الأربعاء 15 مايو 2024

في ذكري ميلاد فاطمة رشدى.. تعرف إلى سبب انفصالها عن عزيز عيد

فن15-11-2020 | 14:40

تحل، اليوم، ذكرى ميلاد الفنانة الراحلة ورائدة المسرح العربي فاطمة رشدي، حيث ولدت يوم 15 نوفمبر، عام 1908 بالإسكندرية، لعائلة فنية، حيث أن شقيقاتاها هن رتيبة رشدي وإنصاف رشدي، أصحاب فرقة فنية شهيرة.


وبدأت مسيرتها الفنية وهي في التاسعة من عمرها عندما رشحها الفنان أمين عطا الله لأداء دورًا غنائيا صغيرا في إحدى المسرحيات التي تقدمها فرقته" والتي كانت أختها تغني فيها".


وتنقلت في العمل بين الكثير من الفرق المسرحية، ثم انضمت إلى فرقة "فوزي الجزايرلي"، وعندما شاهدها الفنان سيد درويش بالإسكندرية نصحها للحضور إلى القاهرة وألحقها  بفرقة "الأوبريت" التي قام بتأسيسها.


وبعد هذه المرحلة عملت الفنانة فاطمة رشدي ببعض الفرق المسرحية الأخرى والتي كان من أهمها فرقتي كل من الفنانين:"عبدالرحمن رشدي" و"نجيب الريحاني".


وفي عام في عام 1923، كانت الإنطلاقة الحقيقية لها، عندما تحمس لها الفنان الكبير عزيز عيد بعدما وجد فيها الموهبة، وتعهدها بأنه سيعلمها ويدربها، وقام بتوكيل أحد مدرسي اللغة العربية مهمة تعليمها قواعد اللغة العربية والإلقاء، كما قام بضمها إلى فرقة "رمسيس" للفنان يوسف وهبي.


وقد أسند لها في بدايات عملها بفرقة "رمسيس" بعض الأدوار الثانوية وبعض أدوار الصبيان والفتيات الصغيرات، فقامت بأدوار: توبي لمسرحية "الذهب"، وابن المهرج بمسرحية "المهرج"، ولي العهد بمسرحية "لويس الحادي عشر"، نيشت بمسرحية "غادة الكاميليا".


ومنذ منتصف عشرينات القرن الماضي أتيح لفاطمة رشدي أن تصير بطلة لعدد كبير من مسرحيات فرقة "رمسيس" ومن أهمها: الصحراء، القناع الأزرق، النسر الصغير، والحرية.


وفي عام 1925 عندما قدمت بطلة الفرقة الفنانة روز اليوسف عام 1925 إستقالتها، أتيح لفاطمة رشدي فرصة القيام بأدوار البطولة في العديد من المسرحيات منها: المبادئ، الرئيسة، الطاغية، سيرانو دي برجاك، تحت العلم، الشرف، حب المسز كوثر، الرعاع، الوحوش، ليلة الدخلة، الحقد، جمهورية المجرمين، الجناية، والنزوات.


كما فتح لها الفنان عزيزعيد أكاديمية خاصة، فاستطاع أن يفجربداخلها براكين الموهبة، لتصبح أكبر ممثلة في الشرق الأوسط، وتقوم بتجسيد كل ما قامت بتجسيده الممثلة العالمية المشهورة "سارة برنارد"، فحلم الطفولة أصبح حقيقة بالنسبة للفنانة فاطمة رشدي، فهي باتت تحلم أن تكون مثل الفنانة الشهيرة " سارة برنارد.


وبدأت نظرة رشدي أن تتغير ناحية أستاذها عزيز عيد، وذلك لما قدمه لها خلال مشوارها من حب وإهتمام ورعاية،فأتت اللحظة التى لا بد من أن يتوج حبهما بالزواج.


ومرضت فاطمة مرضا شديدا ولم يلحظ عزيزعيد غيابها نظرًا لشواغله الكثيرة بفرقة "رمسيس"، ولكن صديقهما المشترك الفنان مختار عثمان أخبره بأن فاطمة مريضة جدا وتسأل عنه دائما، ويبدوأن فاطمة كانت قد تحدثت مع مختار عثمان في أمر ارتباطها بعزيز، ثم فاجئ عزيز باقتراح زواجه من فاطمة، وسرعان ما وافق على الفور، ولكن كانت هناك معلومة لا تعرفها فاطمة وهي أن عزيز عيد قبطيًا، فخشى عيد من رفضها الارتباط به وقام بالإعلان سريعًا عن استعداده لإشهار إسلامه. 


وبالفعل أعلن الفنان عزيز عيد إسلامه وتزوج من فاطمة عام 1924، ولكن النيابة المصرية استدعته لأن الفتاة على الرغم من شهرتها إلا أنها كانت لا تزال قاصرا بحكم القانون، وهنا تدخل بعض كبار الشخصيات ممن يعرفون قيمة وحجم عزيز لإنهاء الموضوع، كما أنجبت رشدي منه طفلتها الوحيدة التي قامت بتسميتها عزيزة عام 1925.



وبعد أن النجاح الباهر الذي حققتة  فاطمة رشدي بفرقة "رمسيس" كان من الطبيعي أن تشتد المنافسات والصراعات بين نجمات الفرقة، ولكنها فجأة تطورت تلك المشاحنات إلى مشادات عنيفة بالشتائم والاشتباك بالأيدي ، وذلك بسبب سماع "فاطمة" لضحكات نسائية لبعض زميلاتها صادرة من الكواليس أثناء قيامها بأداء أحد المشاهد الميلودرامية، فما كان منها إلا الانفجار الشديد بمجرد انتهاء المشهد ودخولها للكواليس، وكان من المنطقي أن ينحاز عزيز عيد إلى موقفها ويطالب بضرورة معاقبة اللاتي ضحكن، ولكن المفاجأة كانت في انحياز الفنان يوسف وهبي -مؤسس الفرقة- ضد الفنانة فاطمة رشدي ورفضه القاطع لرد فعلها العنيف، فكانت النتيجة هي قرار كل من فاطمة ووزوجها عزيز عيد بالانسحاب الفوري من الفرقة.


وفي عام 1926، وبعد إنفصال الفنانة فاطمة رشدي وزوجها الرائد عزيزعيد عن فرقة "رمسيس"، قررا معًا تأسيس فرقة تحمل اسمها وأسندت الإدارة الفنية للفنان عزيز عيد.


وكانت رشدي ثاني فنانة مصرية تحمل اسمها أيضا فرقة مسرحية، كما تتميز في باقتحامها أيضا لمجالي التأليف والإخراج المسرحي لتكون بذلك أول مؤلفة ومخرجة مسرحية.


وسارت الفرقة على نهج ومنوال فرقة "رمسيس" في تقديم نصوص مترجمة ومقتبسة من المسرح الغربي، ومعظمها تتسم بالميلودرامية والرومانتيكية التاريخية، بالإضافة إلى بعض المؤلفات المحلية وفي مقدمتها مسرحيات كل من الأساتذة: أمير الشعراء أحمد شوقي، خليل مطران، عباس علام، سليمان نجيب، بيرم التونسي، إبراهيم عبد القادر المازني، طاهر حقي، أحمد رامي.


وتضم قائمة الفرقة عددا كبيرا من المسرحيات المهمة ومن بينها  كليوباترا، مجنون ليلى، العباسة، أميرة الأندلس، سميراميس، بلقيس، عقيلة، فاطمة، الولادة، جان دارك، مدام سان جين، غادة الكاميليا، أنا كارنينا، الذئاب، الشرف، رقصة الموت، الزوجة العذراء، الجامحة، المستهترة، المتمردة، الجبارة، الشيطانة.


وكان هناك العديد من المتربصين الذين يحاولون فصل فاطمة رشدي عن الفنان عزيز عيد لتنتهي حياتهما في محط الفشل والطلاق ، كما  كان هناك الكثير من المعجبين الذين كانوا  يحاولون إغرائها بترك المسرح والارتباط بهم لكنها كانت دائما ترفض وتفضل فنها، ولكنها في نهاية الأمر اضطرت للإنفصال عن عزيز عيد رغم حبها وتقديرها له، بسبب غيرته الشديدة الغير مبررة.


وبعدما إنفصلت رشدي عن عزيز عيد أسست فرقتها المسرحية الخاصة التي حملت اسمها وقدمت خمسة عشر مسرحية في سبعة أشهر، و قدمت من خلالها بعض النجوم الجدد ومن بينهم: محسن سرحان، السيد بدير، سعيد أبو بكر، محمود المليجي، يحيى شاهين، نادية السبع، ومحمد فوزي الذي كان يلحن المونولوجات التي تقدم بين فصول المسرحيات.


وفي عام 1935، عندما أسست الدولة "الفرقة القومية" مواجهة أثار الأزمة الاقتصادية العالمية ومعاناة الفنانين من البطالة ،انضمت إليها الفنانة فاطمة رشدي مع جميع نجوم الفرق الثلاث (جورج أبيض، رمسيس، فاطمة رشدي) ولكنها انفصلت عنها بعد فترة وجيزة عندما لم ترشح لأداء أدوار البطولة، وأقدمت مرة أخرى على تأسيس فرقة جديدة عام 1936 وقامت بإحياء  موسمًا صيفيا قصيرًا، ثم عاودت أكثر من مرة تكوين فرقتها ومدها عزيز عيد بمعاونات وإمكانيات مادية.


وفي عام 1954، كانت آخر تجربة لها مع فرقتها المسرحية، حينما قدمت موسمًا قصيرا بالإسكندرية.


واتجهت فاطمة رشدي للسينما في أواخر العشرينات، وكان أول أفلامها هو "فاجعة فوق الهرم" في عام 1928، وقامت بعده ببطولة العديد من الأفلام حتى أواسط الخمسينات، منها (ثمن السعادة، العامل، الطريق المستقيم، مدينة الغجر، العزيمة، الجسد). اعتزلت الفن في أواخر الستينات، وتوفيت في عام 1996 عن عمر يناهز 87 عامًا.

    Dr.Radwa
    Egypt Air