرحي

فن10-11-2020 | 12:22

تحل اليوم الثلاثاء، ذكرى رحيل المسرحي الكبير علي أحمد باكثير ، والذي رحل عام 1969 بعد أن ترك لنا إنتاجًا أدبيًا زاخرًا انتصر فيه لقضايا الوطن العربى الكبرى فى صورة درامية مؤثرة.

 

وخاض "باكثير" مسيرة طويلة ما بين البلاد والعباد، وما بين الشعر والمسرح والرواية، خاضها حضرمي الأصل، ، رائد الشعر الحر ويعتبر رائد الأدب الإسلامي، فهو صاحب أطول عمل مسرحي عالميًا وذلك عندما عكف على كتابة الملحمة الإسلامية الكبرى عن ثاني الخلفاء الراشدين "عُمر بن الخطاب"، وفي خضم إنجازاته المتعددة، حصل "باكثير" على العديد من الجوائز أهمها جائزة الدولة التقديرية الأولى والتي جاءت مناصفة مع الأديب نجيب محفوظ.

 

ووُلد "باكثير" في 21 ديسمبر 1910، في مدينة سورابايا بإندونيسيا لأبوين عربيين من حضرموت -اليمن-، كان والده يعمل تجارًا وكان من المهاجرين الذين استقر بهم الحال في إندونيسيا لإزدهار تجارتهم، يُنتسب "باكثير" إلى قبيلة "كندة" والتي تُعرف باسم "قريش العرب"، والمعروف عنها عراقتها فإليها ينتسب أعظم شعراء الجاهلية " امرؤ القيس " ، وعالم الإجتماع " ابن خلدون " ، وقد تفاخر بنسبه من خلال قصيدة " منهاج امرؤ القيس".

 

حين بلغ العاشرة، انتقل مع أبيه إلى موطنه الأصلي "حضر موت"، ليتلقى تعليمه وينشأ فى كنف عقيدته العربية الإسلامية، وقد كانت مدرسة النهضة العلمية أولى خطواته إلى طريق العلم، حيث بدأ يدرس اللغة العربية والشريعة الإسلامية بشغف شديد، وكانت مدرسته أولى المدارس النظامية فى مدينته "سيئون" بحضر موت فقد كان التلاميذ يتلقون تعلمهم فى الكتاتيب، ثم يتقلون الدروس المتقدمة فى الفقه والعلوم العربية على أيدى مشايخ، وقد كان أبيه من أولى المؤسسين لهذه المدرسة.


وبعد عام واحد فقط من استقراره فى "سيئون"، وظهرت مواهبه المتعددة فبدأ يكتب الشعر منذ نعومة أظافره، وهو دون الثالثة عشر، فقد كان الشعر فى أسرته ميراثًا ، وقد تولى إدارة مدرسته "النهضة العلمية"، وهو فى العشرين من عمره.

 

وكانت مصر محطته الثانية، والتحق "باكثير" بجامعة " فؤاد الأول " وحصل على ليسانس الآداب قسم اللغة الإنجليزية، وقد بزغ نجمه فى تلك الفترة فبدأ يكتب الشعر الحر "شعر التفعيلة" وإليه نُسبت الريادة فى ذلك النوع الأدبى الجديد، الذى دفع به إلى الظهور على الساحة الأدبية منذ ترجمته لمسرحية شكسبير الشهيرة "روميو وجوليت" فى 1936.

 

وتوالت أعماله الشعرية فألف مسرحية "إخناتون ونفرتيتى "كاملة بالشعر الحر" ، واستكمل "باكثير" تعليمه فى جامعة فؤاد الأول فحصل على الدبلوم من معهد التربية للمعلمين عام 1940، وعمل مدرسًا للغة الإنجليزية لمدة 14 عامًا ، ثم فى عام 1954 حصل على منحة دراسية فى فرنسا .

 

تنوع الإنتاج الأدبى الذى كتبه "باكثير" ما بين الرواية والمسرح والشعر ولكن كانت الغالبية العظمى للمسرح فقد كان مخلصًا وفيًا له، فقد كان أول عمل مسرحى شعرى له هو "همام فى بلاد الأحقاف" ، وفى عام 1961 كان أول أديب يحصل على منحة تفرغ ليكتب الملحمة الإسلامية الكبرى عن "عمر بن الخطاب" والتى اعتُبرت فى ذلك الوقت ثانى أطول عمل مسرحى عالميًا، ثم لحق بها أعماله المسرحية: "الدودة والثعبان"، "أحلام نابليون"، "مأساة زينب"، والتى عبر من خلالها عن تداعيات غزو نابيلون لمصر.

 

نال "باكثير" فى عام 1949 جائزة وزارة المعارف عن مسرحية "السلسلة والغفران"، ومن أهم الأعمال التى قدمها للمسرح "مسرح السياسة"، "التوارة الضائعة"، "حرب البسوس"، "سرالحاكم بأمر الله"، "عاشق من حضر موت"، "الشيماء شادية الإسلام" وغيرها الكثير.


ومن أهم رواياته "الثائر الشجاع"، "وإسلاماه" التى تم تقديمها إلى السينما فى عمل سينمائى من بطولة أحمد مظهر، رشدى أباظة، لبنى عبدالعزيز، عماد حمدي، و" الفارس الجميل"، "ليلة النهر"، "عودة المشتاق"، "الشيماء ".

 

 كان أول من خص القضية الفلسطينية بعمل مسرحى فى عام 1944، وهو "شيلوك الجديد"، فقد كان يعى جيدًا أن حاضر أى أمة محصور بماضيها، ولا حياة لأمة مبتورة الصلة بماضيها، لذلك فقد عكف أن يقدم أعماله الأدبية منكهة بالتاريخ ما بين الأساطير والتاريخ الفرعونى والإسلامى الذى استحوذ على حيز كبير من أعماله لتظل فى حيز القراءة والدراسة والنقد حتى يومنا هنا.