البيئة: مؤتمر«COP 26» فرصة حقيقية لتوحيد القوى لمواجهة تغير المناخ
أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، أن مؤتمر المناخ "COP 26" المقرر عقده العام المقبل، يعد فرصة حقيقية لتوحيد القوى ورفع الطموح في كافة الزوايا المتعلقة بتحدي تغير المناخ، مشيرة إلى أن السعي لرفع الطموح في تغير المناخ لن يتحقق دون النظر إلى قطاعات الطاقة والنقل والمخلفات والصناعة باعتبارها تنتج الانبعاثات الأعلى لغازات الاحتباس الحراري.
جاء ذلك خلال لقاء الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة ،اليوم السبت، مع جامباولو كانتينى السفير الإيطالي بالقاهرة لمناقشة تحضيرات مؤتمر الأطراف لاتفاقية التغيرات المناخية COP26، والذي تترأسه المملكة المتحدة بالشراكة مع إيطاليا، والتعاون الثنائي بين مصر وإيطاليا في مجال البيئة.
واستمعت فؤاد لعرض موجز من السفير الإيطالي حول الأنشطة والفعاليات التي ستنفذها بلاده بالتنسيق مع المملكة المتحدة للتحضير لمؤتمر الأطراف لاتفاقية تغير المناخ COP 26 من أجل خلق حوار بناء بين كافة الأطراف يمهد للمؤتمر ويساعد على الخروج بنتائج واقعية قابلة للتطبيق منه، مشددا على أهمية الدور المصري في قضية تغير المناخ.
وأوضحت وزيرة البيئة أن مصر ملتزمة باتفاق باريس للمناخ ، والتي كان لها دور محوري في إعداده وخروجه إلى النور، من خلال قيادتها للمجموعة الأفريقية في ذاك الوقت باعتبارها رئيس مؤتمر وزراء البيئة الأفارقة ، واتخذت على المستوى الوطني عدة إجراءات للوفاء بتلك الالتزامات انعكست في العديد من المشروعات والبرامج التي يتم إعدادها وتنفيذها كمحطة الطاقة الشمسية ببنبان، والبرنامج الطموح للنقل المستدام، وخطوات جادة في مجال إدارة المخلفات ومنها إصدار أول قانون لإدارة المخلفات بكل أنواعها في مصر، والذي يحدد الأدوار والمسئوليات لكافة الشركاء في المنظومة، ويتيح الفرصة للقطاع الخاص للاستثمار في مجال إدارة المخلفات.
وقالت الوزيرة إنه تم رفع مستوى الدعم المؤسسي للمجلس الوطني للتغيرات المناخية ليصبح تحت رئاسة رئيس مجلس الوزراء المصرى، بما يمثل دفعة لتحقيق هدفنا وهو دمج أبعاد تغير المناخ في السياسات والخطط الوطنية .. لافتة إلى أن وزارة البيئة تبذل جهودا حثيثة لإحداث عملية تحول حقيقية ظهرت ثمارها فيما تحقق من دفعة لمشروعات الطاقة المتجددة، وموافقة مجلس الوزراء على أول معايير مصرية للاستدامة البيئية ودمجها في الخطة الاستثمارية للدولة من عام 2021 / 2022 ، وبدء التحول الذاتي نحو موازنة خضراء، فهي خطوات مهمة في طريق مواجهة آثار تغير المناخ.
وأضافت أن الأنشطة والأحداث التي ستقيمها إيطاليا ضمن فعاليات التحضير لمؤتمر المناخ COP26، تعد فرصة سانحة لتذكير العالم والدفع بالمبادرة والدعوة العالمية التي أطلقها الرئيس السيسي خلال افتتاح مؤتمر الأطراف لاتفاقية التنوع البيولوجي COP14 وهى إعادة الربط بين مسار اتفاقيات ريو الثلاث (تغير المناخ، التصحر ، التنوع البيولوجي)، من خلال مشروعات ونشاطات تنفذ على أرض الواقع ، لتحقيق نتائج حقيقية وفعالة وصولا إلى أهداف التنمية المستدامة.
وأبدت وزيرة البيئة استعدادها لتقديم الدعم اللازم في ذلك باعتبارها رئيس مؤتمر الأطراف لاتفاقية التنوع البيولوجي الرابع عشر Cop 14.
من جانبه ، أشار السفير الإيطالي إلى قيام دولته بالإعداد لتنظيم حدث حول الشباب والمناخ في أكتوبر 2021 ضمن فعاليات الإعداد لمؤتمر المناخ إيمانا بدورهم الهام في مواجهة هذا التحدي وآثاره في المستقبل.
وفي هذا الصدد ، أشارت وزيرة البيئة إلى أنها بدأت منذ عام ونصف بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الانمائي UNDP مناقشة سبل ربط الشباب بقضية تغير المناخ، ودعت لتكوين تحالف من الشباب يتناول قضايا تغير المناخ والتنوع البيولوجي لخلق جيل جديد قادر على مواجهة تلك التحديات، كما دعت صندوق المناخ الأخضر لاتاحة فرص أكثر للشباب للعمل في المجالات القائمة على النظام البيئي.
وأوضحت فؤاد أنه سيتم إقامة قمة طموح المناخ في ديسمبر 2020 كمنصة افتراضية تجمع قادة العالم لمشاركة تطلعاتهم لرفع الطموح والاستراتيجيات وخطط التكيف وآليات تمويل المناخ، وموقف اتفاق باريس للمناخ.
وطلب السفير الإيطالي مساهمة وزارة البيئة المصرية في حملة التوعية العالمية حول تغير المناخ التي تعد ضمن فعاليات التحضير لمؤتمر المناخ، والتي تسعى لنشر معلومات وحقائق وتجارب حول قضية تغير المناخ من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والمجتمعات الشبابية والجامعات وغيرها.
وناقش الطرفان كذلك التعاون الثنائي بين مصر وإيطاليا في مجال البيئة، حيث أكدت الوزيرة أن التعاون المصري الإيطالي ممتد منذ أكثر من 20 عاما، خاصة في مجال تطوير ودعم المحميات الطبيعية وصون التنوع البيولوجي.
كما تناولا آخر مستجدات برنامج التعاون المصري الإيطالي لدعم المحميات الطبيعية والذي ساهم في تطوير عدد من المحميات بمصر ودمج سكان المجتمع المحلي في ادارتها، وأيضا التعاون في مجال إدارة المخلفات من خلال المرحلة الثالثة من مشروع إدارة المخلفات الصلبة بالمنيا.