أكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير
الأوقاف، اليوم الجمعة، أن هناك فرقًا بين التعبير عن الرأى وادعاء احتكار الحقيقة،
فالرأى يعبر عن وجهة نظر صاحبه ولا يمكن أن يوصف بأنه يمتلك الحقيقة، طالما لم يكن
هناك نص قطعى الثبوت قطعى الدلالة لا يمكن أن يحمل على أى وجه غير الحقيقة، مؤكدًا
أن الأقوال الراجحة ليست معصومة، والأقوال المرجوحة ليست مهدومة .
وقال الوزير، خلال لقاء عقده بقيادات
وأئمة الأوقاف بمحافظة الإسماعيلية بحضور اللواء شريف فهمى بشارة، محافظ
الإسماعيلية، إنه عندما يتحول الرأى إلى فحش وإيذاءات وسباب وشتائم وكذب وافتراء
واجتزاء للأقوال وفبركة للأحداث لا يسمى برأى، إنما الرأى هو الرأى المنضبط، يقول
تعالى:"ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ
الْحَسَنَةِ"، والحكمة هى العقل، ونبينا "صلى الله عليه وسلم"
تعامل بهذه الحكمة مع الأعرابى الذى بال فى المسجد، هكذا يكون الحوار فى الإسلام،
بناءً هادفًا إيجابيًا .
ووجه الدكتور محمد مختار جمعة،
وزير الأوقاف، الشكر إلى اللواء شريف فهمى بشارة محافظ الإسماعيلية، وقيادات
المحافظة على هذه الدعوة الكريمة، موجهًا الأئمة بضرورة الوعى بما تتطلبه المرحلة
الراهنة، مشيرًا إلى أن موضوع خطبة اليوم يتناول أدب الحوار والتعبير عن الرأى،
موضحًا أن المراد بالحوار هو الحوار الهادف الراقى الذى يقوم على العقل والمنطق
والحجة والبرهان، وقد قالوا قديما: العاقل يفكر قبل أن يتكلم والأحمق يتكلم دون
أن يفكر، يقول "صلى الله عليه وسلم": "إن من أكبر الكبائر أن
يلعن الرجل والديه..."، ويقول تعالى: "وَقُولُوا لِلنَّاسِ
حُسْنًا"، ويقول سبحانه: " وَقُلْ لِعِبَادِى يَقُولُوا الَّتِى هِى
أَحْسَنُ"، وسيدنا عمر بن الخطاب (رضى الله عنه) عندما مر على قوم يوقدون
النار قال السلام عليكم يا أهل الضوء ولم يقل يا أهل النار، ويقول تعالى: "
وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ
عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ".
وشدد الدكتور محمد مختار جمعة على أنه من يموت منا
دفاعًا عن الكنيسة كمن يموت دفاعًا عن المسجد، فقوى الشر لا تستهدف المسجد لذاته
ولا الكنيسة لذاتها، وإنما تستهدف الوطن بعينه، فكل ما يدعو إلى البناء والتعمير
فهو الدين الحقيقى، وكل ما يدعو إلى التخريب والفساد ليس من الإسلام ولا من
الأديان فى شيء.
أهدى وزير الأوقاف، فى نهاية
اللقاء، الحضور نسختين من كتابى: "حماية دور العبادة"، و"حماية
الكنائس فى الإسلام"، موضحًا أن مصالح الأوطان لا تنفك عن مقاصد الأديان،
والدين والوطن يدفعان إلى الأسس المشتركة للحوار البناء، وأننا جميعًا نحمى وطننا
بكل مؤسساته ومقوماته.