الأربعاء 29 مايو 2024

سياسيون: زيارة السيسي إلى اليونان تعزيز للتعاون ودعم لاستقرار شرق المتوسط

تحقيقات11-11-2020 | 16:20

وصف سياسيون العلاقات المصرية اليونانية بأنها نموذج لتلاقي الحضارات والتعاون الوثيق، موضحين أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي تعزز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين في ظل توافق الرؤى والتنسيق المشترك، لتحقيق أمن واستقرار منطقة شرق المتوسط التي تشهد تهديدات بسبب التصعيد التركي وتدخلات أنقرة غير المشروعة.


وكان الرئيس السيسي قد بدأ مساء أمس زيارة إلى اليونان، فيما عقد صباح جلسة مباحثات مع رئيسة اليونان كاترينا ساكيللاروبولو، وكذلك لقاءا برئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكي، حيث أقيمت مراسم استقبال رسمية للرئيس السيسي، لدى وصوله القصر الجمهوري اليوناني، وتم عزف الموسيقى العسكرية واستعراض حرس الشرف، كما وضع الرئيس السيسي، إكليلا من الزهور على قبر الجندي المجهول.


وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إنه تباحث مع رئيس الوزراء اليوناني بشأن تأثير الوضع الليبي على كامل دول الجوار بمنطقة شرق المتوسط، مشددا على أهمية أن يكون الحل سياسي بالدرجة الأولى، مضيفا أنه تم التأكيد على الالتزام بمقررات المم المتحدة ذات الصلة وإعلان القاهرة وتفكيك الميلشيات المسلحة ودعم وحدة الأراضي الليبية وإعادة توحيد مؤسسات الدولة الليبية.


وأضاف السيسي، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء اليوناني: لقد اتفقنا على الحاجة الماسة لمضاعفة الجهد الدولي لمجابهة خطر الإرهاب بما في ذلك التصدي للدول الداعمة له ومحاسبة الدول والتي تنتهك قرارات مجلس الأمن بدعمها لهذه الميلشيات.



تعزز العلاقات الاستراتيجية

وفي هذا السياق، قال طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى اليونان تكتسب أهمية كبرى للتأكيد على العلاقات الوثيقة التي تربط بين أثينا والقاهرة، مضيفا أن العالم أجمع يمر بموجات عنف وعدم استقرار وكذلك سلوك تركيا ودعمها لجماعات التطرف والإرهاب التي تضرب المنطقة، لذا كان لابد من التوافق بين مصر واليونان وكذلك قبرص، لأنهم تربطهم مصالح مشتركة ويرفضون العنف وانتهاك القوانين الدولية.


وأوضح البرديسي في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن مصر رسمت حدودها وفقا للقانون الدولي للبحار واتفاقية البحار المبرمة في 1982، ووقعت مصر في أغسطس الماضي اتفاقية لترسيم الحدود البحرية مع اليونان لتستطيع كل دولة الاستفادة من مواردها الطبيعية من نفط وغاز، وهذا لن يتحقق إلا بترسيم الحدود.


وأشار خبير العلاقات الدولية إلى أن مصر دولة عريقة ذات حضارة تاريخية وهي الحضارة الفرعونية واليونان صاحبة الحضارة الإغريقية ومنذ عهد الإسكندر الأكبر وما قبله هناك علاقات بين البلدين، وتوجد جالية يونانية في مصر وجالية مصرية في اليونان، مؤكدا أن العلاقات بين البلدين وثيقة وهناك تقارب في العادات والطباع كدولتي جوار في حوض المتوسط.


وأكد البرديسي أن الملفات المطروحة خلال زيارة السيسي لليونان ومباحثاته مع قادتها متعددة، حيث يجمع البلدين مشروعات مشتركة في كافة المجالات وتبادل تجارب وتقارب في وجهات النظر، مضيفا أن الرئيس السيسي اليوم بعد لقائه برئيسة اليونان سيعقد لقاءً برئيس الوزراء اليوناني وكذلك وزير الطاقة والبيئة.


وأضاف أنه انطلاقا من هذه العلاقة الوثيقة والتعاون الاستراتيجي بين البلدين فمن المهم عقد هذه المباحثات وتوحيد الرؤى المشتركة بين البلدين، وكذلك متابعة الاتفاقيات وبروتوكولات التعاون بينهما، مؤكدا أن البلدين يتقاربان مما يدعم أوجه التعاون سواء في النشاط السياحي أو الربط الكهربائي أو الصادرات وغيرها من المشروعات والأنشطة المشتركة.


نموذج لتلاقي الحضارات

ومن جانبه، قال الدكتور أشرف سنجر، أستاذ العلوم السياسية بجامعة بورسعيد، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي اليونان، هي زيارة رسمية في إطار تقوية العلاقات بين البلدين، مضيفا أن الرئيس السيسي منذ توليه المسئولية حرص على تعميق التعاون مع أثينا، ويجري خلال زيارته عددا من اللقاءات مع المسئولين هناك لبحث قضايا التعاون الثنائي وذات الاهتمام المشترك.


وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن أبرز هذه القضايا محاربة الإرهاب وتيارات التطرف التي تهدد الدولة الوطنية، وكذلك تأكيد اتفاق اليونان ومصر وقبرص على تطبيق القانون الدولي في استخدام المناطق الاقتصادية، مضيفا أن الغاز الطبيعي هو أحد مجالات التعاون بين الدول الثلاث، مما يدفع ويعزز العلاقات المصرية الأوروبية.


وأكد أن مصر واليونان تتفقان في وجهات النظر، وعلاقات البلدين نموذج لتلاقي الحضارات والاتفاق بين الشعبين وقادتهما، مضيفا أن مصر تدعم اليونان وقبرص في مواجهة التدخلات التركية غير المشروعة، التي تمثل استفزازا في منطقة شرق المتوسط، حيث تستهدف الدول الثلاث تحقيق الاستقرار في هذه المنطقة مما يدفع التعاون نحو التنمية الاقتصادية وتحقيق الاستقرار لشعوب هذه المنطقة.


وأشار إلى أن الرئيس السيسي عقد جلستي مباحثات مع رئيسة اليونان ورئيس الوزراء، وهذه اللقاءات أظهرت حفاوة يونانية بالرئيس السيسي، حيث قلدت رئيسة اليونان السيسي أعلى وسام في الجمهورية، موضحا أن مصر واليونان أيضا تمثلان رسالة تلاقي الحضارات والأديان والمحبة، وخاصة بعد أزمة الرسوم الفرنسية المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، حيث يمثل تعاون اليونان ومصر نموذج للتعاون بين دولتين إن اختلفتا في الدين يجمعهما مفهوم المحبة والتعاون بين دولتين.