الخميس 16 مايو 2024

عضو جمعية "الحساسية والمناعة" الدكتور مجدي بدران يكشف طبيعة وخطورة موجة كورونا الثانية وسيناريوهات المواجهة (حوار)

تحقيقات10-11-2020 | 19:51


أعداد إصابات كورنا في مصر لا تشكل موجة ثانية حتى الآن


التباعد الاجتماعى يجعل الفيروسات تموت جوعا


التخلى عن الكمامة ربما يتسبب في هلاك المئات  


قال الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، إن الالتزام بالإجراءت الاحترازية يعد طوق النجاة من خطر الموجة الثانية لجائحة كورونا، التي تهدد العالم، مؤكدا أن تكرار نجاح الدولة المصرية في صد الموجة الأولى، يتوقف على مدى التزام وتعاون المواطنين.


وأوضح في حوار أجرته معه "الهلال اليوم" أن ظهور موجة ثانية لفيروس كورونا، ناجم عن عدد من الأسباب لا بد من التعرف عليها، لدرء خطورة الفيروس، كما حدد سيناريوهات التعامل مع الجائحة، وطرق الوقاية من الوباء فإلى نص الحوار.


السؤال الذي يشغل الكثيرين حاليا.. هل أوشكنا على الدخول في الموجة الثانية لكورونا؟


أعداد حالات الإصابة الجديدة بكورونا فى مصر بلغت حتى شهر نوفمبر الجاري، حوالى 1867 حالة إصابة، بمتوسط 207.4 مصاب لكل يوم، وهذا لا يشكل موجة ثانية، ومازالت أمامنا فرصة كبيرة للحد من تسارع وتيرة العدوى بكورونا كوفيد-١٩ حتى الآن.


وكيف يمكننا التعامل مع الموجة الجديدة حال قدومها؟


هناك عدد من السيناريوهات المتوقعة مع قدوم الموجة الثانية للفيروس، منها السيناريو والمتوقع ويتلخص في أن يعود المواطنون إلى الالتزام بالتدابير الوقائية، وتحدث زيادة طفيفة في معدلات الإصابة، وتنجو مصر من  مخاطر الموجة الثانية، أما السيناريو الثاني، الذي لا بد أن نحذر منه نظرا لخطورة عواقبه، ويتمثل في استمرار تجاهل المواطنين للتدابير الاحترازية والوقائية، وبالتالي سوف يستغل فيروس الكورونا ذلك، وينتشر بسرعات أعلى، وتزداد معدلات الإصابة، وندخل بقوة فى الموجة الثانية، وهذا لا نتمناه لأنه سوف يرهق المستشفيات، ويعطل الاقتصاد، وتضطر مصر للعودة إلى الحظر والإغلاق.


أيهما اشد خطورة الموجة الأولى أم الثانية؟


الموجة الثانية للعدوى أسرع فى الانتشار من الأولى، وأضخم، خاصة أنها تقترب من التلاحم مع موجة الإنفلونزا.


هل تجربة مصر في التعامل مع الجائحة كافية لدحر الموجة الثانية؟


مصر تفوقت واستطاعت السيطرة على الموجة الأولى للفيروس، لدرجة أنها سبقت العديد من دول العالم مثل الولايات المتحدة، ودول في أوروبا، لكن هذا ليس مبررا لأن يهمل المواطن التدابير الوقائية،  فالمعركة لا تزال مستمرة، وأي خطأ أو تهاون أو استهتار، ربما يكون قاتلا.


من واقع خبراتك.. ما أسباب ظهور موجة ثانية للوباء؟


ظهور الموجة الثانية لفيروس كورونا، ناجم عن عدد من الأسباب، التي تنطبق على أي فيروس تنفسي، بما فيها فيروس كوفيد-١٩، وهي: العامل المناخي فانخفاض درجات الحرارة، وانخفاض الرطوبة، يزيدان من فترات بقاء الفيروسات حية في البيئة/ أكثر من فترة بقائها خلال فصل الصيف، مما يزيد من فرص الانتشار وعدوى المواطنين، كذلك فإن الاستهانة بالفيروس، والاستهتار بالتدابير الوقائية، واختفاء التباعد الجتماعي، واستئناف الأنشطة المعطلة، وافتتاح المصانع، وعودة الطلبة للمدارس، كلها أسباب تؤدي إلى الموجة الثانية، خاصة إذا أضفنا إليها حدوث طفرة جينية في الفيروس، تجعله يتغلب على المناعة البشرية، أو يخدعها فلا يتعرف عليه الجسد البشري، أيضا فإن عدوى فئات أخرى من المجتمع، ليس لديها مناعة ضد الفيروس، ولم تتعرض له في الموجة الأولى، مع تحالف الفيروسات، إذ ربما تتزامن العدوى بالفيروس التنفسي، في الموجة الثانية لكورونا مع موجة أخرى لفيروس تنفسي آخر كفيروس الإنفلونزا، وهذه أيضا من أسباب الموجة الثانية.


ما الظروف التي تسهم في نشاط الفيروس؟


مازال تدخين التبغ البوابة الأولى لكورونا وفيروسات الشتاء بشكل عام، ولهذا فعلى الجميع حماية البيوت المصرية وأماكن التجمعات من سموم التبغ، التي تفتك بـ8 ملايين من البشر كل عام، أي حوالي 7 أضعاف ضحايا كورونا، إلى الآن، ومع دخول الشتاء ينبغى التحذير من الأماكن المغلقة، خاصة الحمامات والأسانسيرات.


هل التطعيم ضد الانفلونزا يسهم في مجابهة كورونا؟


أحذر من أي شائعات تخوف المواطن من تطعيمات الإنفلونزا، وأدعو المسنين وأصحاب الأمراض المزمنة، والأطفال، والمدخنين، إلى التطعيم ضد الإنفلونزا، لمنعها من الانتشار والتحالف مع كورونا، وكذلك لا بد من الحفاظ على التباعد الاجتماعي، الذي يجعل الفيروسات تموت جوعا، فلا تجد من يستضيفها، حيث إننا لو حافظنا على التباعد لمدة أسبوعين فقط، فنستطيع أن نصد أي هجوم يفيروسي تنفسي.


ما روشتة التعامل مع الوباء؟ وطرق الوقاية منه؟


هناك عدد من الإجراءات ينبغي علينا الالتزام بها قدر الإمكان لمجابهة الفيروس، تتمثل في ضرورة نشر ثقافة غسل الأيدي، والتوعية بعدم لمس الأنف أو الفم أو العين، إلا بعد غسل الأيدي بالماء والصابون، أو تطهيرها بالكحول جيدا، وأيضا اتباع الطريقة الصحيحة لغسل اليدين من خلال استخدام ماء نظيف جارٍ دافئ، وكذلك تقليم الأظافر، وغسل ما تحتها وما بين الأصابع جيدا،  ثم تجفيف اليد بمناديل ورقية تستخدم مرة واحدة أو بماكينة الهواء الجاف، وفتح وغلق الصنبور أبواب وصنابير دورات المياه، باستخدام منديل ورقي، لأنها يمكن أن تكون حاملة لأنواع كثيرة من الميكروبات وليس كورونا فقط