الأربعاء 26 يونيو 2024

الثقافة المنقوصة

أخرى15-11-2020 | 23:34

أراد النجم الموهوب محمد صلاح أن يرد على من يتهمونه بالتكبر والاستعلاء على الآخرين، فجاء رده مفجعًا وغاليًا وعلى حساب نفسه وحساب المنتخب الوطني لكرة القدم والذي في أشد الحاجة اليه لصعوبة التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس أمم إفريقيا، وقد شاهدنا كيف كانت حالة الفريق أمام توجو.

أزمة صلاح الحقيقية هي أزمة ثقة بينه وبين اتحاد الكرة، وذلك بعد الأحداث التي تعرض لها أثناء مشاركة مصر في كأس العالم 2018 في روسيا، وإحساسه أن كل المسئولين باعوه واستثمروا وجوده واستفادوا من ورائه وعرضوه للاحراج والمساءلة من ناديه الأصلي.

وكلنا يتذكر الإعلانات الضخمة والتي استغلوا فيها اسمه وصوره دون استئذان أو تصريح، حتي وقتها فوجئ بصوره علي الطائرة التي أقلت المنتخب الوطني الي روسيا، وتعرض للاحراج أكثر وأكثر وفرضت عليه من ناديه شروطاً جزائية كلفته الكثير والكثير.

ومن وقتها وهو يتعامل بحساسية مفرطة مع مسئولي اتحاد الكرة، وكذا مع الجهاز الفني للمنتخب الوطني أي أن كانت الأسماء، وكان من قبل يتعامل مباشرة مع هاني أبو ريدة الرئيس السابق للجبلاية، وسار على نفس المنوال مع عمرو الجنايني، ومؤخرًا رفض التحدث تليفونيا مع حسام البدري ورفض الرد من أجل الترتيب لموعد حضوره إلي القاهرة.

ومع أول رد فعل لـ"صلاح" للرد علي هذه الاتهامات وغيرها، أراد أن يثبت العكس، فترك نفسه منذ لحظة وصوله إلى مطار القاهرة الدولي وتعامل باستخفاف وإهمال ولم ينفذ أي من المحاذير المفروضة، ودخل في وصلات عناق مع الجماهير المصرية خارج المطار وقبل مغادرته المكان ظل واقفا لفترة وكأنه يقول هل من مزيد، وتوجه إلي فندق الإقامة واستعد في ذات اللحظة لفرح وزفاف شقيقه والذي أقيم في أحد الفنادق الكبرى وتنقل بين الناس ورقص، وبدون محاذير صافح الضيوف وتعانق مع أقاربه وبعدها حضر حفل التكريم والذي جاء وسط الهيصة والزنقة، وذلك حسب طلبه.

كل هذا من أجل أن يثبت أنه لا يتعالى ولا يتكبر علي أحد، فجاءت النتائج عكسية، وأصيب بالفيروس الملعون، وتم عزله وإبعاده، ومن المؤكد أنه أصاب غيره.

وأري أن ثقافة اللاعب في التعامل مع المواقف الصعبة، ومع الآخرين ما زالت محدودة رغم حياة الاحتراف ومشواره الطويل مع الغربة واختلاطه بعشرات الأجناس البشرية، وقد كان من الممكن أن يصاب في أي لحظة وهو خارج مصر إلا أن إصابته للأسف الشديد جاءت بسبب عدم تنفيذ المحاذير المفروضة وهي رسالة لنا جميعاً ورسالة للاعب نفسه بضروره إعادة النظر في كل حساباته ومواقفه، وضرورة إعادة تثقيف نفسه كلاعب محترف لكل خطوة له ألف حساب وحساب .

    الاكثر قراءة