تحتفي الأوساط الفنية اليوم بذكرى ميلاد، جانيت جرجس فغالي، هو الاسم الذي ولدت به صباح، في 10 نوفمبر من عام 1927، في وادي شحرور، في جبال لبنان، ومن هنا اكتسبت لقب "الشحرورة". 

وأطلق عليها هذا اللقب من قبل المنتجة آسيا داغر، والشحرورة هي في الواقع أشهر إناث الطيور اللبنانية التي تتميز بجمال صوتها، واكتسبت صباح العديد من الألقاب خلال مسيرتها الفنية الحافلة، من ضمنها "صوت لبنان".

ويذكر أن الفنانة  الراحلة ولدت بلبنان ولكن انطلاقتها كانت من مصر حيث أختارها المخرج الراحل بركات لتقدم أول أفلامها السينمائية عام 1941 و هو فيلم "القلب له واحد"،  مع النجم الراحل أنور وجدي، ونجحت الفتاة الصغيرة في بطولة الفيلم الأول، ولكنها واجهت بعده لفترة عدم اقتناع المخرجين والمنتجين بصوتها خاصة أنها ظهرت في وقت كان حافلًا بأصوات نسائية قوية ومتميزة،  ولكنها أصرت على مواجهة الواقع الفني الذي كان محيطاً بها واستطاعت أن تثبت للجميع أنها فنانة صاحبة صوت جميل وقادرة على المنافسة. 

وتميزت صباح بأناقتها اللافتة للأنظار، ولمساتها الرقيقة في جميع ملابسها وتصفيات شعرها واكسسوارتها الجميلة، والتي لا يوجد مثيل لها عند غيرها من نجمات جيلها ، كما كانت تعشق مواكبة أحدث صيحات الموضة الجديدة، و تعشق أيضا حضور عروض الأزياء.

وفي لقاء نادر مع الإعلامية سلوى حجازي عام 1966 في برنامج نجوم على الأرض ظهرت صباح  متفائلة وواقعية جدا وتعيش الحياة ببساطة شديدة للغاية وأنها لا يمكن أن تكذب أبدا، وذكرت فى هذا اللقاء أن أغلى شيء عندها في الحياة أولادها واخواتها.

وأضافت الشحرورة أن شخصية الرجل هي التي تخطف نظرها أولاً ولا يهم أن يكون فنان أم لا وأهم صفة يجب أن تتوافر فيه ألا يكون كاذبا حتى يحظى باحترام الأخرين.

ويذكر أن صباح لديها شخصية مواجهة لكل شيء، وكما ذكرت أنها دائما مسئولة عن كل شىء حيث أنها نشأت ببيت تحملت فيه المسئولية منذ نعومة أظفارها ، وأضافت أن المسئولية برغم صعوبتها أحيانا ألا أنها تحمل فى داخلها  لذة وسعادة و هي أفضل بكثير من أن يكون الشخص كسولا لا يرغب بفعل شىء.

وبالرغم من تفاؤل الفنانة صباح وضحكاتها المستمرة طوال اللقاء، إلا إنها اعترفت بمرو بعض لحظات اليأس في حياتها حيث أضافت: "لو مشعرتش باليأس في مرة ما بكون ست بتحس بضعف أحياناً".

ويذكر أن صباح كان لديها نزيف بأحبالها الصوتية حيث أجهدتها بكثرة الحفلات، وكذلك جاء هذا النزيف بسبب قلقها على ابنتها في يوم من الأيام وبدأت بالصراخ عليها حتى البكاء ومنذ ذلك الوقت انقطع عرق صغير في أحبالها الصوتية وحدث النزيف وتجلط الدم على الوتر لفترة، وأشارت إلي أن لولا تشجيع سعاد فغالي أختها والفنان عبدالسلام النابلسي على أن صوتها حلو وتستطيع الغناء كانت انهارت.

وذكرت الفنانة صباح في لقاء يجمعها بالإعلامي وائل الإبراشي حي أنها لم أكن محظوظة في اختيار الزوج المناسب، وتوضح الشحرورة أنها كانت تحلم بأسرة هادئة ومستقرة وزوج لن يخونها أو يبتعد عنها في يوم من الأيام، إلا أن الواقع كان مريرا وكل أزواجها خانوها رغم أنها في تلك الفترة كانت من أكبر الجوائز التي يمكن أن يفوز بها رجل في حياته، إلا أن أزواجها خانوها بطرق لم يكن لها حل سوى الطلاق، حتى رشدي أباظة الذي كانت تحبه وهو يذوب عشقا فيها أيضا خانها وهي أيضا خانته.