تنشر "الهلال اليوم" النص الحادي عشر ومن كتاب "أجنحة لمزاج الذّئب الأبيض"، للشاعر الجزائري عبد الرزاق بوكبة، وهما بعنوان "جناح لطيـنة القـلب، جناح لـدوائر النّطـفة"، ونقرأ فيهما:
جناح لطيـنة القـلب
طينةُ الرّماد، غير طينة الرّمال، غير طينة التّراب، غير طينة الشّعير
غير طينة القلب.
طينةُ القلب
تعرفها الجدّة، وهي تنشّ الرّماد عن كسرة الشّعير، وتخلق ماعوناً صديقاً، من تراب صديق.
طينة القلب: أن تحبّ امرأةً أسرعَ من ظلّك!
جناح لـدوائر النّطـفة
كان جدّك ينتف الحلفاءَ فتغدو حياة: حصائرَ/ قفافاً/ مقاليعَ/ أطباقاً/ برادعَ/ أحلاساً/ سجادةً..
وبتَّ أنت تأتيك الحلفاء أوراقاً، فتكتب: كان جدّي ينتف الحلفاء!!
أيضاً جناح لأنثى الرّوح
تحتاج امرأةً ترمي نفسها من أجلك في النار، (تنتهي فيك).
لا تحتاج امرأةً تُلوّح لك بالمناديل.
احتمالُ أن تفعلها مع غيرك في الأولى: 0
احتمالُ أن تفعلها مع غيرك في الثانية: كم عدد الرجال؟!
جناح لأسـمال سيبويـه
الدّنيا طويلة، والعمر قصير
وأنت تريد أن تكتب نصّ الدنيا!
بأيّ قاموس ستفعل يا الولهي؟! بقاموس مشدود إلى عيون الأمس؟ عجبا..! العيونُ نُخرت بالموت منذ قرون والرّؤية باقية؟!
يقال إنّ صور النجوم التي نرى اليوم، هي لنجوم تركت مواقعها منذ ملايين السنوات! فهل توافق على أنّ بين النجوم والنحويين شبهاً؟
الشّاي برد، والولاّعة فسدت.
خواء في الشارع/ خواء في الفندق/ خواء في الرّواق، وخواء في الورقة.
تكتب...
هل تبدّتْ لك الكلماتُ أوراماً؟! تبدّى لك جسد القاموس مثل جسد عجوز منخورة بالهرم وفوات الأوان؟! وأنت كيف تبدّيت فيها؟ جرثوما؟! لا تعبث، فهذا أمر مقرف فعلاً، أم تقصد بالجرثومة أصلَ الشيء؟ يقول أرباب القاموس العربي: جرثومة الشيء أصله، فهل كنت أصلاً في كلماتك؟ لكن ألم تقل لي منذ قليل فقط، إنك بتّ ترى الكلماتِ أوراما؟! إذن أنت أصل في الورم؟! قلتُ لك: إنّ الحديث معك مكسب معرفي.
شُفْ: إنك تضعني أمام لحظة فلسفية لا تُعوّض: من المنخور بالآخر؟ أنت بالقاموس، أم بك القاموسُ؟