الأحد 19 مايو 2024

الســـيــاحة الــعـــلاجيــة منجم الخير لمصر وأهلها

27-4-2017 | 11:24

بقلم – حسن حسنى
لايمكن لأحد إنكار أهمية السياحة العلاجية كأحد المصادر الهائلة لزيادة دخل الدولة من العملة الصعبة، حيث تمتلك مصر كل المقومات الطبيعية لإنجاح هذه السياحة، وكذلك لايمكن لأى وطنى مخلص من السادة المعنيين والقائمين على الشأن السياحى فى مصر أن يبخل بجهده وفكره لإدارة تلك الموارد وتنميتها، واستغلال كل المقومات الطبيعية التي تزخر بها مصر، خصوصاً بعد قرارات مؤتمر السياحة العلاجية الذى أقيم أواخر الشهر الماضي فى مدينة شرم الشيخ تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى، وبرئاسة اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء، والذي انتهى إلى إنشاء كيان مؤسسى يسمى «الهيئة القومية للسياحة العلاجية» بالتعاون مع وزارات الصحة والسياحة والخارجية والداخلية والطيران المدنى والتعليم العالى، وأيضاً تم خلاله الاتفاق على ضرورة تضافر الجهود لتشجيع كل أنواع السياحة العلاجية والطبية وسياحة الاستشفاء والنقاهة وتوفير مراكز للتأهيل والعلاج البيئي، وكذلك استحداث قاعدة بيانات عن طريق الإنترنت يلجأ إليها راغبو العلاج في مصر والتى ستضم أسماء كافة المواقع التى تقدم الخدمة كالمراكز الطبية المتخصصة والمستشفيات المتميزة، وكذلك تحديد الأسواق المستهدفة تمهيداً لبدء الدعاية والترويج لتسويق هذا المنتج المهم مع تفعيل دور سفراء الدول المختلفة والملحقين الدبلوماسيين لدينا للتعريف والترويج وحث شعوبهم على زيارة مواقعنا الطبيعية الاستشفائية، والتى بالفعل تفتقدها الكثير من البلدان المستهدفة.
لقد تأخرنا كثيراً فى تصدير هذا الفكر، وتلك الطبيعة التى تتفرد بها مصر عن سائر دول العالم، وكأننا أدركنا فجأة إننا نمتلك إمكانيات وموارد طبيعية استشفائية ضخمة يمكن أن تدر علينا مليارات من الجنيهات بل من الدولارات لو أحسنا إدارتها وتنميتها لتعظيم الاستفادة منها، حتى أننى قرأت مؤخراً تقارير تخص جغرافية الأماكن السياحية الاستشفائية داخل مصر والتى سردت 16 موقعا داخلياً وساحلياً، تتوافر فيهم علاجات طبيعية للعديد من الأمراض وعلى رأسها الأمراض الروماتيزمية والبهاق والصدفية، ومن أشهر تلك المناطق حلوان «مدينة الشفاء المقدس» ووادي مريوط ووادي النطرون وواحة منيا بالصحراء الغربية وواحة آمون والعين السخنة وحمامات كليوباترا بالبحر الأحمر وغيرها.
أما العيون الكبريتية فنحن نمتلك على سبيل الحصر عدد 1356 عينا منها 5 فى عيون حلوان، و3 فى عين الصيرة، و36 فى الفيوم، و4 فى وادي الريان، و33 فى شبه جزيرة سيناء، و315 فى الواحة البحرية، و106 فى سيوة، إضافة إلى عدد هائل يقدر بـ 564 فى الواحات الداخلة، و188 في الخارجة، و75 في الفرافرة، والباقي ينتشر في خليج السويس والقطارة ووادي النطرون.
وتلك العيون يغلفها الطمى النقى الناشئ على جوانبها بخواصه وقدرته فى علاج العديد من أمراض العظام والأمراض الجلدية، ناهيك عن الرمال بكل ألوانها وقدرتها على علاج الروماتيزم المفصلى ومياه البحر الأحمر وأهمية محتواها الكيميائى فى علاج مرض الصدفية الجلدية، إلى جانب المناخ الجاف الخالى من الرطوبة التى تتمتع به مصر طوال فصول السنة.
مصر لديها بالفعل أرقى المواقع الاستشفائية فى العالم، لذا فقد آن الأوان لبدء الدعاية والترويج والإعلام اللازم لتسويق هذا المنتج الذى سيضمن لمصر موقعا متميزاً وفريداً على خريطة السياحة العلاجية فى العالم.
 ولكى تصبح مصر بالفعل مقصداً مهماً لراغبى العلاج والاستشفاء والنقاهة من كل دول العالم وجب الحرص على أهمية وسرعة تذليل العقبات البيروقراطية، والتى قد تؤخر جلب هذا النوع من السياحة المهمة مثل سهولة وسرعة الحصول على التأشيرات والحجز، والعمل لإنجاز الخدمات المختلفة بدقة وسهولة لمعاونة السائح المريض كلا حسب حالته كتوفير سيارات أوطائرات الإسعاف المجهزة التى تقله من المطار حتى دخوله للمرفق الطبى المخصص لعلاجه، والذى بالقطع سيتبع ويراعى أعلى معايير الجودة فى وسائل التشخيص ووفرة العلاج وطيب الإقامة إلى جانب وجوب توفير الكوادر البشرية الماهرة والمدربة والمؤهلة جيداً من أطباء وممرضين وفنيين وعمال لاستكمال عناصر المنظومة.
لاشك أننا لو نجحنا فى تسويق أنفسنا لخدمة هذا الفكر وأمكننا بمزيد من التخطيط والتجهيز والدراسة جلب السائحين تباعاً للعلاج والإقامة طوال فترة الاستشفاء فى مصر سيكون مردوده كبيراً على الاقتصاد والتنمية ومع الوقت قد تفوق حصيلته كل مواردنا الدولارية الحالية.
وأخيراً لنا كلمة ..
أرسل لى الصديق حامد محمود وهو مصرى مقيم فى الكويت مجموعة من فيديوهات صورها بنفسه توضح ماحدث فى الكويت أواخر الشهر الماضى من عواصف رعدية ورياح عاتية وأمطار غزيرة وسيول جارفة فى شوارع هذا البلد الجميل حتى ظننتها «تسونامى» يجتاح الكويت لاقدر الله، ولكن لم يشعر بهذا أحد فى البلاد المجاورة سواء من خلال الصحافة المكتوبة أو الإعلام المرئى أو نشرات الأخبار إلا القليل وعلى استحياء، حيث الآلة الإعلامية فى الكويت شأنها شأن الإعلام الوطنى فى كل دول العالم يحرص على عدم تصدير السلبيات أو أوجه القصور إن وجدت حتى ولو كانت نوازل أو كوارث طبيعية لادخل للإنسان فى حدوثها، وذلك للحفاظ على سمعة وشكل الدولة سياحياً واستثمارياً، ولكننا بكل الأسف فى مصر يتفرد بعض إعلاميينا يومياً بنشر اليأس والإحباط والاكتئاب من خلال إظهار «السواد» فقط صوت وصورة وبالتعليق والتحليل والإعادة مرات ومرات ليعلنوا عن الفضائح والكوارث، وليبرزوا السلبيات وأوجه القصور والتخلف لبعض الأفراد أو فى بعض المواقع فى مصر وفقط، ويصدرون للعالم كله وجها أسود مليئاً بالانحطاط والقذارة والبلطجة ويخفون الوجه الحقيقى لأجمل بقاع الأرض وأكثرها خيراً وحضارة.
وعن الوضع الاقتصادى للمصريين الآن بالطبع الكل يعانى ارتفاع أسعار السلع والخدمات، ولكن عزاءنا الإنجازات الكثيرة والكبيرة والعملاقة التى تحققت، والمشاريع الضخمة التى فى سبيلها للتحقق، بالإضافة للاكتشافات البترولية الضخمة وعودة السياحة تدريجياً، كل ذلك سيزيد حتماً من معدلات التنمية ويقلل التضخم والبطالة وسينمو دخل الفرد بإذن الله، ويكفينا إننا من خلال تقارير وشهادة المتخصصين فى كل دول العالم، وتقدم تصنيف مصر الائتمانى، وبعد إجراءات الإصلاح الاقتصادى، ومردود وبدء إنتاج المشروعات التى تتم الآن، والاستغلال الأمثل لثروات وموارد مصر الطبيعية سنكون ضمن أفضل 10 دول فى العالم نمواً واقتصاداً وسياحة بفضل الله أولاً، وبفضل قوة مصر وحنكة ودأب ونشاط قائدها، وبفضل رجالات مصر من القوات المسلحة والشرطة، وبفضل عقول وفكر الوطنيين من الخبراء والشباب الذين لايتحدثون كثيراً ولكنهم يعملون فقط..