السبت 11 مايو 2024

الإنجاب.. متعة مجانية أحياناً الخصوبة.. ليست دائما وراء الزيادة السكانية

27-4-2017 | 11:09

بقلم – محمد بهائى السكرى
يخطئ البعض فى اعتقاد أن زيادة عدد السكان ترتبط بازدياد فى الخصوبة . فرغم أن التكاثر يحتاج إلى قدر من الخصوبة إلا أن الخصوبة أو القدرة على الإنجاب تتعلق بعوامل صحية وبدنية وغذائية معينة بينما ازدياد عدد السكان يرتبط بعوامل اجتماعية وفكرية ونفسية وعقائدية وبيئية . فكل منها يحتاج إلى دراسة على حدة لمعرفة ما يؤثر فيه.
وعندما نتأمل الخصوبة نجد أن لها متطلبات محددة وعوامل تؤثر فيها .
فهى تقتضى سلامة الجهاز التناسلى فى الذكر والأنثى. وإن كان وجود بعض الأمراض فيهما قد لا يعوق الإنجاب، ولكن قد يؤثر على الذرية.
كما أنها تحتاج إلى قدر من الصحة العامة والغذاء الجيد. ورغم ذلك ينجب الكثيرون وهم مصابون بأمراض مزمنة مثل السكر وارتفاع ضغط الدم. بل حتى مع وجود شلل فى أحد أجزاء الجسم.
والغذاء ضرورة للصحة بوجه عام، ولكن الكثير من الناس تنجب مع وجود سوء تغذية أو نقص فى الفيتامينات والمعادن والأملاح، وإن كان هذا قد يؤدى إلى ذرية ضعيفة أو مشوهة أو تعانى من أمراض مختلفة.
والإنجاب يحتاج إلى وجود الرغبة الجنسية، وهى ليست بالضرورة قائمة على الحب أو المودة، كما إنها فى بعض الأحيان تتم بصورة غريزية بعيدة تمام البعد عن الرقى الإنسانى.
وعلى الجانب الآخر عندما ندرس العوامل التى تتسبب فى زيادة عدد السكان نجد أنها مختلفة تماماً . كما أنها ترتبط أشد الارتباط بالمعتقدات والثقافة والحالة الإجتماعية والنفسية والظروف البيئية.
وقد لفت نظر الباحثين فى علم الإجتماع أنه فى وقت الحروب يتزايد عدد السكان ويكثر الإنجاب وأرجعوا ذلك إلى رغبة دفينة فى البقاء وحفظ النوع.
وعندما نتأمل  المجتمعات المختلفة المتقدمة منها  والنامية نجد أن الدول المتقدمة تتميز بقلة الإنجاب . ولكنها فى نفس الوقت يرتفع فيها مستوى التعليم والوعى الصحى ومستوى المعيشة . وفى كثير من الدول النامية نجد إقبال شديد على الإنجاب قد يحتاج تفسيره إلى فروض عديدة . فهو يمثل فى كثير من الأحيان متعة مجانية تعوض عن ضغوط الحياة والإحباط فى كثير من المجالات. كما أنها مرتبطة بالجهل الذى يعتبر أن الإنجاب شئ والتربية والتعليم شئ آخر ليس له قدر كبير من الأهمية. كما أن الذرية قد تعد بالنسبة لهم مصدراً لدخل غير محترم عن طريق التسول والعمل فى حرف بدانية بأجر متدنٍ.
وفى كثير من الأحيان يرتبط الإنجاب بفقدان الإحساس بالمسئولية.
فالطفل بالنسبة لهم ليس كنبتة تحتاج إلى الرعاية والعناية حتى يشتد عودها وتؤتى ثمارها هو كمّ مهمل يعيش فى الحياة كالحشائش الضارة ليس لها فائدة بل قد تجلب المفاسد. ومن هنا نجد سوء معاملة الذرية خاصة النبات وإهمال تعليمهن والإساءة إليهن وسرعة التخلص منهن بتزويجهن فى سن صغيرة فتباع كما تباع الجوارى.
إن زيادة عدد السكان غير المنظمة أو المرؤوسة ظاهرة مرضية وهى تشكل عبئا وخطورة على المجتمع. فكل طفل صغير لا تحسن تربيته يصبح قنبلة موقوتة.
كما يمثل ابتزازاً لموارد الدولة من أشخاص لا يقدرون المسئولية .
كما أن زيادة عدد السكان يؤدى إلى دائرة مغلقة يدون فيها الفقر والجهل والمرض دورة لا نهائية.

 

    Dr.Radwa
    Egypt Air