الأربعاء 27 نوفمبر 2024

فن

"اختفاء زمردة".. قصة من مجموعة جئتك بالحب لـ"تيسير النجار"

  • 11-11-2020 | 11:35

طباعة

انتصبت الشجرة بكبرياء؛ ظللت بقعة كبيرة من الأرض بأوراقها الكثيفة ذات الخضرة الزاهية، كأنها هبطت من الجنة وسكنت أرضنا، العصافير تدور حولها بفرح وبهجة؛ لم يلحظ أحد ظهورها المفاجئ؛ أنها لم تكن هنا بالأمس، في غفلة من الجميع وُجدت مع الفجر أو قبله بقليل، كانت العتمة طاغية والمصابيح نائمة. 

حدث في القرية مصيبة عظيمة اختفت زمردة. زمردة الفتاة الأكثر جمالاً ونضجًا؛ زمردة التي فكر العمدة أن يجعل القرية تحمل اسمها؛ زمردة التي لا يذكر أحد من القرية كيف كانت الحياة من قبلها؛ عمت الفوضى في كل درب، الكل يسأل أين ذهبت زمردة؟ خجلت الشمس من نشر كل نورها في غياب زمردة؛ فكان الصباح يشبه وقت المغرب، أخوها الصغير لم يستطع بلع الماء كان طعمه سيئًا لأنه ليس من كفيها، جدران منزلها تئن لفقدانها ولم يعد الصوت يحتمل، الجميع خرج؛ يصرخ في كل اتجاه : هل رأيتم زمردة؟ أبوها المريض تكالب عليه الإعياء فلم يهرب المرض من لدونة يديها وبسملتها وهي تعطيه الدواء. القرية حزينة وحيرى، يلجأ الجميع إلى زمردة، يتغزل .. يشكو .. يبكي .. يفرح، هي الجدار الذي يستند عليه كيف تميل وتختفي؟ حبيبها شعر أن صدره فارغ من قلبه، ركض مثل المجنون حافي القدمين؛ زائغ النظرات، كل شيء حزين ومرتبك. كانت أختها تبحث ورأسها يدور في كل ناحية، رأت أن هناك شجرة عظيمة وافرة لم تكن بهذا المكان، خضراء أوراقها مثل البراعم في رقتها بالرغم من حجمها الكبير؛ لم تستطع أن تكتم دهشتها حين رأيت خاتم زمردة ملتصق بجزع الشجرة.


    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة