أحمد عرابي.. زعيم أحيا الثورة في نفوس المصريين
ولد أحمد الحسيني عرابي في 31 مارس 1841 وتوفي في 21 سبتمبر 1911، في قرية هرية رزنة بمحافظة الشرقية.
وقاد الثورة العرابية ضد الخديوي توفيق ووصل إلى منصب ناظر الجهادية "وزارة الدفاع حاليًا"، وكان برتبة أميرالاي "عميد حاليًا.
وفي سن الثامنة، طلب من أبيه أن يلحقه بالجامع الأزهر فأرسله إلى القاهرة ودخل الأزهر في نوفمبر عام 1849، ومكث فيه أربع سنوات أتم خلالها حفظ القرآن الكريم وأجزاء من الفقه والتفسير.
التحق عرابي بالخدمة العسكرية في 6 ديسمبر عام 1854، وبدأ كجندي بسيط، وذلك حين أمر محمد سعيد باشا بإلحاق أبناء المشايخ والأعيان بالجيش ضمن جهوده للمساواة بين الشركس والمصريين.
ووصل أحمد عرابي إلى رتبة ملازم ثان بعد أربع سنوات فقط في الخدمة، ثم ارتقى عرابي سلم الرتب العسكرية بسرعة في عهد سعيد باشا حيث حصل خلال عام 1859على ترقيتين هما يوزباشي "نقيب حاليًا" وصاغ "رائد حاليًا".
وأصدر ناظر الجهادية عثمان رفقي باشا عدد من القرارات التي اعتبرها الضباط المصريون تحيزًا للشركس في الجيش على حساب المصريين، ما أدى لغضب الضباط المصريين واتهموا الشراكسة بالعمل على استعادة دولة المماليك.
ردًا على قرارات عثمان رفقي، ثم اجتمع الضباط المصريون على تقديم مذكرة لرياض باشا رئيس النظار وقعها عرابي واثنين من زملائه شملت "المطالبة بتعديل قوانين الجيش للمساواة بين جميع الأجناس في الجيش، تعيين ناظر الحربية من الوطنيين، المطالبة بقيام مجلس نواب وطني وزيادة عدد الجيش المصري إلى 18 ألفًا.
استجاب الخديوي لمطالبهم وعين محمود سامي باشا بعد تزكية عرابي له رغم كونه من الشراكسة. وشرع محمود سامي في تعديل القوانين العسكرية وإصلاحها، ولكن سرعان ما عزله رئيس النظار وعين مكانه داود باشا.
وفي 9 سبتمبر 1881، قدموا مذكرة ثانية يُعلمون فيها الحكومة بقدوم كامل القوات المقيمة بالقاهرة إلى سراي عابدين في عصر نفس اليوم لعرض طلباتهم على الخديوي، فاستجاب الخديوي لمطالبهم مرة ثانية فأسقط الوزارة وأنشأ مجلسا للنواب وزاد عدد الجيش.
وفي 14 سبتمبر 1881، قامت الثورة العرابية، التي قال فيها عرابي خطبته الشهيرة "لقد خلقنا الله أحرارًا، ولم يخلقنا تراثًا أو عقارًا؛ فوالله الذي لا إله إلا هو، لا نُورَّث، ولا نُستعبَد بعد اليوم".
واستجاب توفيق لمطالب الجيش حين رأى التفاف الشعب حول عرابي، وعزل رياض باشا من رئاسة النظار، وعهد إلى محمد شريف باشا بتشكيل الوزارة وتشكلت بذلك أول نظارة شبه وطنية فى تاريخ مصر الحديث.
وسعى عرابي ورفاقه لوضع دستور للبلاد، ونجح في الانتهاء منه وعرضه على مجلس النواب الذي أقر معظم مواده، ثم عصف بهذا الجهد تدخل إنجلترا وفرنسا في شؤون البلاد بعد أن ازدادت ضغوط الدول الأوروبية الدائنة على مصر التي بات يتعين عليها دفع ما يقارب العشرين مليون جنيه إسترليني أو ما يقرب من ثلث دخلها القومي سنوياً لسداد الديون.
وتشكلت حكومة جديدة برئاسة محمود سامي البارودي، وشغل عرابي فيها منصب ناظر الجهادية "وزير الدفاع" ونائب رئيس مجلس النظار.
وقوبلت نظارة "البارودي" بالارتياح والقبول من مختلف الدوائر العسكرية والمدنية، لأنها كانت تحقيقًا لرغبة الأمة، وكانت عند حسن الظن، فأعلنت الدستور، وصدر المرسوم الخديوي به في 7 فبراير عام 1882.