الخميس 6 فبراير 2025

ألو يا مجلس " 2 "

  • 27-4-2017 | 11:10

طباعة

بقلم : إقبال بركة

 ما كتب فى أحدث تقرير لمحرك البحث "ويكيبيديا" عن المرأة المصرية يطرح العديد من الأسئلة حول كيفية عمل مؤسساتنا القومية وتجاوب المسئولين عنها مع ما يحدث فى العالم من حولنا.

ومما لاشك فيه أن أحد مهام المجلس القومى للمرأة، بل أهمها، أن يمد أصحاب التقارير العالمية بالحقائق التى تدحض الأكاذيب، وبالأدلة الموثقة والأرقام الصحيحة التى تمحو عار الإهمال والتخلف عن وجه النظام الحالى, إن مقارنة الماضى بالحاضر كما جاءت فى تقرير "ويكيبيديا" تثير الحزن والحسرة على ما آل إليه حال المرأة المصرية فى عصر "حقوق الإنسان"، والمؤتمرات الدولية المتتالية للمرأة، وبعد ثورتين مجيدتين، فبعد أن يمر التقرير بأحوال المرأة فى كل العصور التى مرت بها مصر من الفرعونية حتى ثورة يناير 2011، يعترف بأن "المرأة المصرية أدهشت العالم بدورها فى ثورة يناير وما تلاها من فعاليات سياسية، وضحّت الكثيرات منهن بحياتهن وأبنائهن من أجل تحقيق تطلعات المصريين فى الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية, وشاركت الفتيات فى الوقفات الاحتجاجية التى مهدت لهذه الثورة ولعبن دورا أساسيا على موقعي التواصل الاجتماعى فيس بوك وتويتر المحفزين للثورة ومحركها الأساسي, ورغم كفاح المصريات وسقوط عدد منهن قتيلات برصاص قوات الأمن أثناء الثورة التي دامت 18 يوما، وكانت في مقدمة صفوف الثوار ومن بعدها صفوف المحتفلين بانتصار الثورة وعزل النظام الحاكم، إلا أنه سرعان ما عاد التهميش الواضح للمرأة ومطالبها!"

ثم يبدأ الجزء الذى يحتاج الى تصحيح وتوضيح من المجلس القومى للمرأة وهو الخاص بفض تظاهرات يومي 8-9 مارس 2011 بمناسة اليوم العالمي للمرأة التى نزل فيها عدد من النساء إلى ميدان التحرير وتعرضن لاعتداءات لفظية وتحرشات جسدية عنيفة، ثم ما تلاها من فحوص العذرية، وحادثة "ست البنات" التي تم فيها سحل إحدى المتظاهرات والاعتداء عليها وتعريتها التي تداولت صورتها عبر جميع الوسائط الإعلامية.

ويتعرض تقرير "ويكيبيديا" لظاهرة التحرش الجنسي المنهجي بالنساء والفتيات في الأماكن العامة، فيزعم أن الحكومة لم تبذل أية محاولات جادة للتدخل ووقف هذه الممارسات أو ردع مرتكبيها! ويرصد التقرير التراجع الشديد فى أحوال المرأة فى العام الذى تولى فيه الإخوان المسلمون الحكم، والتجاوز الشديد لقوات الأمن أثناء المظاهرات المنددة بحكم الإخوان والاحتفال بعزل مرسي وتولي السيسي مقاليد الأمور، وأن عام 2012 وحده شهد أكثر من 50 مسيرة ووقفة احتجاجية نسوية "يقول التقرير", وقد تجمعت أعداد تصل إلى الملايين من مناصري الرئيس المعزول محمد مرسي في ميداني رابعة العدوية والنهضة للتنديد بالانقلاب والمطالبة بالإفراج عن مرسي، وشاركت النساء المنتميات لجماعة الإخوان المسلمين وغيرهن في المظاهرات والاعتصام, ووقع عدد من النساء ضحايا عملية فض الاعتصام بالقوة العسكرية.

ويزعم تقرير "ويكيبيديا" أنه منذ 30 يونيو 2013 حتى نوفمبر 2014 وقعت 30 جريمة اغتصاب ضد نساء المعارضة، ووصل عدد جرائم التحرش الجنسي بالسيدات إلى 623 واقعة، بالإضافة إلى 524 واقعة أخرى قامت بها قوات الأمن أثناء التظاهرات السياسية المناهضة للانقلاب أو أثناء الاعتقال والاحتجاز, كما وقعت 317 حالة كشف حمل قسرا على الفتيات والنساء المعتقلات في مصر أثناء ترحيلهن إلى السجون أو مقرات الاحتجاز...الخ

التقرير ليس سريا ويمكن لأى مهتم بشئون مصر أن يطلع عليه وأرجو أن يتسع وقت د. مايا مرسى وزملائها أعضاء المجلس القومى للمرأة  للإطلاع عليه ومراجعته وتصويب ما يستحق التصويب وإضافة المستجدات.

    الاكثر قراءة