السبت 11 مايو 2024

رئيس قطاع السكان وتنظيم الأسرة د. سعاد عبدالمجيد : لولا جهود القطاع لزدنا 27 مليون نسمة.. والزيادة السكانية تنتهى تماماً فى 2040

27-4-2017 | 11:18

حوار: دعاء نافع
تصوير: مصطفى سمك
مازالت محافظات الصعيد الأكثر احتياجاً للتوعية.. و26% من أمهات الصعيد لاتريدن إنجاب عدد كبير من الأبناء
نجاح تجربة الرائدات الريفيات أصبح نموذجا يحتذي  ولدينا أربعة عشر ألف مدربة  على أعلى مستوى
يعتبر قطاع السكان وتنظيم الأسرة من أهم قطاعات وزارة الصحة والسكان لما يقدمه من خدمات عديدة من شأنها الحفاظ على صحة الأم والجنين والطفل، ودوراً تثقيفيا مهماً لكيفية تحديد النسل فى الوقت الذى يناسب كل أسرة، ومن خلال هذا اللقاء مع الأستاذة الدكتورة سعاد عبدالمجيد رئيس القطاع كان هذا الحوار لنتعرف على ما يقدمه من دور إيجابى يصب فى صالح المشكلة السكانية.
● بداية ما هي  محاور خطة قطاع السكان وتنظيم الأسرة؟
- نعمل من خلال محاور خمسة لدعم الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة، وبالتالى خفض عدد السكان بطريقة تسمح بتواجد فوائد التنمية لكل المواطنين وتشمل محور إتاحة خدمات تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية بالمناطق النائية وللفئات المحرومة.
المحور الثانى: رفع جودة خدمات تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية، والثالث تأمين توافر وسائل تنظيم الأسرة، والرابع التسويق الاجتماعى لخدمات تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية، أما المحور الخامس فهو  دعم الشراكة مع الجهات التى تعمل فى مجال السكان.
وكل هذا لصالح الأسرة المصرية، وذلك لأنه وبكل أسف الزيادة السكانية تفوق معدلات التنمية، مما يؤدى لزيادة نسب  البطالة والأمية.
● ماذا عن برنامج تنظيم الأسرة؟
- برنامج تنظيم الأسرة أحد أهم الأهداف لدينا كقطاع ويعتمد على تثقيف الأسرة بأهمية المباعدة بين الولادات لأربع سنوات وقد أثبتت الأبحاث أن هذه المباعدة تقلل بشكل كبير جداً نسب وفيات الأمهات والأطفال لتمتع كلاهما بالصحة الجيدة، وبالنسبة للأطفال فقد قلت النسبة لأكثر من الثلثين، هذا بالإضافة لتمتع الأسرة بالرفاهية المادية وتقليل نسبة العنف ، وتمتع أفرادها خاصة الأبناء بالسلوك السوى والبعد عن الاضطرابات النفسية.
● أى المحافظـات كانت فى احتياج لهذه التوعية بشكل أكبر؟
- محافظات الصعيد..فبناء على المسح السكانى لعام 2014 هي الأكثر احتياجاً، فهناك 26% من الأمهات لا تريدن إنجاب عدد كبير من الأطفال ، لكنهن  لا يعرفن  وسائل تنظـيم الأسرة فأكثر الأمهات فى محافظات الصعيد يتفاجئن بحمل غير مرغوب فيه خاصة بعد الولادة مباشرة لمعتقدات أن كل وسائل منع الحمل تتعارض مع الرضاعة الطبيعية، أو إنها حائل للحمل، وهذا اعتقاد خاطىء فكل وسائل تنظيم الأسرة مناسبة، ولكن حسب ظروف كل سيدة وحسب سنها وصحتها، ومن ضمن الأشياء التى نحرص عليها  نصح السيدة وهي تغادر المستشفى بعد الولادة بما يناسبها، وقد أجرينا  حصرا لكل المستشفيات ومراكز خدمة ما بعد الولادة لنرشد الأم إلي وسيلة الحمل المناسبة.
● هل هذه الوسائل متوافرة بشكل كاف؟
- كل وسائل منع الحمل متوافرة فى كل منافد وزارة الصحة والسكان، وكلها تخضع لمعايير منظمة الصحة العالمية وللرقابة، نحن كقطاع نضخ فى الصيدليات هذه الوسائل عن طريق الشركة القابضة المصنعة لحوالى 4 مليون شريط منع حمل فى الفترة الماضية، أيضا نضخ شهريا داخل المراكز فقط مليون شريط حبوب منع الحمل مجاناً، وهذا الدعم الهائل من قبل الحكومة له مردود إيجابى فكل جنيه تستثمره الحكومة فى تنظيم الأسرة يوفر 56 جنيهاً لدعم التعليم والصحة والغذاء والسكن، وكل جنيه تدفعه الحكومة فى قطاع الوقاية يوفر 90 جنيها فِى العلاج.
● لماذا لا نصنع وسائل تنظيم الأسرة إلى الآن؟
- نحن لا نصنع وسائل منع الحمل ليس عجزا  مننا على الإطلاق بل لأن أى خط إنتاج لكى ينجح ويكسب لابد أن يصدر إنتاجه ، ومعظم الدول النامية تستورد هذه الوسائل من الدول الكبرى، وبالتالى هناك حسابات اقتصادية لهذا الإنتاج بداية من فتح أسواق للتصدير لدول أخرى.وهذا ما نحاول فعله فى الفترة القادمة.
● وماذا عن الرائدات الريفيات؟
- لدينا أربعة عشر ألف رائدة ريفية لها اتصال مباشر بالمرأة من خلال طرق الأبواب ليقمن بتوعية النساء والرد على أى استفسار صحى ،وكل رائدة حاصلة على مؤهل متوسط ويتم تدريبها على أعلى مستوى ، وتكون من نفس الحى الذى تعمل به أو القرية، ولها ثمانى زيارات فى اليوم وتكون الأولوية للمستخدمات الجدد لوسائل منع الحمل أو الأقل ثقافة.
وهنا أؤكد أن دور الرائدة الريفية مهم جداً، لذا فهناك خطة لزيادة العدد، ونجاح تجربة الرائدة الريفية فى مصر أصبح نموذجاً ناجحاً فى مؤتمر وزراء الصحة العرب، والذى عقد فى القاهرة الشهر الماضى،فهى مزودة بدليل تدريبى وعلى درجة كبيرة من الثقافة ونراعى فى الاختيار أن يكون لديها القدرة على توصيل الرسالة بشكل بسيط ومفهوم وجيد، ولديها الرغبة فى العمل الميدانى والمجتمعى ونحظى بالقبول، يتم تدريب هؤلاء الرائدات لمدة خمسة أشهر ويتم اختبارهن وفى الخطة الجديدة سنقوم بتدريب كل الرائدات على برنامج أكثر تطورا.
● ما ثمار كل هذا المجهود بالنسبة للمرأة والطفل؟
- من خلال الوحدات الصحية المنتشرة فى كل محافظات مصر، والتي  تشمل العديد من العيادات وليس فقط عيادة تنظيم الأسرة ،وتعمل على متابعة الأم الحامل من خلال خمس زيارات طوال فترة الحمل أو تحويل المرأة الحامل لمستشفى النساء في حال كان  لديها أمراض معينة  تمثل خطورة، وفى كل زيارة نعطى لها التطعيمات وللجنين أيضا ويكون لنا دور مهم بالنصح بالولادة، أما فترة النفاس وهى ما بعد الولادة مباشرة وهى مهمة جداً نحاول متابعتها ومتابعة المولود، كل هذه الجهود أثمرت عن تقليل عدد الوفيات بشكل كبير، ففى التسعينيات من القرن الماضى كانت نسبة الوفيات 144 سيدة لكل 100 ألف أم، وصلنا الآن لـ49 سيدة فقط لكل 100 ألف، ويرجع هذا العمل للوحدات الصحية، وما تقوم به من توعية شاملة ومتابعة دقيقة بعد الولادة من خلال مجهودات هذا القطاع ودعم الدولة لنا، أيضا لدينا نادى للمرأة ويشمل 2425 نادى فى الوحدات الصحية يقوم بالتثقيف الصحى ومحو أمية الأمهات ويساعد الأمهات على استخراج شهادات الميلاد لهن، وكذلك الرقم القومى، كما يساعدهن على تعلم الحرف وإعطاء قروض صغيرة وهذا جزء من التمكين الاقتصادى للمرأة.
● كل هذه الجهود وما زلنا نعانى من مشكلة زيادة السكان فما السبب!؟
- المجتمع المصرى 60% منه  شباب ما بين 35:19 سنة وهو سن الزواج والإنجاب ، وهناك  2 مليون زيجة سنويا لتكوين مليون أسرة، وبالتالى مع إنجاب أول طفل يكون لدينا مليون طفل بجانب الأسر الأقدم والتى مازالت تنجب، ولولا جهودنا لزذنا 27 مليوناً من التسعينيات إلى الآن، ومع ذلك نحن نروج لفكرة إنجاب طفلين فقط والتباعد بينهم، وسوف نصل لمرحلة أن معدل المواليد يعادل الوفيات، وبالتالى لن تكون هناك زيادة فى عام 2040 وفى الثمانينات من القرن الماضى كان المعدل الإنجابى 5.3 لكل أسرة ، وصل في 2014 لـ 3.3 والآن ونحن فى 2017 المعدل أقل وهذا الفرق بسبب مجهودات قطاع الأمومة والطفولة وتكاتف أجهزة الدولة معنا، وفى الفترة القادمة سنضاعف العمل لنصل للنسبة المرضية.

    Dr.Radwa
    Egypt Air